الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

اعتذار براك للمواطنين العرب لاعتبارات انتخابية/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 27/07/19 10:48,  حُتلن: 21:21

شاكر فريد حسن في مقاله: 

يتجلى خطاب براك وحلفائه اختزال المعركة الانتخابية السياسية بإسقاط نتنياهو ولعب دور الكتلة المانعة لكتلة يمينية متوترة وخائفة من فقدان مكانة اسرائيل وصورتها التجميلية في العالم الغربي

أمام الواقع والحالة السياسية الجديدة والتحديات الراهنة والمستقبلية ، فنحن مطالبون إلى شحذ الهمم، وتصليب الموقف الوطني – السياسي، وتعميق الوحدة الشعبية

بعد اعلانه العودة للعمل السياسي الحزبي، بادر مجرم الحرب ورئيس الحكومة السابق يهود براك، لإقامة حزب جديد اسماه "اسرائيل ديمقراطية"، لكن سرعان ما تحالف مع حزب "ميرتس" ومع النائبة المنشقة عن حزب العمل ستاف شافير، وقد يستقطب هذا التحالف كما يبدو عددًا من الهاربين من سفينة حزب العمل، الآخذ بالأفول عن الخريطة السياسية، هذا اذا لم يقفز الحزب برمته لهذا التحالف، رغم الاحتمالات الضعيفة لذلك.

ويتجلى خطاب براك وحلفائه اختزال المعركة الانتخابية السياسية بإسقاط نتنياهو ولعب دور الكتلة المانعة لكتلة يمينية متوترة وخائفة من فقدان مكانة اسرائيل وصورتها التجميلية في العالم الغربي.

وبعد أن طرد وحوصر براك من مجتمعنا ونبذه أبناؤه، اثر الجرائم الدموية التي ارتكبها بحق الجماهير العربية، وضد شعبنا الفلسطينية عامة، وبتأثير حالة اليقظة الوطنية والوعي السياسي، ومسؤوليته الكاملة عن اغتيال ثلاثة شخصيات قيادية فلسطينية في بيروت عام 1973، بعد ان تخفى وتنكر في شبابه بظي امرأة ونفذ عملية الاغتيال الوحشية ، بعد هذا الحصار يحاول براك العودة الى مجتمعنا من باب واسع وبدعم من المتأسرلين العرب، من خلال تقديمه اعتذارًا عن اعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين العرب الفلسطينيين من اهل هذه البلاد، أثناء الهبة الشعبية الوطنية سنة 2000.

وهذا الاعتذار واضح بانه يأتي لاعتبارات انتخابية ليس إلا، لاقتناص أصوات ناخبين عرب،  وشهوته العودة إلى صدارة المشهد السياسي والخريطة الحزبية الاسرائيلية.

وباعتقادي أن احتضان براك من قبل عدد من العربان، واعادته إلى حضن المجتمع العربي، والتصويت له، يعتبر بكل المقاييس الوطنية خيانة كبرى، وتجرد كامل من الاخلاق، وخاصة في ظل المناخ العام المتوج بالعنصرية وملامح الابرتهايد، وتغول آلة الهدم الاسرائيلية من جديد، عدا التفكك السياسي والوطني والحزبي الحاصل في الشارع العربي الفلسطيني، وما يترتب عن ذلك من آثار سلبية وانعكاسات مدمرة في المستقبل المنظور.

وأمام الواقع والحالة السياسية الجديدة والتحديات الراهنة والمستقبلية ، فنحن مطالبون إلى شحذ الهمم، وتصليب الموقف الوطني – السياسي، وتعميق الوحدة الشعبية، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية، ومحاولة النهوض والتجدد والاستمرارية نحو عمل وطني وشعبي كفاحي وحدوي، دفاعَا عن الوجود والحياة والهوية والمستقبل. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة