الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

ليس بالوعود وحدها تحيا الثقة- بقلم: وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 27/07/19 19:22,  حُتلن: 23:44

 حتى لو حضر التجمع .. ازمة الثقة على حالها.. وستبقى وربما تزيد بدون تطمينات/ خطوات عملية فورية.. لا سيما انه لم نلمس بعد استخلاص دروس ماضية كما بدا في شكل المنصة ولغة خطبائها ومضمونها.. خلال المؤتمر الصحفي الذي بدا كحفلة زفاف ..المطرب يشوب صوته نشاز والعريس عبوس والعروس متجهمة الوجه وقسم من المدعوين لم يشارك.


من المبادرات العملية المجدية لترميم الثقة( ع سبيل المثال ) التزام الاحزاب الان برعاية مشروع حقيقي لمكافحة العنف وضمان تمويله وتطبيقه علاوة ع توكيل سياسيين ومثقفين في صياغة رؤية وخطة وبرنامج عمل حقيقي( تكون ملهمة لحملة إعلامية واقعية ومقنعة) وتاكيد الالتزام بكل ذلك بعد نشره ... وتبقى المجموعة هذه مرافقة للمشورة والدراسة والتقييم...منتدى ملازم للمشتركة وشعبنا غني بمثل هذه الطاقات.
وقبل كل ذلك الحديث الصادق المباشر مع الجمهور.. وعدم الالتفاف عليها من خلال الإقرار بها وبتوصيف الحالة فقط.
ان تجاهل الازمة وعدم معالجتها علاجا جذريا وتبني سلوك النعامة يعني تفاقمها فتدخل مراكبها مجددا في مسار التياتنيك ... لا سيما بعد رفع سقف التوقعات لدى المجتمع العربي قبل بدء النزيف وبعدما قامت أوساط من خارج السياسة طيلة مدة طويلة بمثلنة السياسة( جعلها مثالية ) واعتبار السياسيين رهبانا او شيوخا في طريقة صوفية وكان السياسة منتديات طوباوية تخلو من المصالح والحسابات الذاتية لجانب حسابات الكل الجامع. هذا نظريا وبالهواء و
وبالمقابل شهدنا على ارض الواقع تماديا ومبالغة من قبل بعض مكونات السياسة العربية بالاهتمام المفرط بمصالح الحزب ونجومية قادته منذ عقدين ونيف. جزئيا، نحن اليوم ندفع جزئيا ثمن تحويل بعض السياسيين للسياسة من عمل حزبي وجماعي لمزرعة شخصية له ولأقربائه ومقربيه وللصالح نجومية فردية. عندما سكتت البقية على هذه المسرحية وتعاونت معها شرعنتها وصارت " شطارة " بالنسبة لكثيرين لكنها فعليا أصابت كل الجسد بفيروس خطير..تتجلى اليوم عوارض نتائجه. بالمجمل مثلنة السياسة من جهة بالوعي ومن جهة اخرى تسليعها( جعلها سلعة) وتحويلها من قبل بعض الجهات لمورد لمنافع ذاتية بالأساس تسبب بوقوع الاصطدام الدامي بين الحلم وبين الواقع فنزفت هيبة السياسة وتراجعت الثقة بالسياسيين ضمن عوامل اخرى طبعا.
ونقد ذاتي : إعلامنا العربي ودون قصد شارك مبكرا برسم صورة افتراضية للسياسة ورفع التوقعات منها أكثر فأكثر مما زاد الطين بلة.. مثلما ساهم في تفريغ السياسة من معناها الاصلي وصب الماء ع طاحونة المتكسبين بها بالترويج لهم وعدم مسائلتهم ومحاسبتهم إعلاميا.
كلمة للتجمع : طالما تمت ليلة أمس تلبية مطلب التجمع بإشغال الموقع الثاني( بموقف كريم من الحركة الإسلامية) لا مبرر لتأخر رفاق التجمع.. وكان بالإمكان اتخاذ قرار باللجنة المركزية بالاتصال دون اجتماع.. والباب ما زال مفتوحا والمصلحة العليا تستدعي ان نخلص من الموضوع لتنطلق المشتركة.
أما دعوة جهات في التجمع لياخذ استراحة والعزوف عن المشاركة في الانتخابات هذه المرة وبصرف النظر عن الاعتبارات والحسابات لظى دعاة الاستراحة فهي تدفع للاندثار أكثر مما تقود للتجدد.
اخيرا .. من شارك في زعزعة الثقة بالسياسة واجبه ترميمها وتثبيتها واولهم السياسيون والشعب ينتظر فواتير واعمالا. الوعود لم تعد تقلي بيضة واحدة! 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة