الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 05:02

قميصُ الشِّتاء


نُشر: 10/10/08 11:34

ضبابيةٌ هيَ الرؤيا، لكنَّ الشتاءَ لم يَحِن بعد. لا أدري مِن أينَ أبدأ بتفتيشي عن سبب، لقد تعددت الأسبابُ في قوقعتي الحلزونية. لعلّني ألبستُ نفسي قميصَ الشتاءِ مبكراً، أو لعلً نفسي تتقيأُ غضباً كَمَنَتهُ في داخلها حتى الآن. يقولون أنّ المطرَ يغسِلُ من مكنوناتِنا الضائعةُ سبيلها ، لكن أيستطيع غسلَ نفسي الضائعة سبيلها! احتدمت أزقتي وتصادمت انفعالاتي. بِتُّ أخشى غَلاءَ الوَقود، بالرَّغم من اشتعال حواسِّي من دونه. أخبِّئُ عيدانَ الثِّقابِ خشيةً من إتلافها، أصبحت لافَتي نشطة، لكنَّ الشتاء لم يُجِبني بعد، لم ينبِّهني، ولم يهدِّدني برائِحَتِهِ المنبعثة من ترابٍ عقيقيِّ النواة. فقدتُ تركيزي ومِجهري تخلَّى عني. كان يُساعدُني في تجميعِ ما لا يمكن تجميعُه. لم أرفع رايتي البيضاء لكنَّني خاويةُ القين، مخيلتي لا تتجاوبُ مع خرائطََ كنتُ قد صمَّمتُها ولا تبهِِِِرُها قِصصٌ قد صَكَكْتُها. موسيقايَ تحتاجُ نوتاتً وألحاناً مورديه. تنبعثُ من أنفاسي رائحةُ التشاؤُمِ الموقوت، من يضغط عليها بمِعصَمِهِ يَدُسُّها في مقبرتي دون استئذان. 
عندما أغمض عينايَ هذا ما أرى، لكنْ رغبةٌ جامحةٌ في دنيايَ أنا، دنيايَ الَّتي تَصْهِل قواها مخنوقةً بغلالٍِ جيفاريّ، تنتَشِلُني من انغلاسي في منحوتتي الدامعة التي بكت حرماناً من صخِرها المفتت. انهضي! فالربيعُ آتٍ، وان لم يأتِ لا تنتظريه، إنَّهُ في رماِلكِ مخفيّ، اذهبي للشاطىءِ وتَمَرْمَغي ، أسدلي خِصَلَ قَّوتَك الخانعة لأناكِ الآخر، واصرخيهِ حتى يحيطََكِ ويُقَيِّدَكِ بخيوطهِ السماوية. هو فقط من يستطيعُ فعل ذلك ، هو الذي يُبَدِّد اسودادَ نَظْرتَكِ، ويحقِنُ ظَمَأَ قٌْدرَتَكِ، بجرعةٍ من خفايا منسية تحت وسادةٍ جليديةٍ، غبارُها يُذَوِّبُ حرمانَها من رأْسٍ يَسْنِدُ انحناءاتِ تطلُّعاته المكسَّرَةِ ثناياها. سوفَ أمضي لأنَّني لم أضجر من انتظارِ هداياً شَرِبَها قدري وظَمِئَت نفسي من جوفها الخاوي.

مقالات متعلقة