الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 07:01

رسالة مهمة الى كل معلم/ بقلم: صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 12/09/19 09:23,  حُتلن: 13:56

 صالح نجيدات:

 أنت أيها المعلم، صاحب رسالة وليست مهنتك مجرد وظيفة تتقاضى مقابلها معاشا، فرسالتك مستوحاة من سيرة الانبياء الذين جاءوا برسالات سماويّة للبشريّة ليخرجوهم من الظلمات وغياهب الجهل إلى النور والمعرفة.

أيها المعلم الفاضل، لك تقديري واحترامي، ولك كل الفضل والعرفان بتعليمي، أرجوك أن تربي طلابك قبل أن تعلمهم، فما يحصل اليوم في مجتمعنا من عنفٍ وقتلٍ وانفلات سببه غياب التّربيّة الأسريّة والمدرسيّة، فالتعليم بدون تربية لا يجدي كثيرًا، فأنت أيها المعلم الشمعة التي تحترق لتضيء الطريق أمام طلابك، قدّم لهم النصح، أرشدهم، نوّر بصيرتهم، وبين لهم النجدين أي الطريقين طريق الخير وطريق الشّر، اغرس في طلابك القيم والأخلاق التي تتحكم في سلوكهم لكي تكون البوصلة التي توجههم إلى الطريق الصحيح، انشر الوعي عندهم، انصحهم ألا يقضوا جل وقتهم أمام مواقع الانترنت ووسائل التّواصل الاجتماعية التي تسرق أغلى ما عندهم، علّمهم نبذ العنف والعصبية القبلية، علمهم الابتعاد عن كل الممنوعات، حصّنهم أمام كل المغريات الموجودة في المجتمع، علمهم احترام الوالدين، علمهم تقديس حياة الانسان، وأن لا يأخذ الروح الا خالقها، علمهم أن احترام الجار أمر مقدس، الذي وصى به الله ورسله موسى والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد خاتم الأنبياء، قوي في قلوبهم الوازع الديني، علمهم احترام الانسان كانسان، علمهم الاصالة، علمهم الانتماء والولاء لمجتمعهم، علمهم العيش المشترك مع الاخرين، وأنّ الدّين لله والوطن للجميع، علمهم الصّدق والأمانة، ازرع فيهم المروءة والشهامة والنخوة والاخلاص لعل بعد كل هذا تتحسن أوضاع مجتمعنا مستقبلا ونقلص العنف وانتشار الجريمة.

مهنتك أشرف وأنبل مهنه من بين كل المهن في هذه الدنيا، فأنت تقدم أهم خدمة للبشريّة، وهي بناء الانسان وصقل شخصيته، وتهذيب سلوكه، أنت تعلّم وتبني الإنسان قلبًا وقالبًا وتبلور شخصيته وسلوكه، أنت الذي تصنع افراد المجتمع الأكفّاء، وأنت من يصنع الأجيال وتغرس فيهم القيم والاخلاق وتعلّمهم المعرفة ليحملوا مشاعل العلم والتطور لمجتمعاتهم، وأي تراجع أو اهمال أو تكاسل في اداء رسالتك، يجلب الدمار للمجتمع.

أنت أيها المعلم، صاحب رسالة وليست مهنتك مجرد وظيفة تتقاضى مقابلها معاشا، فرسالتك مستوحاة من سيرة الانبياء الذين جاءوا برسالات سماويّة للبشريّة ليخرجوهم من الظلمات وغياهب الجهل إلى النور والمعرفة، وليس صدفة ما قاله عنك أمير الشعراء أحمد شوقي بأنك تكاد أن تكون رسولا، وهكذا فعلا أنت صاحب رسالة شبيهة برسالة الأنبياء، لأنك تعلم وتثقف وتوعي الأجيال، أنت الذي يبني الفرد الذي يكوّن المجتمعات، فرسالتك تحمل في طياتها الأمانة والإخلاص والتفاني وأهمية قصوى، وأنت القدوة الصالحة، وعليك الافتخار كل صباح أنك معلم، لأنك باني وتبني الحضارات وتصنع الأمجاد، بدونك لا توجد نهضة ولا تقدم، فأنت معول البناء للمجتمعات، وأنت المثل الأعلى لطلابك وللمجتمع، وتحظى بتقدير واحترام الجميع، فحافظ على هذه الرسالة الساميّة، وحافظ على مكانتك في المجتمع، شجع طلابك وأيقظ فيهم الرغبة للتعلم والنجاح، وتذكر دائمًا أنك صانع الأجيال وحامل اسمى رسالة للبشرية جمعاء، وفقك الله واعطاك الصبر والصحة والعافية لمواصلة المسيرة الزاخرة بالعطاء، وأخيرًا وليس آخرًا، أعلم أن أولادنا أمانة في عنقك إلى يوم الدين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة