الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 19:02

في ذكراه السادسة.. ما الذي يبقى من جمال قعوار؟/ بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 05/07/19 15:08,  حُتلن: 12:31

ست سنوات مضت كأنما هي طرفة عين او حلم لاح لعين الساهر

صادفت يوم الاثنين الماضي 24-6-2019، الذكرى السنوية السادسة لرحيل الشاعر الدكتور الادبي جمال قعوار ابن مدينة الناصرة المحب لها المدنف بهواها. هذا ما ذكّرت به زوجته ورفيقة عمره السيدة فريال قعوار ضمن ستاتوس فيسبوكي لها، فاليها تحية، مشفوعة بالقول السائر: ابن الاصل لا ينسى.

ست سنوات مضت كأنما هي طرفة عين او حلم لاح لعين الساهر. بهذه السرعة تمضي الايام والسنوات، كل منا نحن بني البشر يمضي تاركا وراءه ما فعلته يداه وما خلفته ذكراه، لذا فان السؤال الملح في هذه الذكرى هو ماذا يبقى من جمال قعوار..؟ بداية نقول كان جمال ( 1930- 2013) شخصية مبدعة متعددة المواهب، فقد كتب الشعر والمسرحية الشعرية، اضافة الى قصة الاطفال والقصة عامة، كما كان محررَ مجلة ادت دورا رياديا في حياتنا الادبية والثقافية، هي مجلة "المواكب"..، تلك المجلة التي حملت عنوان قصيدة "المواكب" للشاعر المهجري الخالد جبران خليل جبران، علما انها تأسست في مرحلتها الأولى على يدي الشاعر فوزي جريس عبدالله ابن قرية المغار الذي قضى جل عمره في الناصرة بمثابرة واصرار.. بعد رحيل فوزي من عالمنا تولّى جمال امر اصدارها وتحريرها، وقد ادى هذه المهمة.. حتى ايامه الاخيرة.

اجابة عن السؤال المطرح ما الذي يبقى من جمال، نُقدّم الاجتهاد التالي:
*في الشعر: لا ريب في ان عطاء جمال في مجال الشعر، هو الاكثر والاوفر حظا فيما تركه من موروث ادبي، وقد كتب جمال في شتى ضروب الشعر، السياسي والوطن، الغزلي والرثائي، (نشير بالمناسبة الى ان هناك العشرات وربما المئات من انصاب الاضرحة في الناصرة تحمل ابياتا من ابداع قريحته الفياضة). في رأينا المتواضع ما يبقى من اشعار جمال هو تلك الاشعار التي تغّنيت بالناصرة المكان، وبإمكان الاخوة القراء الدخول الى الشبكة العنكبوتية للاطلاع عليها او على بعضها، وتبرز مسرحيات جمال الشعرية هنا نموذجًا طيبًا على محبته الغامرة لمدينته/ الناصرة. وننوه في هذا السياق الى ان عقيلة الشاعر قدمت الينا، خلال زيارة لنا اليها في بيتها، مسرحيته الشعرية "مواسم الذكرى"، ضمن محاولة منها لإخراجها الى نور العرض، وقد بذلنا جهدنا وسوف نبذل المزيد منه لإخراجها. الى هذا بإمكاننا ان نقول ان ما خلّفه جمال من تراث شعري ضخم يستحق البحث والدراسة، للمزيد من الإجابة على السؤال المطروح. فهل يبادر احد دارسينا الاكاديميين الى مثل هكذا دراسة؟.. املُنا كبير.

*في الكتابة للأطفال: قد لا يعرف الكثيرون من ابناء فترتنا الراهنة، ان جمال قعوار كان من اوائل، اذا لم يكن اول من كتب للأطفال، وقد اصدر، بالاشتراك مع الكاتب الصديق الدكتور محمود عباسي اطال الله في عمره، ما ناف على العشرين قصة من آداب الشعوب والتراث العربي خاصة، وما زال كاتب هذه السطور يُقرّ بانه كان في طفولته معجبًا شديد الاعجاب بما صدر للأخوين المذكورين، لا سيما في مجال القصص التراثية مثل "خباء حاتم"، وقد كتبنا في فترة سابقة مقالة ارتأينا فيها ان جمال قعوار يعتبر رائد ادب الاطفال في بلادنا، بعد عام 48، ونكرّر في هذه المناسبة ما دعونا اليه مراكز ادب الاطفال ودور النشر المعنية مهيبين بها اعادة اصدار ما خلّفه جمال قعوار وعباسي من تراث ثرٍّ غنيٍّ وما زال مستحقا للقراءة ولأن يطّلع عليه ابناء الاجيال الطالعة على اعتبار انه تراث حي ويستحق الحياة والبقاء. فهلا تجد دعوتنا هذه اذنا صاغية في هذه الذكرى؟.. ما راي مَن دعوناهم وأهبنا بهم؟

*صاحب المواكب ومحرّرها: تولى جمال امر اصدار مجلة المواكب وتحريرها، بعد رحيل مؤسسها وصاحبها الشاعر فوزي جريس عبدالله/ قبل اكثر من ثلاثين عاما، وسجّل بذلك تاريخا لا يمكن نسيانه او تناسيه، في ماضي حياتنا الثقافية الادبية، وقد كنت مُشاركًا له ومرافقًا في تحرير هذه المجلة اضافة إلى عدد من الاخوة اذكر منهم نسيبه الباحث الادبي الصديق الاستاذ عطاالله جبر، ومما اذكره ان جمال قعوار واصل في الفترة الثانية والاخيرة من صدور هذه المجلة، نقل رسالة حمّلها اياها وشدّد عليها، مؤسسها الاول وهي نقل رسالتنا الادبية العربية في البلاد، وايصالها إلى عناوينها الصحيحة، فركّز على نشر نماذج من هذا الادب، وكان التفضيل في النشر للأدب المحلي، دراسة، قصة وشعرا، إلا في حالات نادرة، وواضح ان التشديد على هكذا رسالة يحملُ في ثناياه رسالة هامة ترمي الى ترسيخ هذا الادب، ونقله الى عناوينه بكل انواعه وضروبه،.. لقد ادت مجلة المواكب في فترتيها الاولى والثانية، رسالة حقيقية ولا شك في انها سجّلت ذاتها بأحرف من ذهب في تاريخ حركتنا الادبية العربية في البلاد. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان.


مقالات متعلقة