الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 16:02

الماء يعود إلى منبعه-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 15/09/19 23:44,  حُتلن: 23:45

الماء يعود إلى منبعه
كنتُ أرى النبعَ الصافي
فأراقبُ سيلَ الماءِ
يسيرُ برفقٍ
فوق حصى الوادي
وأشاهدُ أزهاراً
تهديها الأشجارُ إلى النبعِ
فتطفو تحت الشمسِ
وفوق الماءِ..
كنتُ أتيهُ ببقعةِ سحرٍ
حَمَلت عَيِّنَةً لا مِثلَ لها
من جنّاتِ بلادي..
كنتُ أرى بياراتٍ
وسهولاً وكروماً..
أتوقفُ عند قطوفٍ دانيةٍ
وأناديها فتنادي..
منذ تلاقينا
صرتُ أرى النبع الصافي
فأراقب وجهَكِ
تصعد منه شموسُ الأصباحِ،
تُجلِّلُ بالنور متاهات فؤادي..
صرتُ أرى في وجهكِ
نبعَ جمالٍ وصفاءٍ لا ينضبُ،
يبعثني حياً
من آثار حطامي ورمادي..
منذ أضأتِ على شمس أصيلي
عدتُ إلى شمس صِبايَ
ولمْلَمتُ بشائرَ ميلادي،
عدتُ إليكِ لأنّك أصْلي..
أنتِ الأرضُ
ومنذ امتصَّت أزهارُكِ
حِلكَةَ ليلي
أصبحتِ وضوحَ المعنى
لمسالك أفكاري وشُرودي..
أنتِ النبعُ الصافي
يتأهَبُ منتظراً يومَ ورودي..
سأظلُّ أعودُ إليكِ
فبين يديكِ مَدارُ الأرضِ
وأنتِ حدودُ وجودي..
ماء النبع يودع منبعَه..
ينسابُ غزيراً وبعيداً
لتُحوِّله الشمسُ
إلى سُحبٍ ماطرةٍ
فيعود الماءُ
إلى منبعهِ الصافي
كي يبقى النبعُ
ويبقى الوادي.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة