الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

عودة

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 28/10/19 20:48,  حُتلن: 15:01

أعود من منازل الرحيلِ والغروبْ
أعودُ..
علّني أرى مزارعاً يوزّعُ الحبوبْ..
كي لا يجوعُ طائرٌ في موسم الصقيعْ
أعودُ..
علّني سأطفئُ الحنينَ
للسهولِ والجبالْ
أريدُ أن أرى أرجوحَتي التي
ربطتُها بغصنِ تينةٍ وفيرة الظلالْ
أعودُ عارفاً بأنّ بعضَ الذكرياتِ
قد غدت آثارُها من المُحالْ..
من حُسن طالعي أنّي رأيتُ طفلةً
كانت تزورُني على شواطئ الخيالْ
قابلتُها وقد غدت صبيةً
وعندما رأيتُ وجهها
شاهدتُ فيه حنطةً وبرتقالْ
في وجهها رأيتُ كلّ ما أردتُ
أن أرى في كل عامْ
كأن كل ما افتقدتُ
جَمّعَتهُ
ثم أودعتهُ وجهَها
على سبيل الاختزالْ
فصار كلُ ما رأيتُ
يملأ الفضاءَ بهجةً وذكرياتْ
رأيتُ زهرةً تموتُ في الشتاءْ
رأيتها تعودُ في الربيعْ..
آمنتُ أنّها عصيةٌ على الزوالْ
وكلما ألقيتُ قربَ دارها
عصا التِرحالْ
أعودُ
كي تعودَ الأرضُ حنطةً وبرتقالْ

 نيويورك 

مقالات متعلقة