الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 04:01

أين الأشرار؟/ بقلم: سليمان السرور

سليمان السرور
نُشر: 07/11/19 19:12

منذُ يومين وأنا اجوبُ صفحات الفيسبوك طولًا وعرضًا أبحثُ عن الأشرار، كي أضعهم في اللَّائحة السَّوداء، وأخبر "مارك" عنهم، دخلتُ دهاليز التِّعليقات ومَررتُ عبر أنفاق الرُّدود، تَسلَّقتُ أسوار الأسماء المُستعارة، وانغمَسْتُ في حلقات الذِّكْرِ التي يُحييها بعض الواعظين، فلم أجد لهم أثرًا.
بل اكتشفتُ العكسَ تمامًا، رأيتُ مجتمعًا متعاونًا معطاءً، نظيفًا مُلتزمًا بِدينه أيّما الْتِزام، ينصحون الإنسان والحيوان والجَماد، حتّى صديقي الذي لا يُصلّي إلّا في الأعياد والمُناسبات وجدتُ صفحتهُ تشعُّ نورًا وإيمانًا ومَواعِظَ تفتحُ القُلوب الصَّمّاء،
فتساءَلتُ: أين الأشرار؟
تزوَّدتُ من بعض الصَّفحات بالعزيمة والثَّبات والصّبر، ومضيتُ في طريقي مُواصلًا البحثَ، عاقدًا العزم على العثور على أقلّهم شرًّا، هالَني مشهدُ المُبَشِّرين بالخير والمُتَعاطفين مع المساكين والكارِهين للفتنة والمُحذّرين منها، والنَّابذين للعنصريّة والعافين عن النّاس، حتّى الجار الذي يُدير وجههُ عن جاره في الصّباح كيلا يردّ التّحية عليه، قرأتُ في صفحته أحاديثَ ووَصايا لحِفظ الجيرة والتَّسامُح.
جلستُ على قارعة إحدى المجموعات الفيسبوكيّة وقد دَبَّ اليأسُ في نفسي، فرأيتُ أعضاءَها يتسابقون على أذكار الصّباح والمساء، والمأثورات. فقلتُ لنفسي: تُرى أين الأشرار؟
كنتُ سأصرخُ في وجه مارك وأقول له:
- هل في شروط الانضمام لعالمك هذا أن يكون الإنسان مثاليًّا إلى حدّ اللّا معقول، وبعيدًا كل البُعد عن حقيقته؟
ولكن خيبتي بعدم العثور على أشرار جعلَتْني أتراجع.
ترى أين الأشرار؟
وما زال البحثُ مستمرًّا. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة