الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

حتمية انفتاح المشتركة نحو مفهوم جماعي مدني واحد

بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 29/07/19 19:46,  حُتلن: 11:07

خال خليفة في مقاله:

حاولت كافة الأحزاب المشاركة في الانتخابات الماضية ان تذهب لوحدها ومع آخرين، ولكنها فشلت فشلا ذريعا

القيادات العربية لا تملك الرؤية البعيدة المدى، وكما قالها مازن غنايم، فأنها تتمركز في تحقيق مكاسب وانجازات تتمثل في تثبيت مقاعدهم

كان عليهم ضخ دماء جديدة وأشخاص جدد وتيارات إضافية من أجل تحقيق إستراتيجية تغيير نظام الحكم وتحقيق الانجازات العينية للعرب في البلاد

وأخيرا، وبعد فترة انتظار مضنية تمت الموافقة القصرية على إقامة وإعادة بناء القائمة المشتركة. لقد حاولت كافة الأحزاب المشاركة في الانتخابات الماضية ان تذهب لوحدها ومع آخرين، ولكنها فشلت فشلا ذريعا. حيث حصلت الجبهة و التغيير فقط على 6 مقاعد، و بالكاد حصلت الموحدة و التجمع على 4 مقاعد هزيلة.
لقد حقت كافة القوائم العربية في انتخابات 9.4.19،10 مقاعد و بصعوبة متناهيه. وأشفقت الجماهير العربية على هذه الأحزاب في اللحظة الأخيرة، و أعطتها مزيدا من الأصوات كي تكون بمثابة تنفس اصطناعي تعبر فيها نسبة الحسم.

أما هذه الاحزاب، و بعد شهرين من تقصيرهم الواضح للعيان في هذه الانتخابات، فأنهم لم يتعلموا الدرس والعبر التي كان عليهم استيعابها. فبدلا من أن يقامُ تحالف سريع وترسمُ إستراتيجية ذا رؤية شمولية تتمثل بأقامة برنامج سياسي يستهدف اولا إسقاط حكومة اليمين المتطرفو رفع رزمة من المطالب المتمثلة بإلغاء قانون القومية و قانون " كيمينتس" و الغاء الهدم و مكافحة العنف، و امورا اخرى كثيره، نراهم قضوا كافة الوقت المعطى لهم في الشهريين الماضيين بالتخاصم على المقاعد و المُحاصصه لمقاعد المشتركة.
فالجبهة مثلا، لم تقم بواجبها في هذا الايطار، و لم يكن لها دورا سياسيا فاعلا في وضع مثل هذه الرؤية، كما ان حزبي التجمع و الطيبي، عارضوا مقترحات لجنة الوفاق التي أعلنت في مطلع يونيو و قالوا بانهم ليسوا جزءاً من القائمه المشتركة المقترحة .
لقد أضاع هذان الحزبين شهرا إضافيا على الوقت الذي كان يجب ان يكون مخصص لبناء القائمة المشتركة .
أما لجنة المتابعة، و المتمثلة برئيسها محمد بركة، فلم تقم بأي دور يذكر على تجسير ألهوه خلال الشهريين الماضيين بين هذه الأحزاب .
و يستطيع محمد بركة القول، بأنه رئيسا محايد و يمثل مصالح الأطياف و التيارات السياسية كافة، و لكن سكوته كان غريبا و مريباً، بحيث لم يقم بالدور الذي كان علية ان يقوم به .
و يسود الاعتقاد اليوم، ان الحلبة السياسية الإسرائيلية الانتخابية، تتجه نحو أفاق مسدودة، فهنالك محاولات واسعة النطاق لتوحيد قوى اليمين المتطرف بقيادة " ايليت شاكيد"، بحيث ان اثنين من أقطاب هذا اليمين تنازلوا عن قيادة هذين الحزبين، وسلموا القيادة لها على الرغم من انها فشلت فشلا ً ذريعا في الانتخابات الأخيرة .

ومن المتوقع ان يحصل هذين الحزبين على 10 مقاعد، اي ان هنالك زيادة ب 6 مقاعد لهذين الحزبين. أما على صعيد ما حدث مع حركة ميريتس و تأليف كتلة تتكون من ميرتس و أشلاء حزب العمل و تيار " ايهود باراك " الجديد . فمن المتوقع ان يزداد عدد المقاعد من 4-10 مقاعد.


فعندما رأت هذه الأحزاب انها ستخسر الصوت العربي الذي كان يؤيد حزب العمل، أقاموا كتلة جديدة يمكن ان تذهب هذه الأصوات العربية من حزب العمل الى ميريتس و كتلة باراك ، كان من المفروض ان يتعلم النواب العرب من هؤلاء النواب، كيف يتنازلوا عن الايجو و لعبة الانا، كي يحققوا اهداف الجماهير العربية .
ويمكن القول ان هنالك انخفاض بحسب الاستطلاعات لحزب " جانس" من 35-30 مقعد، حيث يمكن ان تذهب ال5 مقاعد هذه الى كتلة باراك، تماما كما يحدث في " الليكود " حيث ينخفض من 35-30 مقعد لتذهب الى أحزاب " أيليت شاكيد ".

وأمام هذه الصورة و الجمود السياسي، فأن هنالك بعض المحللين الذين يقولون بأنه يمكن ان تقام انتخابات جديدة اخرى بعد انتخابات ال 17 من سبتمبر . بحيث لا تستطيع اي كتلة في إقامة ائتلاف حكومي.


ان هذه المعطيات تأخد بالحسبان ان ألقائمه المشتركة، سوف لن تحصل على اكثر من 10 الى 11 مقعدا. و اذا كان هذا الأمر صحيحاً، فأن القيادات العربية لا تملك الرؤية البعيدة المدى، وكما قالها مازن غنايم، فأنها تتمركز في تحقيق مكاسب وانجازات تتمثل في تثبيت مقاعدهم.

ان الإستراتيجية العربية كان عليها ان تضع نصب عينيها للحصول على 15 مقعدا وهذا من ممكن في هذه الظروف، و لكن ليس بهذه التركيبة البدائية والمحافظة فكان عليهم ضخ دماء جديدة وأشخاص جدد وتيارات إضافية من أجل تحقيق إستراتيجية تغيير نظام الحكم وتحقيق الانجازات العينية للعرب في البلاد.

فلو كانت هذه الأحزاب معطائه، فكان يمكن ان تخصص في المقاعد ال 9 الاولى, 4 للجبهة، مقعديين للموحدة، و مقعد للتجمع، ومقعد اخر للطيبي. أما المقاعد الباقية، ما بين التاسع و الخامس عشر، فمن الواجب ان تعطى لاكبر عدد ممكن من التيارات، الأحزاب و الشخصيات الخارجة عن أيطار لعبة المشتركة .
و كان يمكن في هذا الايطار ضم عدد اكبر ممكن من التيارات كحزب الوحدة الوطنية، و الأحزاب الأخرى التي تحاول جاهدة من 10 سنوات الدخول الى الكنيست وشخصيات من المجتمع البدوي في النقب، نساء ، اكادميين، اعلاميين، كل حسب تخصصه و قدرته.

انني اعلم انه من الصعب تحقيق هذا الطرح، حيث يدعوا سياسيون بأنني مثالي، ولكن كي نحصل على 15 مقعدا، فأنه لا بد من الذهاب في هذا المسلك لجمع اكبر عدد ممكن من المواطنين العرب حول فكرة و مفهوم جماعي مدني واحد.

*خالد خليفة  - صحفي ومحلل سياسي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة