الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 10:02

أسعد غانم يسقط ورقة التوت عن المشتركة والوفاق/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 15/07/19 10:33,  حُتلن: 14:53

أحمد حازم:

بروفسور غانم قصف بقوة لجنة الوفاق التي أسماها "غير الوطنية"، وكان محقاً في تساؤله:" هل يعقل أن تستثني لجنة الوفاق 65 بالمائة من شعبنا وتعطي مائة بالمائة من التمثيل العربي في الكنيست لـ "المشتركة الرباعية"

قالها الصديق بروفسور أسعد غانم صراحة، انه كان داعماً رئيسا ومهماً للقائمة المشتركة عام 2015 على أساس أن تعمل الأحزاب المشاركة فيها على بناء قاعدة متينة وتقديم برنامج عمل سياسي لخدمة الجماهير. وبما أن هذا لم يتم، وتطور الخلاف بين مركبات المشتركة لاحقاً على الكراسي، رأى بروفسور غانم أنه أمام خيارين: إما البقاء في العمل الأكاديمي بدون نشاط سياسي، أو الإستمرار في العمل الأكاديمي والعمل على إنقاذ المجتمع العربي من "الفيروسات" السياسية التي شعر بأنها تنخر عظام هذا المجتمع. ففضل الخيار الثاني على الأول انطلاقاً من موقف وطني لخدمة أبناء جلدنه.

في برنامج " مواجهة " الذي يبثه "تلفزيون العرب"، وضع بروفسور غانم كل أوراقه على طاولة الحوار معه، حيث كان في منتهى الجرأة والشفافية مع محاوريه الزميلين فايز اشتيوي وسعيد حسنين، اللذين لم يرحما الضيف بأسئلتهما. لكن ضيفهما كان "قدها وقدود" خصوصاً وأنه رغم "العيار الثقيل" للأسئلة الموجهة إليه، فقد كانت إجاباته موازية في قوتها ومضمونها للأسئلة التي كانت تعبر أيضاً عن نبض الشارع. وقد استطاع بروفسور غانم خلال اللقاء إسقاط "ورقة التوت" عن عورات كثيرة في مشتركة الأحزاب الأربعة ولجنة الوفاق، بحيث كشف كل مستور فيه إساءة للجماهير العربية.

بروفيسور اسعد غانم أفهم قادة الأحزاب الأربعة في المشتركة أنه لن يكون مرشحاً للكنيست، وبذلك وضع حداً لهؤلاء الذين يتهمونه بأنه يريد فقط الوصول إلى كرسي في الكنيست. وخلال "المواجهة" القى بروفسور غانم الضوء على جوانب عدة متعلقة بــ "حزب الوحدة الشعبية" الذي اسسه غانم مؤخراً، كما تطرق الى القائمة المشتركة ولجنة الوفاق ولجنة المتابعة، والدعم الخليجي لأطراف عربية في مجتمعنا وتدخل السلطة الفلسطينية في شؤوننا الداخلية، حيث أشار غانم إلى "محاولات لإقامة أحزاب بتمويل من السلطة الفلسطينية عن طريق أشخاص يتقاضون رواتب شهرية لهذا الغرض من السلطة الفلسطينية".

بروفسور غانم قصف بقوة لجنة الوفاق التي أسماها "غير الوطنية"، وكان محقاً في تساؤله:" هل يعقل أن تستثني لجنة الوفاق 65 بالمائة من شعبنا وتعطي مائة بالمائة من التمثيل العربي في الكنيست لـ "المشتركة الرباعية" التي تمثل فقط 35 بالمائة من الجماهير". وكان غانم جريئاً إلى أبعد الحدود عندما اتهم القيادة الحالية بأنها صاحبة أيادي وسخة حيث قال بالحرف الواحد:" الناس بدها أيادي نظيفة وقيادة نظيفة، وبدها قيادة تخدمها بشكل حقيقي من خلال مشروع سياسي كامل".
غانم فجر قنبلة من العيار الثقيل في برنامج "المواجهة" عندما نقل عن أيمن عودة قوله وجود جهة في "المشتركة" تعاونت مع محمد دحلان من أجل إنجاح صفقة القرن التي رأت النور بترتيب مع نتنياهو. أليست هذه فضيحة للمشتركة؟ ولماذا لم يعلن أيمن عودة عن هوية هذه الجهة؟ أعتقد بأن سكوت عودة على هذه الفضيحة يعود لعدة أسباب منها: أن الجهة هي إحدى مركبات المشتركة والكشف عنها سيلحق ضرراً سياسيا وانتخابيا بالمشتركة التي يرأسها أيمن عودة، وثانيهما إمكانية تعرض ‘عودة لضغط خارجي، لكن الخضوع للضغط لا يمر بدون ثمن فلكل شيء سعره.

بروفسور غانم أشار في سياق "المواجهة" إلى وجود عملية شراء شخصيات قيادية في مجتمعنا العربي من قبل السلطة الفلسطينية، حيث قال حرفياً:" عندما تشرى بعض القيادات ويتم إعطاؤها أوامر من السلطة الفلسطينية بما يتناقض مع مصالحنا الوطنية في الداخل الفلسطيني فهذا أمر مرفوض".
وبالرغم من التناقضات في المواقف الإنتخابية بين بروفسور غانم وأيمن عودة، إلا أن غانم أشاد بالمكانة السياسية التي يتمتع بها عودة في المجتمع العربي حيث أشار إلى أن "عودة حصل على أهم إنجاز في مجتمعنا الفلسطيني منذ عام 1948 ونال دعم 83 بالمائة من مجتمعنا وكان بذلك أهم من محمود عباس" حسب قول غانم. لكنه انتقد من جهة ثانية سلوكيات عودة السياسية لأنه لم يقدم أي شيء للمجتمع الفلسطيني، حيث تساءل: " ماذا فعل عودة بهذا الإنجاز" وما هي إنجازات القائمة المشتركة الجماعية؟ سؤال مشروع بحاجة إلى جواب.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من لفت نظر بروفسور غانم إلى أن القائمة التي يريد تشكيلها لخوض الإنتخابات المقبلة، يجب أن تكون منوعة حزبياً وأن تضم شخصيات اعتبارية مؤهلة سياسياً وقياديا واجتماعياً من كافة مكونات المجتمع العربي، والتي تشكل ألـ 65 بالمائة التي رفضتها مشتركة الأحزاب الأربعة. ومن الأفضل طبعاً، لو أن قادة الأحزاب الأربعة عادوا إلى رشدهم وقبلوا بتشكيل قائمة مشتركة شعبية شاملة تمثل المجتمع العربي كله أي "قائمة الكل" وليس "قائمة الجزء". فهل يعقلوا ويفعلوها؟؟

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


 

مقالات متعلقة