الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

بيني غانتس...جنرال يسوّق الأوهام في المجتمع العربي/بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 04/09/19 10:34,  حُتلن: 10:48

أحمد حازم:

هناك وسائل إعلام عربية رضيت أن تنشر دعاية انتخابية للجنرال غانتس، على اعتبار أن هذه فرصة لكسب آلاف الشواقل، (ولا يهمها من هو غانتس) وهناك من رفض ذلك كلياً انطلاقاً من مبدأ عدم نشر إعلانات لأحزاب صهيونية، على اعتبار أن المبدأ لا يباع بالمال.

نعيش هذه الأيام "منافسة دعائية" كبيرة على الصوت العربي بين "المشتركة" وحزب "كاحول لافان" حزب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال بيني غانتس. كل منهما يبذل أكبر الجهود لجذب آلاف الأصوات العربية إلى قائمته وكل يفعل ذلك على طريقته الخاصة. هناك دعاية للقائمة المشتركة عنوانها:" شو بصير إذا منصوت 70 بالمائة. وتشرح الدعاية : إذا بلغت نسبة التصويت 70 بالمائة فإن المشتركة ستحصد عشرين مقعداً، رقم كبير فعلاً. وتقول الدعاية ان هؤلاء المحظوظين العشرين سيكونوا شركاء في القرار، بمعنى ان العرب في الكنيست ستسمع كلمتهم شاء اليمين أم لم يشأ. دعاية جميلة جذابة.


هناك وسائل إعلام عربية رضيت أن تنشر دعاية انتخابية للجنرال غانتس ، على اعتبار أن هذه فرصة لكسب آلاف الشواقل، (ولا يهمها من هو غانتس) وهناك من رفض ذلك كلياً انطلاقاً من مبدأ عدم نشر إعلانات لأحزاب صهيونية، على اعتبار أن المبدأ لا يباع بالمال. على أية حال دعاية غانتس تقول " ألتزم أن أعمل من أجلكم" بمعنى أنه يعمل من أجل العرب. يا سلام عليك يا غانتس شو إنساني وعادل.


تعالوا نتصارح بكل هدوء. لنفترض أن العرب حصلوا على عشرين مقعداً كما تقول الدعاية، فهل صجيح أنهم يستطيعون التأثير؟ نظرياً ومن ناحية حسابية يستطيعون ذلك. لكن هل يسمح لهم أحفاد هرتسل بالوصول إلى هذه المرحلة ليكونوا جزءاً مهماً من أصحاب القرار؟ بالتأكيد لا. تأكدوا يا سادة عندما يفوز العرب بعدد كبير في الكنيست ويصلوا إلى مكانة بيضة القبان في تشكيل أي حكومة، سيتوحد اليمين واليسار والمتدينين وكل الأحزاب لكي يمنعوا العرب من الوصول إلى هذه المرحلة. وهناك أسباب عديد لذلك لكن أذكر سببين في عاية الأهمية:


قانون القومية الأخير، الذي وافق عليه الكنيست يعتبر متمماً لمباديء وتعاليم الصهيونية إن لم يكن بالأساس جزءاً منها. هذا القانون ينص على أن:" «دولة إسرائيل هى الدولة القومية للشعب اليهودى، وأن اعمال الحق فى تقرير المصير الوطنى فى دولة إسرائيل هو أمر خاص بالشعب اليهودى». مع التأكيد على أن الدولة ستعمل على ضمان سلامة وأمن أبناء الشعب اليهودى، وعلى الحفاظ على التراث الثقافى والتاريخى والدينى له.


أما السبب الثاني فهو سياسة التمييز العنصري: لقد وثق المركز القانونى لحماية حقوق الأقلية العربية فى إسرائيل (عدالة) فى «قاعدة بيانات القوانين التمييزية» قائمة بأكثر من 65 قانونا إسرائيليا «يميز بشكل مباشر أو غير مباشر ضد المواطنين الفلسطينيين فى إسرائيل أو المقيمين الفلسطينيين فى الأرض الفلسطينية المحتلة على أساس انتمائهم الوطنى. ووفقا (لعدالة) «تقيد هذه القوانين حقوق الفلسطينيين فى شتى مناحى الحياة، بدءا من حقوق المواطنة مرورا بحق المشاركة السياسية، والإسكان، وحقوق التعليم، والحقوق الثقافية واللغوية، والحقوق الدينية، والحقوق المتعلقة بالإجراءات القانونية.


نقة أخرى لا بد من التطرق إليها. في العام الماضي قدم أعضاء "القائمة المشتركة" مشكورين مشروع قرار لمناقشته في الجلسة العامة للكنيست ينص على أن تكون إسرائيل دولة لجميع مواطنيها، وقد تم استبعاد هذا القرار ورفضه بحجة أنه يتنافى مع مضمون "دولة للشعب اليهودي". وبعد كل هذا كيف يمكن لعشرين نائباً عربياً أن يكونوا جزءاً من أصحاب القرار في ظل هذه العنصرية الإسرائيلية المتجذرة والراسخة في القوانين الإسرائيلية؟


أما فيما يتعلق بدعاية الجنرال غانتس زعيم حزب كاحول لافان، التي تقول "ألتزم أن أعمل من أجلكم" فهي تؤكد المثل القائل "شر البلية ما يضحك؟ جنرال إسرائيلي ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول انه يلتزم يالعمل من أجل العرب. هذا يعني أنه سيغرد خارج سرب قانون القومية والصهيونية. هل يوجد عاقل فلسطيني يصدّق هذا الكلام خصوصاً من جنرال له تاريخ أسود إزاء الفلسطينيين. يقول غانتس في دعايته أنه سيعمل على تقوية العرب في اللغة العبرية ونشرها أكثر وأفضل في المجتمع العربي. "يا سلام عليك يا جنرال شوه الخدمة الكبيرة هاي" كل ما يقوله غانتس في دعايته الإنتخابية في مخاطبته للعرب ليس أكثر من أوهام يريد تسويقها في المجتمع العربي من أجل الحصول على اصوات عربية فقط.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة