الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 21:01

بستان الكلمات‎/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 17/08/19 09:14,  حُتلن: 18:27

كيف أحب، بدون حضورك،
مشواراً أو سهرةْ؟
كلماتي تبحثُ عنكِ
كما تبحثُ قطراتُ ندى
عن بتلات الزهرةْ
كيف،
بلا عينيكِ،
أرى شيئاً يفرحني
وأنا دُرَّةُ أفراحي أن أحظى
من عينيكِ بنظرةْ؟
ظمأٌ وجفافٌ
سيعمّ الدنيا
إن لم تشرب روحي
من كأسكِ قطرةْ
جدباءُ الأرضُ،
وبين يديكِ
مروجُ الزهرِ
وواحاتُ الخضرةْ
حين أرى ماءَ الجدولِ
ينسابُ بحضنِ خميلةْ..
والبلبلُ يشدو مبتهجاً
فوقَ الشجرةْ،
إن كنتِ معي،
تغمرُ صدري أفراحٌ لا تنسي،
وبدونِ حضوركِ،
أشعرُ أن نِياطَ فؤادي
تقضمها أنيابُ الحسرةْ..
***
أشتاقُ إلى زمنٍ كان كريماً
يصلحُ دوماً للنزهةِ والسهرةْ
كنتُ إذا اشتقتُ إليكِ
أجيءُ إليكِ سريعاً
ممتطياً صهوةَ مُهرةْ
كنتُ أنامُ قريرَ العينِ
كأنَّ فِراشي نسماتُ
ربيعٍ ساحرْ..
حين غدوتُ بعيداً
وغدوتِ بعيدةْ
صرتُ أنامُ على أشواقي
وكأن فراشي منسوجٌ
من جذوةِ جمرةْ..
صارت كلماتي
حين تحطُّ على عينيكِ
تُقطِّرُ شهداً
في الكأس المُرّةْ
صارت تبني أعشاشاً للدوريِّ
الباحثِ عن أرضٍ حُرّةْ
صارت تبحثُ عنكِ
لكي يتضحَ المعنى
ولكي تكتملَ الفِكرةْ..
كلماتي جمعت أطراف الدنيا
لنَصيرَ معا في وطنٍ واحد..
كلماتي..
حين امتصت نوراً
من عينيكْ..
وضَعَتكِ على تاج العالمِ دُرّةْ..
منذ نَفَتني
أيدي الجَشَع الفظَّةْ
ومشيتُ ذهاباً وإياباً
في أرصفةِ المُدنِ المكتظّةْ..
ظلّت كلماتي تبحثُ عنكِ
وما زلتُ أراكِ وأسمعُ صوتَكِ
في أحلام سكون الليلِ
وفي أحلام اليقظةْ..
منذ أقمنا في بستان الكلماتْ،
رغم تَباعُدِنا،
لم نتفارق لحظةْ.

 نيويورك

   موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة