الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 10:02

لا لخنق وكبت الصوت الآخر

بقلم : شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 22/08/19 21:23,  حُتلن: 23:43

شاكر فريد حسن في مقاله:

القرار البلدي مرفوض، وباعتقادي جاء استجابة لرغبات الحركة الاسلامية في المدينة، وتماشيًا مع فكر ورؤيا التيار المتشدد فيها

نعم للتعددية وحرية الاختلاف والتفكير الحر واحترام الآخر، لا للوصاية والاقصاء والتسلط والاملاء، وليكن النقاش والجدل الحضاري سيد الموقف

أثار قرار رئيس بلدية أم الفحم سمير صبحي محاميد ومجلسها، الغاء وحظر الحفل الغنائي للفنان تامر نفار، الذي كان من المزمع اقامته في مسرح وسينماتيك أم الفحم بالمركز الجماهيري، أثار ضجة واسعة ، وردود فعل متباينة ، منها المؤيد للقرار ، ومنها الرافض والمعارض والمتحفظ . وتزاحمت المنشورات الغاضبة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لدى الشباب الفحماوي، الذي أعرب عن رفضه التام لإلغاء الحفل ، وارسلت جمعية حقوق المواطن كتابًا عاجلًا لرئيس البلدية طالبته فيه بالتراجع عن قراره والسماح بإقامة الحفل .

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها منع والغاء نشاط فني وعرض غنائي بأم الفحم والمنطقة ، فقد سبق وتم الغاء حفل غناني للفنانة الملتزمة امل مرقس بكفر قرع ونقل في حينه الى غفعات حبيبة ، كما تم القاء زجاجات حارقة على المركز الجماهيري بأم الفحم خلال أمسية فنية .

القرار البلدي مرفوض، وباعتقادي جاء استجابة لرغبات الحركة الاسلامية في المدينة، وتماشيًا مع فكر ورؤيا التيار المتشدد فيها ، وهو يمس بجهات عديدة في المجتمع الفحماوي ، ويقع في خانة ودائرة خنق وكتم الصوت الآخر ، والمس بشكل واضح بحرية التعبير الفني ، ويشكل اعتداءً على حق الشباب باختيار ما يلائم ذوقهم وما يرغبون بالاستماع اليه من اغانٍ ، وايضًا نوع من الاكراه والوصاية والقمع والارهاب الفكري ، وفرض لون واحد من الوان الطيف الفحماوي المتعددة .

لقد كان باستطاعة رئيس البلدية ومجلسها التوجه لتامر نفار ومناقشة مضامين ومحتوى الأغاني التي سيقدمها في الحفل معه ، والتغلب على الاختلاف من خلال الحوار الهادئ ، وليس بالمنع والالغاء .

إن تحريم عرض فني أو غنائي يعني قتل روح الفن والابداع في المجتمع ، فليعش كل انسان حياته الشخصية كما يشاء ، واحترام الآخر وعدم التدخل في شؤون الآخرين الشخصية هو عماد المجتمعات الحضارية التقدمية السليمة الناجحة الراقية .

إننا بحاجة لثقافة الاختلاف والحوار  ولتصارع الأفكار والمعتقدات، ومن يريد حضور أي حفل يمكنه فعل ذلك، ومن لا يرغب بالحضور فهذا شأنه وليمتنع عن شراء تذكرة .

نعم للتعددية وحرية الاختلاف والتفكير الحر واحترام الآخر، لا للوصاية والاقصاء والتسلط والاملاء، وليكن النقاش والجدل الحضاري سيد الموقف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة