الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 06:02

الجبهة وميرتس.. وجهان لعملة واحدة

بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 19/08/19 22:51,  حُتلن: 17:54

مهند صرصور في مقاله:

هل تسير الجبهة على خطى مثيلتها المُحَتْلنة والمتطورة ميرتس، لتصل وتدفع بالمشتركة - ومن موقعها الرئاسي - الى دخول تحالفات حكومية وطرق كل الابواب من اجل تحقيق اجندتها؟

يتسائل البعض لماذا هذه الهجمة الشرسة التي تشنها الجبهة على حركة ميرتس ومن موقعها كراس حربة المشتركة ومن تملك حصة الاسد والموجه فيها ، مدعومة بذلك ايضا وبشكل غير محدود من لجنة المتابعة والتي تتراسها الجبهة ايضا ، والجواب المقتضب هو لتماثلهما وتشابهمها الغريب ، فهي ترى فيها الوَجه التوأم والوِجْهَة الطبيعية الوحيدة التي يمكن ان تعطي للناخب العربي ما تعطيه هي نفسها ، بل ربما وبشكل أعمق وأقدر واقرب الى مطالبه .

فكلاهما يتميز ومن أفواههم وقد يٌخيل اليك انه الفاه نفسه ، ومن تعريفاتهم لانفسهم ووصفهم لدربهم وكأنها نَفْس واحدة في درب واحد ، فهما : حزب عربي يهودي ، يساري ، اشتراكي ، ينادي بالسلام والمواطنة المتساوية ، ينادي بتحرر المرأة ، بفصل الدين عن الدولة ، ينادي بحل الدولين لشعب يهودي يقابله فلسطيني ، ينادي بحقوق الاقليات ، يدعم المجتمع المثلي ، يملكان كلاهما شبيبة متحررة ، تنادي بالعلمانية المطلقة ،  تؤيدان حقوق العمال والعدالة الاجتماعية ، وتملكان دعاية انتخابية موجهة وبشكل مذهبي للداخل العريي وواحدة للطرف اليهودي.

رغم كل ذلك من خطوط عريضة، الان ان ميرتس ترتكز على الاصوات اليهودية بينما نظيرتها الجبهة تقف من خلفها اصوات عربية في الاساس ، رغم ادعائها بان الناخب اليهودي يجلب لها مقعد ونص في المعدل ، لذلك تحفظ له مقعده دون ان يدخل في باب الترشح الحزبي الداخلي ، بينما العربي في حزب ميرتس حقه في الترشح الحزبي الداخي متساوي مع باقي الاعضاء ، مما يجعله يخوض كفاح حقيقي يرتكز على الاحقية من حيث الانجاز والقدرات ، ليحصل على منصب الترشح والترتيب الداخلي .

ولكن يبقى التشابه بين الجبهة وميرتس غريب وعجيب أقرب الى كونه حزب واحد ، الامر الذي جعلني اتسائل :

- اليسوا الحلفاء المتكاملين ، فلماذا هذا التنافر مع ان الروح تكاد تكون واحدة ، ام انها المنافسة السياسة قد جعلتهم يتقوقعون كلٌ في طرف متقابل لنفس الحلبة السياسية !
- لماذا خُوِّن في فترة من الازمنة من صوت لميرتس ولم توجه نفس التهمة لمصوت الجبهة مع انها وجهان لنفس العملة .
- اليست الشراكة بينهما مثالية ، فلماذا لم تقبل ابدا الجبهة التحالف مع ميرتس رغم ان كلاهما يملك ممثلون عرب ويهود وينادون بنفس الايديولوچيا والفلسفة السياسية ، ام ان تحالفمها سيدخل قادة الجبهة في لعبة يجهلون معالمها وقد تطغي على مكانتهم وتسحب بساط سيطرتهم من تحتهم .
- اليس اتفاقهم على فائض الاصوات امر طبيعي ، فكلاهما يجتذبون نفس الناخب ، ام ان الجبهة تبتعد حتى عن هذا الموقف حتى لا تدخل صورة المماثلة والتطابق لعقل الناخب العربي .
- هل هناك فرق كبير إن صَوَّت العربي للجبهة او لميرتس بعيدا عن ادعاءات الوطنية التي تطلقها الجبهة فيها يخص تحالف ميرتس مع باراك ، وهو امر مستحدث وحديث ومؤقت ولغاية برلمانية كالحسابات التي جعلت من الاحزاب العربية " مشتركة " .
- هل تسير الجبهة على خطى مثيلتها المُحَتْلنة والمتطورة ميرتس، لتصل وتدفع بالمشتركة - ومن موقعها الرئاسي - الى دخول تحالفات حكومية وطرق كل الابواب من اجل تحقيق اجندتها؟.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة