الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 07:02

خطه لعلاج العنف والمنحرفين في سلطاتنا المحلية/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 05/10/19 07:35,  حُتلن: 13:27

 د. صالح نجيدات في مقاله:

هل السلطات المحلية العربية وضعت خطة عمليه لعلاج العنف والمنحرفين ام تكتفي بالاحتجاجات والتظاهر معلنة عن عجزها بعلاج العنف المستفحل في مجتمعنا؟

الى السيد مضر يونس رئيس السلطات المحلية العربية، خطة لعلاج العنف والمنحرفين في سلطاتنا المحلية:

المجتمع العربي هذه الأيام يتظاهر وينتفض احتجاجا على تفشي العنف والقتل واطلاق النار والانفلات داخل بلداتنا العربية، وهناك عجز شعبي ورسمي في علاج العنف المستشري في مجتمعنا، وسؤالي هل السلطات المحلية العربية وضعت خطة عمليه لعلاج العنف والمنحرفين ام تكتفي بالاحتجاجات والتظاهر معلنة عن عجزها بعلاج العنف المستفحل في مجتمعنا؟

لا يمكن علاج العنف والمنحرفين إلا بمحادثات مباشرة وجها لوجه ، وان كل المؤتمرات واللقاءات التلفزيونية وكتابة المقالات والإضرابات والمظاهرات لن تجدي نفعا بعلاج العنف والمنحرفين ، ومن خلال تجربتي العملية في علاج المنحرفين، ومن خلال دراستي لعلم الجريمة واطلاعي على ابحاث في هذا الموضوع، لا يمكن علاج العنف والمنحرفين إلا بمحادثات مباشرة وجها لوجه ، لذا اقترح على كل سلطه محليه خطه عملية في علاج العنف والجريمة كالاتي:

أولا: اقترح على كل سلطه محلية بناء خطة اشفاء علاجيه لتقليص العنف والجريمة تشمل مسح كل بلد من بلداتنا بهدف إيجاد الشباب المنحرف وعلاجهم ، وكذلك إيجاد العائلات المفككة ، والعائلات محدودة الثقافة التي لا تملك المعرفة وأساليب التربية ، والتركيز على أولاد هذه العائلات والاهتمام بهم وتعليمهم وتربيتهم وتهذيبهم ، وغرس القيم الإنسانية فيهم وارشادهم وتوجيههم، وتهيئتهم لدخول معترك الحياة ، حتى نمنع مستقبلا العنف من هذه الشريحة وعلاجهم بواسطة مكاتب الخدمات الاجتماعية ودوائر علاج الشبيبة بشكل مباشر.

ثانيا: علاج انتشار المخدرات والاتجار بها : المخدرات هي الأخطر ، والطريق الأقصر للوقوع في الجريمة والقتل ، وتجار المخدرات قسم منهم تجار سلاح غير مرخص ، واليوم المخدرات منتشرة بشكل كبير بين شبابنا وطلاب الجامعات وطلاب المدارس الثانوية ، وحتى عند بعض الفتيات . وهذه الظاهرة بازدياد مستمر بين الشباب على مختلف أجيالهم وثقافاتهم، فخطر المخدرات شديد يعبث بعقول أبنائنا وبناتنا ويدمر مستقبلهم ويجعل حياتهم وحياة اسرهم جحيم ، ولذا يجب بذل كل الجهود من أجل علاج هذا الموضوع الهام جدا ، بإعطاء محاضرات لطلاب المدارس الاعدادية والثانوية وللشباب ، للوقاية من استعمال المخدرات ، ولتكون هذه المحاضرات الضوء الذي يضيء لهم الطريق المظلمة ويوعيهم من مخاطرة الشديدة ، ويجب تجنيد أفراد الأسرة وكل من يستطيع أن يؤثر بالعمل الوقائي لزيادة الوعي بعدم استعمال المخدرات والمسكرات العقلية الاخرى كأقراص الهلوسة والكحول ، وتشجيع المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع ومؤسساته في مجال مكافحة هذا الوباء الخطير ، ومحاربة هذا الوباء والوقاية منه مسؤولية الجميع وبالذات السلطات المحلية ، بواسطة مكاتب الخدمات الاجتماعية ودوائر الشبيبة في كل سلطه محلية.

ثالثا: يجب التوجه بطلب ملح من السلطات المحلية واعضاء القائمة المشتركة للشرطة بجمع جميع السلاح غير المرخص لان وجود السلاح بيد الناس ضعفاء النفوس يشجع ويسهل ارتكاب الجرائم .

رابعا: حتى نعالج ونقلص العنف في مجتمعنا ، يجب علاج موضوع خرجي السجون وتأهيلهم، فهذه الشريحة لا تلقى العناية والاهتمام والعلاج اللازم من المجتمع والسلطة المحلية ، وهي مهمله ولا يمد لها يد العون والعمل على تأهيلهم وإرجاعهم الى حضن المجتمع ، فتبقى هذه الشريحة في مستنقع الجريمة وناقمة على المجتمع ، ومن هذه الشريحة يخرج تجار المخدرات وتجار الاسلحة غير المرخصة والقتلة. أقترح التنسيق مع دائرة السجون بإدخال رجال دين الى السجناء العرب في السجون لتأهيلهم وإصلاحهم قبل نهاية محكوميتهم ، كما يسمحون بدخول رجال دين يهود الى السجناء اليهود لإصلاح مجرميهم بما يسمى חזרה בתשובה وذلك لتقوية النازع الديني بهم وتعليمهم القيم والمعايير الاجتماعية وتأهيلهم تعليميا داخل السجون قبل رجوعهم الى المجتمع ، وهذا من شأنه تقليص دائرة العنف في داخل المجتمع.

خامسا: يجب منع طلاب المدارس من التسرب من مقاعد الدراسة مبكرا ، وايجاد الاطر المناسبة لمن لا يريد التعلم ، والاهتمام بتأهيله وتعليمه صنعه لتضمن له العيش الكريم في المستقبل ، فهناك الكثير ممن يتسربون مبكرا من مقاعد الدراسة ، اما يتسكعون في الشوارع ويستغلوا من قبل تجار المخدرات او يذهبون للعمل في المطاعم في المدن اليهودية وهناك يتعلون استعمال المخدرات وشرب الخمور ويصبح البعض منهم في المستقبل من اخطر المجرمين وهذا ما اثبتته ابحاث علم الاجرام.

سادسا: يجب ارشاد الاهل بواسطة المحاضرات بكيفية تربية اولادهم ومعاملتهم لهم لان هنالك بعض الاهل لا يملكون اساليب التربية والمعرفة.

سابعا: التركيز على التربية والتعليم في المدارس ، وزيادة الفعليات الا منهجيه بعد الدوام ، ومن أجل ذلك علينا بالمعلم صاحب القدرات والمؤهلات والمعرفة والأساليب التربوية الحديثة ، وصاحب الرسالة ، الذي يجب أن يبدأ بتعليم وتربية الأجيال منذ الصغر ، فالجيل الذي نعلمه ونثقفه ونوعيه منذ الصغر ،هو الذي سيبني المجتمع مستقبلا ، وهو الذي سينبذ العنف والعصبية ، وهو الذي سيلحق بمجتمعه بركب الشعوب المتقدمة ، فالمعلم هو أساس نهضة الشعوب وتقدمها ،فالمعلم هو باني الفرد والمجتمع . وكما تعرفون الشعوب والمجتمعات لا تتقدم ولا تتطور الا بالعلم والمعرفة والتربية السليمة .على المدارس ان تركز على موضوع التربية ، فحصص التربية في مدارسنا للأسف غير مستغلة بالشكل الصحيح وقسم من المعلمين يستغلها للراحة.

ثامنا : اقامة ملاعب وانديه رياضيه لتفريغ طاقات الشباب ولمنع الفراغ القاتل لدى الشباب.

تاسعا: علاج الشباب العاطلين عن العمل الذين يتسكعون في الشوارع ويقفون على قارعة الطريق חברות רחוב ، فالفراغ مفسده لهؤلاء ، يجب علاج هؤلاء ضمن دائرة علاج الشبيه بوضعهم في أطر تربوية او مدارس صناعيه ، أو وضعهم في ورشات لتعلم مهنه يعتاش منها بكرامة .هذه الشريحة من الشباب اكثر شيء معرضه للانحراف واستعمال المخدرات واستعمال العنف والوقوع في مستنقع الجريمة ،فعلاجهم يقلص الكثير من العنف وارتكاب الجرائم.

عاشرا: اقتراح استحداث وظيفه جديده وهي مكتب مصلح اجتماعي في كل سلطه محلية ، يضم مختصين بحل المشاكل مثل ، عمال اجتماعيون ، محامون خريجي دورات اداره وحل الخلافات وغيرهم ، ومكتب المصلح الاجتماعي يكون موازيا للجان الصلح العشائرية ، ويكون معترف به رسميا وقانونيا ومن قبل السلطة المحلية ، وأي خلاف بين مواطن ومواطن ، يتوجب عليهما التوجه الى هذا المكتب وهو الذي يبت في حل المشاكل الاجتماعية قبل استفحالها ، فكما قال المثل : والدي يجبر المكسورة ، قيل له والدي يجبر المكسورة قبل ان تنكسر.

حادي عشر: وحتى تقوم وتستطيع السلطة المحلية بعلاج العنف ، يتوجب عليها مضاعفة عدد العمال الاجتماعيين والنفسيين الى ضعف ما هم عليه الان، فعددهم اليوم غير كافي لعلاج المشاكل الاجتماعية المزمنة والانحرافات على انواعها ويجب على كل سلطه اعداد خطه كامله بكفية علاج العنف والجريمة وتقدمها الى الجهات الرسمية من اجل الحصول على ميزانيات لهذا الغرض.

وأخيرا وليس آخرا ، غاب دور الأب في البيت ، وفقدت الأم وظيفتها ، وتفككت الأسرة رغم وجودها تحت سقف واحد . للأسف يجتمع أفرادها بأجسادهم وليس بعقولهم ،فكل واحد منهم منشغل ببلفونه او متابعة المسلسلات.

للأسف تركنا لأبنائنا الحبل على الغارب حتى تدهورت قيمهم وتغيرت سلوكياتهم . فأولانا اهتموا بقشور الحضارات الاخرى ولم يهتموا بالجوهر ، وأصبحنا نعيش في مجتمع اختلت فيه المعايير واندثرت القيم ، وغدونا نرى اضمحلالاً لقيم كثيرة كنا تربينا عليها مثل الأصالة والاستقامة والتضحية من اجل الغير ، والنبل ومكارم الأخلاق واحترام الكبير ، والشهامة والنخوة .وكما تعرفون ، العنف والجريمة لا تحدث من فراغ ، فهنالك خلل وتقصير واهمال كبير في تربية أولادنا عند نسبه كبيره من عائلاتنا ، مما أدى ازدياد العنف ووقوع الجرائم ، فنحن كمجتمع تعثرنا وفشلنا في نقل موروثنا الحضاري من عادات وتقاليد وقيم لأولادنا ، فحصل فراغ تربوي ان صح التعبير ،ملأته محطات التلفاز الهابطة ، ومواقع الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال التي تبث سمومها لتدمير اجيالنا.
للأسف الشديد نحن نصرخ ونتكلم كثيرا ولكننا لا نعمل الا القليل في موضوع علاج العنف ، فكل سلطه تستطيع ان تعالج العنف لو اتبعت الخطة المذكورة اعلاه ولكن لا احد يريد بذل الجهد، فكيف نريد علاج العنف ونحن مكتوفو الايدي ولا نعمل؟!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة