الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 18:02

أنا لستُ مُتشائِم!/ بقلم: أزهار أبو الخير - شعَبان

أزهار أبو الخير
نُشر: 02/11/19 13:51,  حُتلن: 21:11
أنا لستُ مُتشائِم
إن عبرتُ على صَفحات تاريخيّة
وذكّرتُ من حَولي في القضيّة
وأحيَيتُ ذِكرى مَجزرة كفر قاسِم
أنا لستُ مُتشائِم
كل ما في الأمرأنّني
أُذكِّر الأشخاص مِن حَولي بحَق ما يَزال قائِم
أقلّب صَفحات رِجال قُتلوا
شَلال دَم قَد سال
نِساء أعدِمت بطَرفة عَين
وَطفولة سُلبت مِن أطفال كفر قاسِم
قل لي برَبّك لما أُنعتُ بمُتشائِم
وَالتّاريخ أمامكَ ظاهر للعَيان جازم
قل لي برَبّك كيفَ أكون مُسالِم
وَالجلاد يَجلدُ وَيذرفُ دَمعه لِيتلقى الدّعائِم
وَالمَظلوم ينوحُ يصرخُ ويَعول دونَ دَمعٍ
وَصمّاء هيَ آذان المَحاكِم
أنا لستُ مُتشائِم
إنهُ دَمعٌ يَملأ عَيني فَقط
حينَ أرى تاريخي يُهمّشُ
لتَتبعثر أمامهُ آمالي المُستقبليّة المَرميّة تحتَ أقدام البهائِم
قل لي كيفَ أصدُّ طَرَقات الذّاكرة؟
كيفَ أخرسُ صَوتَ أنينِها في المَجازر وَالمَلاحِم
كيفَ ليَ أن أغض بَصري كالآخرين الذينَ مَرّوا مِن هُنا
وَلم تَهمّهُم سِوى الغَنائِم
وَمَقاعدهم الأولى حَول الوَلائِم
كيفَ لي أن أنقذ مُجتمعي الحاضِر مِن عنفهِ
وأنا مَكتوف الأيدي أخرس لاطِم
وَالعنفُ وَليد رَصاص تلقيناهُ يومًا دونَ ذَنب
أوقَعنا في الشّوارع مَذبوحين مِثل الحَمائِم
وَتعتّق عَلى مرّ السّنين
حينَ رَضينا ان نكونَ خواتِم تُلبسُ وتُخلع وفقًا للمَراسِم
فقُتلنا مَرّة أخرى عَلى مَرأى الجَميع
دونَ رادِع دونَ عَدل وَدونَما حاكِم
وَاتبَعنا نَهج التّخوين فيما بَيننا حَتّى طَغى عَلى قُلوبنا السّواد القاتِم
فَصَدّقنا الجَلاد وَصافحناهُ
وصِرنا نقتلُ بَعضَنا بَعضًا وهوَ يُناظرنا بَوَجه باسِم
قُل لي بربّك يا صَديقي
كيفَ لكَ أن تُصمتَ ضَجيج أفكاري
وَتقمَع صَوت ضَميري وَتَنعتني بالمُتشائِم
يا تاريخ اشهَد وَأنتَ أيضًا يا صَديقي
إنّ الدّم قَد سال والظلم قَد طال وَأنّ السّنين لم تُزل الغَمائِم
وَأخبر طِفلتي حينَما تَكبُر
إنّي وَإن تمسّكتُ بالذّكرى وَجاهرتُ بالحَق
لم أقتُل أحدًا سِوى نَفسي
وَإنّني قَد مُت مُسالِم
 
عكا

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة