الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

يا معلّمي العبرية، طوبى لكم!/ بقلم: ابراهيم ابو بكر

ابراهيم ابو بكر
نُشر: 05/10/19 13:02,  حُتلن: 15:06

ابراهيم ابو بكر في مقاله:

بحكم سنوات عمري الطويلة التي عشتها في جهاز التربية والتعليم، ومن خلال معرفتي المغرقة في القدم للدكتور هاني موسى، أستطيع القول، وبلا أدنى تأتأة أو تردّد، إنّه لم يُتَح لي أن أعرف أُناسًا كثيرين كهذا الإنسان؛ يحبّون عملهم إلى هذا الحدّ، ويُخلصون له

يجب على الإنسان، أحيانًا، أن يعرف، أيضًا، كيف يقدّر، يُطري، ويقول كلامًا حسنًا من دون أن يشعر بعدم راحة أو إحراج، وليس أن ينتقد ويتذمّر، فقط. فجميعنا، كذلك نحن الأكبر سنًّا، بحاجة إلى كلمة طيّبة من حين إلى آخر، حيث يكون تأثيرها سحريًّا؛ حسَبما تعلّمنا في إحدى دورات الاستكمال المدرسية. فطالما كنت معلّمًا فعّالًا في جهاز التربية والتعليم، وطالما كنت مرتبطًا بعلاقات عمل خاضع – مسؤول، امتنعت عن الإطراء والإعراب عن مشاعر الاستحسان لمن هو أهل لذلك بحقّ وحقيق، أعني المفتّش مركّز الموضوع، الدكتور هاني موسى، خوفًا من أن – لربّما – أُتّهم بالتلوّن ومسح الجوخ، وهما صفتان بعيدتان عنّي سنينَ ضوئية؛ وإنّ كلّ من يعرفني عن كثب يعرف ذلك جيّدًا. لكن كوني – في هذه الأيّام – خارج جهاز التربية والتعليم، ومحرَّرًا من قيود الشعور بعدم الراحة والإحراج، أسمح لنفسي بالقيام بذلك.

إنّه بحكم سنوات عمري الطويلة التي عشتها في جهاز التربية والتعليم، ومن خلال معرفتي المغرقة في القدم للدكتور هاني موسى، أستطيع القول، وبلا أدنى تأتأة أو تردّد، إنّه لم يُتَح لي أن أعرف أُناسًا كثيرين كهذا الإنسان؛ يحبّون عملهم إلى هذا الحدّ، ويُخلصون له. إنّه مُكِبّ حقيقيّ على عمله إلى أقصى درجة، وليس ذلك مجرّد عُنوان أو شعار فارغ. يأتي ليعمل فعلًا، ولا يأتي إلى مكان عمله فحسْب. يسعى للكمال "لحدّ الإغضاب" ببراعة واحتراف، ومتمكّن من جميع أسرار المهنة، كما أنّه يطالب المعلّمين بأن يكونوا كذلك. فخلال وقت قصير نجح بمثابرة وإصرار ليس في دفع موضوع اللّغة العبرية إلى الأمام فقط، بل نجح في الانطلاق به إلى أقصى الصفوف الأولى. وكلّنا شهود على الانطلاقة البالغة السرعة للموضوع وجعله موضوعًا معتبَرًا ومتحدًّى تكنولوجيًّا. هذا وتحتلّ مصلحة المعلّمين مكانة عالية في سلّم أولويّاته. إنّه إنسان متفهّم، محتوٍ، ويعرف كيف يدعم ويُعجَب عندما يجب، حتّى إنّه يحثّ المعلّمين على الاستكمال والمواصلة للحصول على ألقاب أعلى فأعلى، وعدم الركون إلى الموجود. يُحسن الإصغاء للجميع، وتراه دائمًا موجودًا وحاضرًا حيث يقصده أحد. شخصيّة مفعمة بالحركة والنشاط، طاقة حقيقية؛ فكم مرّة تساءلت من أي يأتي بكلّ هذه القوّة، ومن أين له كلّ هذا الوقت.

زملائي المعلّمين، يقولون بالعربية: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. فيجب الاعتراف بأن كان من حظّي وحظّكم الكبيريْن العمل مع مفتّش مركّز موضوع طويل الباع وعالي الشراع ومصدر للإلهام والإبداع. وإنّ نكران الجميل صفة سيّئة يجب نبذها، شجبها، واستنكارها. وأرجو أن تكونوا واثقين بأنّني قلت الحقيقة وكتبت الحقيقة بلا تحيّز أو تمييز، وأنّه لا يقف من وراء ذلك دوافع مصلحة شخصية ما، فماذا عساني أطلب لنفسي بعد؟
بارك الله في الدكتور هاني وفيكم، أعزّائي، بركات كثيرة!

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة