الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 12:02

مارس حقك- ليس حبا بالمشتركة بل كرها بنتنياهو: بقلم - فاطمة عمر خمايسي

فاطمة عمر خمايسي
نُشر: 10/09/19 20:52,  حُتلن: 00:26

يفصلنا اسبوعا واحدا عن اعادة الانتخابات الإسرائيلية, شعبنا الفلسطيني في الداخل ما زال منقسما ما بين مصوت, مقاطع ولا مبال. لكل طرف دوافعه ومبادئه التي تدفعه لاتخاذ موقف معين اتجاه مشاركته وممارسة حقه بالانتخاب واختيار الحزب المناسب, الذي من شأنه تقديم الافضل والسهر على خدمته.


يشعر الشارع الفلسطيني في الداخل بغالبية شرائحه بخيبة امل كبيرة, تراكمت نتيجة سنوات من الخطابات النظرية للنواب العرب, وازدياد العنصرية من قبل الاحزاب الصهيونية وسياسة الحكومة الرسمية , التي توجت مؤخرا "بقانون القومية" الذي يلغي مركبات اساسية لهوية العربي الفلسطيني.


اضف الى ذلك انتشار العنف, السلاح وتضيق مسطحات البناء في المجتمع العربي, ساهموا في انتاج حالة من الاحباط عند المواطن العربي الفلسطيني ادت به الى اتخاذ موقف اللامبالي بكل ما يخص المشاركة والتأثير في الحياة السياسية.


والقشة التي قسمت ظهر البعير كانت في الانتخابات الاخيرة حيث تقسمت الاحزاب العربية ولم تستطع التوصل الى تسوية والترشح في اطار قائمة واحدة مشتركة. مما دعم الاقوال التي تنص على ان بعض الاحزاب والنواب العرب يقدمون مصالحهم على مصالح ابناء شعبهم.
علينا الادراك ان اكتساب الحقوق والحريات لا تقع على عاتق النواب العرب فقط, الذين تراكم على ظهورهم حملا ثقيلا من التوقعات بالعمل بشكل مستقل لتلبية رغبات المواطن والتصدي لكل اضطهاد يتعرض له من قبل مؤسسات الدولة.


ان وظيفتهم الكبرى تتمثل في تحقيق مصالح واحتياجات المواطن اليومية وان نجحوا في هذه المهمات "ابو زيد خالهن" وعلى المواطن ان يخفض من سقف توقعاته ولا يرفعه كثيرا كي لا يسقط عليه ويحبط كما حصل في السابق. من جهة اخرى مطلوب من الاحزاب العربية والنواب العرب التقرب من الطبقة العامة الغير متحزبة والتي تمثل شريحة واسعة من المجتمع. التحدث اليهم, سماع اصوات مشاكلهم واعطاء اجابات بلغة تجيب على احتياجاتهم, مع عدم الاستخفاف بهم والتعامل معهم على انهم قوة مؤثرة تستطيع التغيير وليسوا فقط ارقاما مترجمة الى اصوات وبطاقات في صناديق الاقتراع.


على ضوء عملية التصويت وما يصاحبها من تخبطات ترافق اغلب اصحاب حق الاقتراع, يعتقد البعض ان مؤسسة الكنيست الاسرائيلية لا تمثل الفلسطيني ولا بأي شكل لذلك يطالب بمقاطعة الانتخابات, شريحة اخرى تدعي ان العالم العربي مشغول في حل مشاكله الداخلية ولا يكاد يرى مشاكل مجتمعات اخرى خاصة حالة الضيق التي يعاني منها المواطن العربي الفلسطيني في وطنه.


في ظل هذا الوضع الراهن يتحتم على المواطن الفلسطيني العمل للحصول على حقوقه حتى من خلال مؤسسات الدولة مع الحفاظ على هويته.
اضافة الى ذلك تدعي الشريحة المقاطعة بأن التمثيل العربي الفلسطيني في الكنيست يظهر اسرائيل بمظهر الدولة الشجاعة المتقبلة والمحافظة على حقوق جميع الاقليات داخلها. وعلى انها واحة الديموقراطية في الشرق الاوسط مما يضعف موقف الفلسطيني امام دول الغرب ويقوي من شرعية دولة اسرائيل. ولكن فعليا لا احد يكترث ويهتم لاحد وبالتالي على المواطن العربي ان يبذل اقصى جهده بالسعي للحصول على حقوقه والا يقف مكتوف الايدي منتظرا شفقة الاخرين.


حسب رايي غالبية المواطنين العرب المشاركين في الانتخابات سيصوتون للقائمة المشتركة ليس حبا بها وايمانا بانها تمثلهم انما تقديرا للتنازلات الاخيرة التي قاموا بها من اجل مصلحتهم الشخصية والعامة, سيصوتون لهم لانهم يعلمون بشكل او بأخر من ماذا يعانون , سيصوتون لهم لانهم من ابناء جلدتهم ومن رحم هذا الوطن المغتصب او ببساطة سيصوتون لهم "كرها بنتنياهو واشكاله"...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة