الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

رماح-يصوبها معين أبو عبيد كلهيب شمس تموز رحيلك

معين أبو عبيد
نُشر: 12/07/19 11:10,  حُتلن: 13:11

حبة العنب الصفراء الملعونة المغرية بمظهرها ولونها الجذاب التي داعبتها أنامل الطفل مالك الحريرية بكل حنية ورفق والتي كانت وكما يبدو تسقط منه وتتدحرج كالكرة التي يلعب بها يلحقها ويتأملها ويحدق بها مطولا بعيونه الزرقاء وضعها في فمه الصغير وعلامات الارتياح والثقة تعلو على وجهه ليتلذذ من طعمها الساحر لكنها غدرته وقطعت أنفاسه واسكتت قلبه الكبير وهو ما زال في ربيعه الثالث.
هذه الحادثة التراجيدية التي انتشرت بسرعة جنونية واحتلت صدارة الصحف المحلية ومواقع التواصل دبت الحزن والاسى وحطمت قلوب بلدته كسرى والمنطقة وكل من شاهد صورته البريئة تعاطف مع حزن والم ذويه الذي حرم امه المؤمنة من ضمه الى صدرها بعد اليوم ويتركها تعيسة تنزف دموعها لا تفارق وجنتيها.
ما اقساك أيها القدر الغدار لم تترك سوى العاب مالك المبعثرة في زوايا البيت وملابسه وصدى صوته الملائكي الرنان عندما ينادي ماما ماما.
نعم غابت شمسك يا مالك عن سماء بلدتك وذويك ورحيلك كلهيب شمس تموز لكنها لا تستطيع ان تبخر ذكرياتك ورنين خطواتك أيها الملاك الغائب والحاضر.
نم قرير العين ذكراك ستظل عالقة في الذاكرة ومحفورة في اعماقنا ابد الدهر.
رماح تهديك وذويك مقطع من قصيدة "حزن يعتالني " لجبران خليل جبران
حزن يعتالني وهم يقتلني
وظلم حبيب يعذبني
اه وما هذه الحياة التي كلها الام لا تنتهي
وجروح لا تنبري
ودموع في العيون تجري
جرحت خدي
ارقت مضجعي وسلبت نومي

 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة