الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 11:02

صباح الخير.. يلا "نتوحد "!/ بقلم: عبد الكريم عزام

عبد الكريم عزام
نُشر: 02/08/19 15:11,  حُتلن: 07:35

عبد الكريم عزام:

اذا لم ننجح في تحويل الالتفاف حول المشتركة الى مشاريع وحدوية فسنساهم في زيادة الاحباط ونورثه للاجيال القادمة

هناك نمط تفكير في مجتمعنا يرى ان الوحدة بين اطياف مجتمعنا هي عملية بسيطة تحتاج "ثوان وانتهى الامر"، أي ان نأتي بالشيوعي، والإسلامي ، والقومي ، وخلال ساعة نصنع منهم "شيئا واحدا " بكل سذاجة وكل بساطة!
للاسف الامر ليس بهذه البساطة!!

فالحديث عن تيارات مختلفة في قضايا كثيرة ، متناقضة في قضايا جوهرية ، وعلاقاتها فيما بينها لم تكن الأفضل طوال عقود طويلة !
فمن عاش فترة الثمانينات يذكر جيدا خطاب قادة الحزب الشيوعي الذين رأوْا بالاسلاميين في بلادنا وكلاء الرجعية والتخلف ، ورأوا في العمل الاسلامية وحشا خطيرا على مشاريعهم !
وتلك الفترة شهدت ايضا ردة فعل لا تقل قسوة من قبل الاسلاميين الذين تحدثوا عن السرطان الأحمر وعلاقة الشيوعيين بالماسونية والصهيونية ، وقبل ذلك بعقدين راينا ايضا أوج الصراع بين القوميين والناصريين العرب من جانب وبين الاسلاميين والشيوعيين من جانب اخر وما رافق ذلك من صدامات وصلت الى حد اراقة الدماء !
لقد كانت حقبة تاريخية متميزة بالفرقة والاختلاف والانتصار للايديولوجيات الكبيرة على حساب الاتفاق على المساحات الصغيرة التي بالإمكان الالتقاء حولها !
هذا الموروث الكبير جدا من الصراع لن يختفي بمجرد التقاء اقطاب الفكر السياسي في الداخل الفلسطيني ضمن" المشتركة "!
ولن يختفي في يوم او يومين او سنة او سنتين ، وهذا ما لا يريد ان يفهمه الكثيرون من معادي وخصوم المشتركة !
فلن يتحول الاسلاميون غدا الى ماركسيين ولن نرى القوميين العرب يتغزلون بالاخوان او بسيد قطب !
ومن يعتقد ان ذلك سيحدث بهذه السرعة فهو واهم الى حد السذاجة السياسية !! وأول من يُدرك سذاجة هذا الفكر هم اقطاب هذا الملتقى السياسي الذي اتفقنا على تسميته " المشتركة "!

ان المشتركة " مشروع " يسعى للتأسيس لعمل وحدوي خلال عقد او عقدين من الزمان ، وهذا هو المنظور السليم لهذا المشروع ، وبهذا المعنى يجب ان تتعامل مركباتها مع بعضها البعض !
فيفترض من لحظة التقاء هذه المركبات الانتقال من الاتحاد الشكلي لعمل وحدوي جوهري يبدأ بالتأسيس لكوادر مشتركة وحوارات ومنتديات فكرية حول جوهر العمل الوحدوي وحول نقاط الالتقاء بين هذه المدارس الفكرية ! بل لا ضير في فتح ملفات الاختلاف الجوهرية بين هذه التيارات وان يتحول موروث عقود من الاقتتال الى مصنع للحوار ومد الجسور .
واذا لم ننجح في تحويل الالتفاف حول المشتركة الى مشاريع وحدوية فسنساهم في زيادة الاحباط ونورثه للاجيال القادمة .

من هنا فإنني كرئيس مؤسسة من المؤسسات المركزية في الحركة الاسلامية ادعو باقي مركبات المشتركة الى تبني مشروع حواري ، وملتقى شبابي يسعى للتأسيس لشراكة حقيقية على مدى عقد من الزمان وأن نسعى كمركبات للمشتركة لدمج الشباب في فعاليات مشتركة تسرع من تحويل الوحدة من مشروع " شكلي " الى مشروع جوهري حقيقي .

عبد الكريم عزام : رئيس مؤسسة القلم الشبابية / الحركة الاسلامية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة