الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 03:01

المظلوم المقصر الانتخابات وتحويل الازمة لفرصة/ بقلم: هاني نجم

هاني نجم
نُشر: 17/07/19 12:02,  حُتلن: 14:18

يسارع ممثلو الاحزاب المختلفة في الدفاع عن مواقف حركاتهم تماشيا مع قرارات لجان مركزية او اطراف مركزية في كل حزب، والجميع يدعي رغبته الحقيقية في عمل وحدوي جماهيري ويؤكد ان القضية ليست مقاعد ولا تمويل حزبي ولا زعامات، مؤكدا أنّه الضحية التي تنازلت وقدمت وانها المظلوم الحقيقي من الاقتراحات القائمة للتمثيل الحزبي في مشتركه ارادها الشعب شامله تبني خطط عمل تزرع الأمل ومركز اهتمامها المواطن ومرجعيتها نبض الشارع ومصلحته مفضلا الجماهير على الاعتبارات الحزبية الفئوية.

وفي الحقيقة يجب ان تكون لدينا الموضوعية والجرأة لقول الحقيقة، نعم في الاوضاع الحالية هناك من هو مظلوم وهناك من هو "مقصر" لا يقوم بواجبه كما يجب، وان هناك حاجه للتنازل من اجل هذا الطرف لأنه يستحق اكثر مما يعرض عليه.

نعم الطرف المظلوم هو الجمهور، هو ذلك المواطن البسيط العادي الذي اعتقد ان القيادات تعلمت درسا مما حدث قبل اشهر قليلة، وانها ستتبع نهجا جديدا تتنافس وتتناحر من خلاله على خطط عمل تنموية لمجتمعنا من اجل التعامل مع التحديات على كافة المستويات، لكن للأسف الجميع يعرف على ماذا يتم التنافس، والمظلوم يائس فاقدا الثقة مبتعدا عن كافة الاطراف معتبرا اياها انتهازية غير صادقة تفقد القدرة على ادارة الازمات الصغيرة مثل تركيبة مقاعد لانتخابات فكيف ستستطيع ان تتعامل مع ازمات وتحديات كبيره تواجه المجتمع الذي تمثله.

كذلك هناك مجموعه "مقصره" في واجبها بالأخص انها تستطيع الضغط والتأثير الفوري، ما عدا قله قليله تجرأت انتقدت وقدمت النصيحة، انهم الاخوة والاخوات نشطاء الأحزاب المختلفة ومؤيديهم ، فبدل الضغط على القيادات من اجل التنازل والوصول الى صيغ اتفاقيات ترضي الشارع والجمهور تلبية لنداء الجمهور نجدها تدافع في استماته على كل بيان يصدره الحزب او اي من قيادته ، حتى لو كان البيان مضر للمجتمع ولبناء الثقة والعمل الوحدوي.

نعم اخواني النشطاء الحزبيين وبالأخص المقربين للقيادات التي تأثر ، مطلوب منكم ان تضغطوا ، ليس بالضرورة بشكل علني ، الضغط ممكن ان يكون من خلال تواصل مباشر مع قيادات احزابكم او على الاقل من خلال عدم الدفاع عن خطوات او تصريحات يقدموها لا تخدم الصالح العام وتفضل المصلحة الحزبية الضيقة.

اقدم هذا التحليل وهذه النصيحة لأني احترم الجميع واعتقد ان الجميع يمكن ان يخطأ وان الأخطاء يجب ات تصحح، وان كلمات الحق وبجرأة يجب ان تقال، وان الهدف هو ليس البرلمان ولا عدد المقاعد مع اهمية هذا المنبر حسب رأيي الشخصي واحترامي الكبير لمن يعتقد غير ذلك ،لكن مع التأكيد على ان المنبر الاساسي للتغيير هو الحراك الجماهيري بالتعاون مع كل الفئات السياسية الاجتماعية التربوية الناشطة في مجتمعنا العربي دون علاقة لرأيها أو موقفها من التمثيل البرلماني.

الوحدة الحقيقية يمكنها تحقيق نتائج وان تجعل منا مجتمعا له وزنه النوعي على كل الاصعدة لنضغط في تغيير السياسة الاقتصاد التربية وغيرها ، وحده تمكننا من ان نكون مجموعه ضاغطه ليس فقط امام الحكومات والبرلمان ، بل ضاغطة داخليا في المجتمع من اجل تصحيح كثير من المشاكل الداخلية بالأخص باننا فقدنا كثير من قيم الاحترام واعطاء الكبير او المسؤول او المعلم او القائد وحتى الاب والام احيانا مركزيته، وهكذا نجد ان لا احد يمون على الاخر واننا نتفكك.

الوحدة الحقيقية يمكنها ان تجعلنا قوه اقتصاديه كبيره تفرض نفسها وطلباتها ليس فقط مقابل الدولة والشركات الكبيرة، بل قوة اقتصادية كبيرة لتسويق كل منتوجاتها وخدماتها وعلمها ومعرفتها لكافة انحاء العالم، وقوة اقتصادية يمكن من خلالها تعزيز التعاون المجتمعي المحلي لمساعدة كافة الكفاءات الناشئة او لمساعدة من لديهم خبرة ومعرفة مثبتة لمشاريع تنموية عائلية او شبابية او نسائية لكنهم لا يستطيعون التقدم لقلة الدعم المعنوي الارشادي التسويقي وربما ايضا المالي، ولكي لا اتحدث فقط بكلمات كبيرة اعطيكم معلومة صغيرة، الجميع يعلم ان هناك قانون يفرض على المشغل والعامل استثمار اموال للتقاعد من اجل العمال، الاموال الموجودة في صناديق التقاعد المختلفة والتي تتبع للعمال العرب مبالغها تتجاوز ال 15 مليار شيكل في ادنى تقدير، ومن يديرها ويشغلها ويقرر كيف تستثمر ، شركات كبيرة اداراتها وبرامجها واستثماراتها من خارج مجتمعنا، لو اننا موحدين ونثق ببعضنا البعض لدينا كل الامكانيات ان نغير وننهض فلا ينقصنا شيء.

الحياه علمتني بالرغم من كل الظروف الصعبة ان لا افقد الامل وان احاول دائما تحويل الازمة الى فرصة.
تلقيت دعوه لحضور اجتماع لحراك سياسي جديد " الوحدة الشعبية" بمبادرة الاستاذ اسعد غانم ، في الدعوة توجه يدعو لتقديم النقد النصيحة والعمل الوحدوي لكافة الاطياف ، وفي النص اعتراف بإمكانية ان نخطئ والرغبة في التصحيح، وفي مقابلة اعلانية مصورة استمعت للطرح الذي يقول بما معناه، لا نرغب في المقاعد ولا تهمنا بشرط ان توافق الاحزاب على الالتزام في طرح خطط وبرامج عمل تعطي الجمهور القدرة على التأثير والتمثيل في مؤسسات رسمية جماهيرية وشعبية من خلال انتخابات مباشرة او من خلال اشراك كافة الاطراف الفاعلة معارضة وائتلاف في السلطات المحلية في لجان تمثيلية للحكم المحلي ، كذلك الالتزام في تحويل ربع ميزانياتها الحزبية لدعم صندوق قومي يمول مشاريع تنموية وتربوية وغيرها من الشروط.

نعم انتخاب مباشر للجنة المتابعة واقامة لجان شعبيه وجماهيرية تمثل جميع الاطياف حسب نسبتها الحقيقية في المجتمع هو مطلب جماهيري عادل ، يعيد للمواطن ثقته ووزنه وقدراته على التأثير ، واعطاء هذه اللجنة صلاحيات تنفيذيه لقرارات تأخذ بغالبية اصوات 60 او حتى 70 بالمئة من المشاركين وتكون هذه اللجنة هي المرجعية الاساسية للقيادات وعملها مع اعطائها الحيز الخاص للأحزاب للعمل في ميادينها الخاصة، وتحويل الاحزاب ل 25% من ميزانياتها، هذا سيزيد ثقة المواطن بالعمل السياسي ودون علاقه من يؤيد او من يقاطع ستعزز هذه الخطوة في حال وافقت عليها الاحزاب الثقة مع الجمهور وتعطيهم الامل.
انا شخصيا سأواكب الامور وسأقدم النقد والنصيحة للجميع بشكل جريء وموضوعي كما كنت دائما وفي كل منبر تتم دعوتي اليه، وفي حال صدق النوايا لهذا التوجه لمجموعة الوحدة الشعبية وبالتعاون بيننا جميعا كجمهور وكنشطاء وكمقربين للأحزاب المختلفة يمكننا ان نضغط عليها للموافقة على الالتزام بهذا الطرح، هذا سيعطيها الفرصة لتشكيل مشتركه حقيقيه ربما تتشكل من الجميع لكن المقاعد المضمونة تكون فقط للأحزاب الاربعة القائمة ، لكن لا بأس فالمقاعد ليس هدفا بل وسيلة، والهدف الحقيقي هو وحدتنا الحقيقية وهذه يمكن تحققها مع الالتزامات المطلوبة.

اتأمل ان يدور نقاش موضوعي وضغط على الاحزاب للطرح المعروض ، لان الضغط يمكن ان يغير توجه وقرارات القيادات ، وفي حال رفض الاحزاب لمطلب الجمهور اعتقد ان وضعها سيكون صعبا ، واننا يجب ان نفكر بشكل موسع وعقلاني في الحاجه لدعم وانشاء حراك جديد من خارج هذه الاحزاب لتحقيق تغيير مستقبلي لما نرغبه من وحدة حقيقية.
نعم اخواني واخواتي وبالأخص النشطاء والمقربين الحزبيين طبعا بالإضافة لكافة الجمهور تعالوا نضغط عليهم ربما نستطيع تحويل الازمه لفرصة من اجل مستقبل افضل لمجتمعنا وابنائنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

 

مقالات متعلقة