الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 10:01

هواجس قلم

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 19/07/19 20:18,  حُتلن: 08:39

هل قرأَتْ خلجاتِ المعنى
أم هي لا تقرأُ همَّ القَلَمِ
حين كتبتُ إليها
كان الحبرُ دمي..
والقلبُ دواتي..
كانت روحي تنضحُ
بالسيلِ المتراكمِ
من آلام الأُممِ..
إن كانتْ قد قرأتْ
فلماذا ردَّت بهدوءِ الثلجِ
الناصعِ فوقَ القِممِ؟
وإذا كانت لا تقرأُ
أو لا يعنيها همُّ القلمِ
هل أخطأ نزفُ الروحِ
إذْ انساقَ إليها كتَقِيٍّ وَرِعٍ
ينساقُ إلى محراب الحَرَمِ؟
***
يومَ نثرتُ حروفي
حول زهور حديقتها
كنتُ أرى فيها
وجهَ نقاءِ الدنيا
ووميضَ ضياءٍ يتعالى
من أبراج القِيَمِ
ما زلتُ أرى فيها
نبعَ صفاءٍ يغسلُ روحي
من آثار الخيبة والسَقمِ
وسأكتبُ حتى ينفذُ
نزفُ الروحِ ..
سأكتبُ دون عناءٍ أو ندمِ
يا قلمي!
لا تكتُبْ بعد الآنَ
إلى سلطانٍ مغرورٍ
لم يتعلم شيئاً
من عِبَر التاريخِ
ومن موروث الحِكَمِ
أكتُبْ لفراشاتٍ
يعشقنَ النورَ
ولو في لهبِ الحُمَمِ
أكتُبْ للإنسانِ الكادحِ
في الحقلِ وفي قاعات
المعهد والمصنعْ..
ولأمٍّ تعجنُ
مطحونَ الحنطةِ
كي تصنعَ خبزاً لفَمِ
أكتُبْ لحديقةِ أزهارٍ بشريةْ
تتناغمُ فيها الألوانُ
كألحانٍ تتوحدُ في نَغمِ..
أكتُبْ كي يبتسمَ الأطفالُ جميعاً
لمُعلمةٍ رسمت
بضياءِ العينينِ سلالمَ
كي يرقى منها الأشبالُ
إلى مجد الهممِ
واكتُبْ ..
أكتب بدمي!
كي يُبعثَ حياً بعضُ ضميرٍ
خرَّ جريحاً تحت غُبارِ حروبٍ
يُضرمها جَشَعٌ لا يشبعُ
من جوعِ الفقراءِ
ولا من دسم التُخَمِ.

نيويورك

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة