الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 21:02

الحركه العربية للتغيير: مدرسة للإيثار والتضحية/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 26/07/19 15:43,  حُتلن: 14:06

 غسّان عبدالله في مقاله:

بكل اعتزاز وفخر واكبت مسيرة الحركة العربية للتغيير لكل محطاتها سواء على الساحات الوطنية والبرلمانية او الميدانية والاجتماعية

نحن في مرحلة حرجة ومفصلية وقد تكون تاريخية، وعليه فقد قدمت "مدرسة" الحركة العربية درسا آخرا في التضحية والايثار معلنة وقبل اسبوع من تقديم القوائم الى لجنة الكنيست وضع كل مطالبها الحزبية جانبا وبموافقتها خوض الانتخابات ضمن القائمة المشتركة متعالية على الاجحاف الذي لحق بها من لجنة الوفاق وعدم انصافها

بكل اعتزاز وفخر واكبت مسيرة الحركة العربية للتغيير لكل محطاتها سواء على الساحات الوطنية والبرلمانية او الميدانية والاجتماعية منذ تأسيسها في عام 1995 حتى يومنا هذا.

وقد شهدت كل جولاتها الانتخابية، حيث كانت الجولة الاولى وتحضيرها لخوض الان انتخابات الكنيست في عام 1996 ، وقد كانت كوادر الحركة وفروعها على اتم الاستعداد، مستنهضة كل طاقاتها وجهودها من اجل تسجيل النصر الاول، ولكن قبل موعد الانتخابات باسبوع استشعرنا ان هناك شك ولو انه كان ضئيلا من عبور نسبة الحسم، اثر رئيس الحركة الدكتور احمد الطيبي الانسحاب على ان يحرق صوتا عربيا واحدا، مطالبا جماهير الحركة للتصويت لباقي الاحزاب العربية الاخرى.

حقيقة، كان هذا القرار قاسيا وليس سهلا، ولكن المسؤولية الوطنية والواجب الوطني والاخلاقي املى عليه ان يتعامل مع الواقع السياسي انذاك بكل حكمة وبكل مصداقية وانتماء لشعبه.
وبهذا سجلت الحركة العربية اروع وانصع الصفحات في تاريخ الحركة الوطنية، اذ شهدنا في اليوم التالي للانسحاب اشادة كل من ينشط على الساحة السياسية على هذه الروح من الايثار والتضحية.
ومرت السنون وكان للحركة العربية محطات اخرى مشرفة ففي الانتخابات الاخيرة في التاسع من ابريل وعلى ضوء الخلافات بين الاحزاب رفعت شعار خلي الشعب يقرر طارحة امكانية الاستفتاء العام او البرايمرز للخروج من ازمة الخلافات وتحويلها الى ملعب الناخب واعطائه الصلاحية لحسم الموقف، للاسف لم يرق هذا الشعار للاحزاب، ولكن يبقى هذا الاقتراح موقفا مشرفا وشجاعا.
وفقط قبل اسابيع وفي ظل الخلافات الحاصلة الان حول تركيبة المشتركة ووصولها الى طريق مسدود وبعد ان سادت الشارع العربي اجواء من الغضب والاستياء مرة اخرى يخرج الطيبي بمبادرة "اعادة الثقة" من اجل احتواء هذه الخلافات وانقاذ الموقف مقترحا بفتح ابواب المشتركة على مصراعيها وان تعطى الفرصة لكل شرائح شعبنا وذلك بتخصيص الاماكن بعد العشره للمستقلين وللعنصر النسائي لعلها تعطي صيغة حقيقية للمحافظة على المشتركة، بالرغم من الالتفاف الجماهيري حول هذه المبادرة والتأييد الجارف لها الا انها لم تخرج الى حيز التنفيذ.

وبالامس القريب وبنفس الروح، روح التضحية والايثار ومن منطلق المسؤولية الوطنية وقبل انهيار المشتركة، وفي ظل هذا الوضع المأساوي والغضب العارم الذي يجتاح مجتمعنا والشارع العربي، ومن قاعدة العداء للاقلية الفلسطينية في هذه البلاد وفي ظل هدم البيوت العربية والتحديات الجسام، ومن اجل مواجهة العنف المستشري بوسطنا العربي، ولكبح جماح المؤسسة اليمينية المتطرفة ومواجهة هذه القوانين العنصرية الظالمة، من قانون القومية وكمينيتس وصولا لصفقة القرن، فالاصل والاجدر ان نرص الصفوف ونستنهض الهمم ونعيد ثقة الناخب للمشتركة.

نحن في مرحلة حرجة ومفصلية وقد تكون تاريخية، وعليه فقد قدمت "مدرسة" الحركة العربية درسا آخرا في التضحية والايثار معلنة وقبل اسبوع من تقديم القوائم الى لجنة الكنيست وضع كل مطالبها الحزبية جانبا وبموافقتها خوض الانتخابات ضمن القائمة المشتركة متعالية على الاجحاف الذي لحق بها من لجنة الوفاق وعدم انصافها، هذه هي التضحية والمسؤولية الوطنية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية، فالتحديات اكبر من الخلافات ومن مصلحة الاحزاب ومن لجنة الوفاق.
على أمل ان هذه الخطوة الجريئة والشجاعة ستقصر المسافة لاقامة المشتركة بمركباتها الاربعة. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة