الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

هل من جديد في العمل السياسي العربي- بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 15/08/19 00:27,  حُتلن: 07:42

لم يبقى الكثير من الوقت لجولة انتخابات السابع عشر من سيبتمر 2019, حيث ما نلحظه هو الحديث عن استعدادات القائمة المشتركة لخوض هذه الانتخابات. فقد أضاعت مركبات هذه القائمة الأشهر العديدة الماضية. في الصراع على المقاعد وتوزيعها. وتذكرنا القائمة المشتركة بمسلسل صراع العروش GAME OF THRONES , حيث تتصارع سبعُ عائلات للسيطرة على العرش الحديدي للممالك السبعة. ويستمر قادة الأحزاب بإطلاق وعود, بأن بداية أغسطس آب ستكون نقطة انطلاق لكافة قادة الأحزاب, والبدء بإقناع الجمهور لأهمية وحتمية التصويت للقائمة المشتركة. وتمضي الأيام وها نحن في منتصف أغسطس ولا نرى ولا نسمع عن أي خطوات تذكر لتلك الأحزاب وقادتها. ولكن الحق يقال أن قادة المشتركة لا يتواصلون بالشكل الصحيح والعملي مع الناخب العربي فعلى الرغم من أنهم القوا الوعود, , فإننا لم نشعر ان هناك برنامجا جماعيا ومنظما. يليق بجسامة الحدث.

فكان من الممكن أن تكون هذه الفرصة, فرصة لا تعوض للمرشحين العرب لإعادة النظر في كيفية عملهم وتنظيمهم الجماعي. فإذا استمرت أطراف المشتركة في التحاور والتناظر والتلاسن في نفس الشكل الذي كان فان من الصعب عليهم ان يحققوا أهدافا حقيقية ملموسة. كما ان ظهورهم الاعلامي حتى الان يعتبر ضعيفا, ركيكا وغير مرئي. فأيمن عودي لم نرى ونسمع عنه لمدة طويلة, كما ان احمد طيبة قام بالصلاة في الأقصى بـأول أيام العيد. أما اعضاء التجمع قاموا بالمعايدة المضحكة على عابري السبيل في شوارع الناصرة يوم عيد الأضحى. وظهر يوسف جبارين( وهو رقم 10 في المشتركة) , في الاعلام ليثبت ان عوفير كاسيف (رقم 7 في المشتركة) هو خطوة ايجابية وقرار صائب يجلب الاصوات في الشارع اليهودي والعربي. ولكننا لم نرى في نفس الوقت موقف قاطع اعلامي محلي ودولي بالوقف في وجه سياسة الليكود في عرقلة الانتخابات في الوسط العربي, بواسطة وضع كاميرات مراقبة في صناديق الاقتراع.

الشيء الذي يمس بالحقوق الأساسية للعرب في هذه البلاد, ويؤكد عنصرية نظام هذه الدولة ضدنا. تماما كما لم نرى أي تحرك للمشتركة في سياسة نتانياهو دعم حزب كهانا و عوتسما يهوديت, ومناداته بالتصويت له. وتسجيله كحزب قانوني. كما اننا لم نرى أي تحرك انتخابي جماعي يشمل كافة أعضاء المشتركة لزيارة القرى المناطق المهشمة العربية كالنقب, ويافا.

ولا نشعر في خضم هذه الايام ان هنالك أي تحرك انتخابي عربي من حيث العمل اللوجيتسيكي والإعلانات وتنظيم الفروع ورؤساء . كل هذا يسبب لا مبالاة عند الناخب العربي والمقاطعة بالتالي, كما ان هذه القائمة والتي تعطيها كافة الاستطلاعات 10 مقاعد غير أبهة بالعمل الخلفي للاحزاب الصهيونية, التي تعمل لسل نهار وتنخر في نسيج المجتمع العربي. فنأخذ مثلا عمير بيريس (حزب العمل) فكافة المعلومات تشير انه قام بزيارة عدة بلدات عربية كطمرة, شفاعمرو والناصرة كما وانه زار قرى غير معترف بها في النقب, بدعم وتوجيه احسان خلايلة رئيس كلية الرياضة في مسيجاف.

وزار امنون كوهين وزير التجارة والصناعة من الليكود (كاحلون) الكعبية وألقى وعودا انتخابية أمام العشرات من رؤساء المجالس والبلديات في بلدة الكعبية وعلى رأسهم عرسان ياسين ومحمد كعبية. ولا ننسى حزب حزب جانتس وليبرمان والذي يتحرك في مجتمعنا بواسطة الشفاعمري حمد عمار. وعلى الرغم من هذه التحركات القوية للأحزاب الصهيونية في الساحة الخلفية في الوسط العربي الا ان لا نرى أي تحرك عربي يذكر للقائمة المشتركة في الوسط العربي. فهنالك نقاط غموض كبيرة في العديد من الأماكن كسخنين , الطيبة والنقب والتي عبرت عن عزوفها لتأييد القائمة المشتركة لعدة أسباب, ولكنننا أيضا لا نرى أي تحرك للحوار مع قوى واحزاب سياسية جديدة عبرت عن رغبتها في خوض الانتخابات, والتعاون بالتالي مع المشتركة كحزب الوحدة الشعبية. حيث لا يتواجد أي حوار مع هذه القوى التي يمكن ان تستقطب العديد من الاصوات والتي ستؤثر بالتالي على حجم التمثيل العربي في البلاد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة