الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 12:01

القائمة المشتركة: مشكلتها لجنة الوفاق!!/ بقلم: نبيل عودة

نبيل عودة
نُشر: 04/07/19 09:33,  حُتلن: 15:37

نبيل عودة: 

انا كمواطن يهمني ان يخوض العرب في إسرائيل الانتخابات بقائمة مشتركة، لا أرى خلافا سياسيا جوهريا حول القضية الجوهرية للعرب في إسرائيل

مرة أخرى يتجدد النقاش والخلاف بين أطراف تشكيل القائمة العربية المشتركة لانتخابات الكنيست. ولجنة ما يسمى بالوفاق الوطني فشلت فشلا كبيرا في طريقة توزيعها للمقاعد بين الأطراف التي تشكل القائمة المشتركة.

لا اعرف مركبات هذه اللجنة، ولا قدرات أعضائها على فهم التوزيعة السياسية في المجتمع العربي، وارى ان أحد اسباب الخلاف تتعلق بإغماط حق بعض مركبات القائمة بدون اتباع طريقة تأخذ بعين الاعتبار المكانة السياسية لكل جسم سياسي في المجتمع العربي في إسرائيل.

لا افهم كيف يمكن بناء توزيعة بناء على لجنة يبدو ان لجميع أفرادها ميول سياسية متشابهة. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل كان بيد أعضاء اللجنة استطلاعا جادا لمكانة مركبات القائمة، وما هي مكانتهم الانتخابية في المجتمع العربي في إسرائيل؟

اميل الى رؤية ان ما جرى هو طرح عشوائي لم يأخذ الواقع في قوة مركبات القائمة، وبناء التوزيعة على ذلك الأساس. وهنا أرى من معرفتي السابقة ان مجموعة الدكتور احمد طيبي، التي اعطتها استطلاعات الراي فبل الانتخابات السابقة، مكانة متقدمة حتى عن الجبهة، قد اغمطت مكانتها بالشكل الذي اقترحته لجنة الوفاق الوطني.

لا اريد الخوض بقضية مكانة كل حزب في الواقع السياسي للعرب في إسرائيل، رغم انه لي وجهة نظر مبنية على استطلاعات رأي سابقة. لكن لو كان للجنة الوفاق، رايا متجردا من التزاماته أعضائها الشخصية، لطرحت تشكيلة مختلفة تماما.

طبعا انا كمواطن يهمني ان يخوض العرب في إسرائيل الانتخابات بقائمة مشتركة، لا أرى خلافا سياسيا جوهريا حول القضية الجوهرية للعرب في إسرائيل، انهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، والمساواة الكاملة للمواطنين العرب في إسرائيل.

ان الخطأ القاتل للجنة الوفاق انها اشتغلت على أساس نوايا شخصية، أي ليس نهجا وطنيا كما يفهم من اسمها الرسمي، لذا احساسي ان الوفاق الوطني أصبح النفاق الوطني. ورفض اللجنة إعادة تقييم اقتراحها، سيشكل نسفا للوحدة المرجوة بين القوائم العربية.

لا انفي حق كل تنظيم ان يحافظ على مكانته في إطار التوزيعة المقترحة. هذا حق اولي. وافهم ان دور لجنة وفاق هو للوفاق وليس لإعلاء جسم على حساب جسم آخر حسب ميولهم السياسية.

المشكلة اذن ليست بالقوائم العربية، بل بلجنة الوفاق.

من الضروري اجراء استطلاع للرأي في الوسط العربي يأخذ بعين الاعتبار مكانة القوى التي ستركب القائمة المشتركة، وليس تركيبة تبرز فيها ميول أعضاء اللجنة بما يتجاوز الواقع السائد.

هناك استطلاعات رأي سابقة تتناقض مع التشكيلة التي اقترحتها اللجنة، مما يثبت ان اعضاء لجنة الوفاق، لم يعملوا للوفاق اطلاقا. الوفاق هو طرح المكانة الصحيحة لكل جسم سياسي يشارك بتركيب القائمة المشتركة، ويمكن عبر التفاوض الرضائي إجراء تعديلات طفيفة لضمان تمثيل جميع الأطراف بطريقة مقبولة.

من هنا اعتقد ان الوقت لم يتأخر بعد، وعلى لجنة الوفاق حل نفسها والاستقالة وتشكيل لجنة من أساتذة جامعيين، يأخذون بعين الاعتبار ليس ميولهم الشخصية، بل واقع توزيعة القوى السياسية في المجتمع العربي، وإعطاء المجال للقوائم ان تجرى تعديلات رضائية بالاتفاق.

لا أرى ضرورة للإطالة، ارجو ان يسود المنطق السياسي الذي يأخذ المصالح الوطنية للأقلية العربية، كمرتكز أساسي لتشكيل القائمة المشتركة، بدون اغماط مكانة كل فريق، وترك بعض الترتيبات الصغيرة لمركبات القائمة، للاتفاق عليها بشكل رضائي، مثلا بتقاسم عضوية الكنيست بين فصيلين او أكثر.

ان اعلان لجنة الوفاق انها لن تتراجع عن قرارها، هو اعلان ان لجنة الوفاق هي لجنة نفاق. لم تخدم وحدة الجماهير العربية عبر تنظيماتها السياسية، وهو اعلان بفض الشراكة بين القوى التي ستركب القائمة المشتركة. وبذلك اضعاف كامل للتمثيل العربي في الكنيست. أي انهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن تفريق الصف العربي. ليفضوا أولا لجنتهم، ويعطوا لقوى حيادية ان تقوم بفحص للعمق لواقع القوى السياسية في إسرائيل، رغم أني على ثقة ان الجميع متفقون على الطرح الجوهري من قضية العرب الأولى ومن واقع الجماهير العربية في إسرائيل. الا ان الزاوية الخاصة او الشخصية لا يمكن تجاهلها الا بطرح موقف مبني على معرفة صحيحة لمكانة القوى المشاركة بتشكيل القائمة المشتركة. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة