الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 16:02

أعضاء الكنيست العرب... هل هم بالفعل شهود زور؟/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 02/08/19 12:01,  حُتلن: 19:52

المجتمع العربي منقسم على نفسه بين مؤيد للمشاركة العربية في الكنيست وبين معارض لها. والمؤيدون يزعمون أن المشاركة تعود عليهم بالفائدة من خلال طرح قضاياهم ورفع صوتهم مطالبين بحقوقهم داخل هذا المنبر. والمعارضون يقولون أن لا جدوى من المشاركة العربية في الكنيست لأن كل النواب العرب ومنذ تأسيس الكنيست عام 1949 وحتى تشكيل القائمة المشتركة عام 2015 لم يحققوا أي إنجاز مهم، ولم يكن الكنيست وحتى هذه اللحظة سوى وسيلة للإحتجاج يسمح للعربي باستخدامها.

الشيخ رائد صلاح رئيس "الحركة الإسلامية" المحظورة إسرائيلياً، والذي يحمل لقب "شيخ الأقصى" يتمتع باحترام وتقدير كبيرين في العالمين العربي والإسلامي بسبب مواقفه المبدئية المناهضة للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين داخل مناطق الـ 48 والضفة الغربية بشكل عام وموقفه من القدس والأقصى بشكل خاص. وفي مقابلة معه حول الداخل الفلسطيني، قال الشيخ رائد في مقابلة نشرت بتاريخ 31 يناير/ كانون التاني عام 2017" ان أعضاء كنيست عرب أكدوا لي أنهم يشعرون بأنهم شهود زور وغرباء في الكنيست"، فهل أعضاء الكنيست العرب هم فعلاً شهود زور وما هي الأسباب التي دعت بعضهم إلى قول ذلك؟ ولماذا يشعرون بالغربة في البرلمان الإسرائيلي، وهم الذين بذلوا (ولا يزالوا يبذلون) الغالي والرخيص ليكونوا تحت قبته؟

الباحث الإسرائيلي (هليل كوهين) تحدث في دراسة له عن مشروع إسرائيلي وضعته الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية منذ بدايات تأسيس إسرائيل وما زالت ملتزمة به وهو: «خلق كيان بديل سمي (عرب إسرائيل) بهدف تهميش كونهم جزءًا من الشعب الفلسطيني، ومن ثم إلغاء كل مطالباتهم وادعاءاتهم المرتبطة بالأرض الوطن».
صياغة "عرب إسرائيل" أصبح استخدامها أمراً عادياً في المجتمع العربي ولا سيما في الأحاديث السياسية وغيرها لأعضاء الكنيست العرب، ولم يقوموا بأي نشاط سياسياً كان أم اجتماعياً لمقاومة هذه الصياغة وعلى الأقل في لقاءات دورية في المدارس العربية. الباحث الفلسطيني د. أسعد عبد الرحمن يقول في مقال له " على القائمة المشتركة أن تخرج من عباءة النظر إلى نفسها كمشروع برلماني وانتخابي، بحيث تقدم إجابات سياسية على القضايا المجتمعية التي تواجه فلسطينيي 48".

هناك بالفعل من وقع في فخ الكنيست، واقتنع بأنه يمكن من خلاله تحقيق مطالب الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد، لكن النتيجة كانت عكسية. فأعضاء الكنيست العرب ومنذ عهد الثلاثي (زعبي،جرجورة طوبي) ولغاية تشكيل القائمة المشتركة عام 2015 ذات الـ 13 عضوا لم يتم تحقيق أي إنجاز سياسي مهم، وبالعكس من ذلك تضاعف عدد المستوطنات عشرات المرات، وتم تشريع مئات القوانين العنصرية تجاه العرب، وتفاقمت أزمة السكن في المجتمع العربي بسبب قلة توفير مسطحات للبناء، ولم يتحقق وعد بناء مدينة عربية حديثة، وازدادت عمليات هدم البيوت العربية. كل ذلك تم وأعضاء الكنيست العرب ينظرون وهم مكتوفي الأيادي لا يفعلون شيئاً باستثناء مشاركات خجولة متواضعة في وقفات احتجاجية أو مظاهرات.
حتى أتناء الموافقة على "قانون القومية الذي أقر بأن إسرائيل هي دولة أي يهودي من أي بقعة في العالم أكثر منها دولة لأي مواطن عربي من مواليد هذه الأرض" لم يتخد أعضاء الكنيست العرب أي ردة فعل قوية، باستثناء النائب زهير بهلول الذي استقال من الكنيست احتجاجاً على هذا القانون. تصوروا لو أن أعضاء المشتركة قدموا استقالة جماعية من الكنيست، فإن ذلك سيحدث بالطبع ضجة عالمية، لكنهم وللأسف فضلوا المناصب على الإستقالة. وإذا بقي أعضاء المشتركة على هذه المواقف،فهل يجوز اعتبارهم شهود زور في الكنيست؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 



 

مقالات متعلقة