الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:01

خفي حنين وصفقة القرن/ بقلم: محمد فؤاد زيد الكيلاني

محمد فؤاد زيد
نُشر: 29/06/19 08:15,  حُتلن: 14:33

محمد فؤاد زيد الكيلاني في مقاله: 

قُبيل ورشة البحرين من اجل الإعلان عن تطبيق هذه الصفقة، كان الوطن العربي في حالة غليان كبير ورفض لهذه الصفقة، وعلى قناعة تامة بأن هذه الصفقة سوف تحرم الفلسطينيين حقهم في العيش على أرضهم التاريخية والأصلية فلسطين

من حضر ورشة المنامة عاد أدراجه بخُفي حُنين ونسي أو تناسى إرادة الشعوب التي هي أقوى من أي إرادة كانت، وتحديداً إرادة الشعب الفلسطيني

 بعد الضجة الإعلامية التي بدأت منذ إعلان صفقة القرن المرفوضة والفاشلة، بدأ واضعو هذه الصفقة بالاستعداد لمرحلة ما بعد الصفقة، وكان التفاؤل سيد الموقف بالنسبة للصهاينة الذين راهنوا على أن هذه الصفقة سوف تطبق كما خُطط لها، وكان التهميش للشعوب العربية واضحاً بأنه لا يوجد أي معارضة لهذه الصفقة.

وقُبيل ورشة البحرين من اجل الإعلان عن تطبيق هذه الصفقة، كان الوطن العربي في حالة غليان كبير ورفض لهذه الصفقة، وعلى قناعة تامة بأن هذه الصفقة سوف تحرم الفلسطينيين حقهم في العيش على أرضهم التاريخية والأصلية فلسطين، وهذا حقهم الطبيعي والتاريخي والديني والاجتماعي، وستبقى القدس عاصمة فلسطين، وبدأت وانتهت ورشة البحرين بفشل ذريع مُتوقع بالنسبة للعرب الشرفاء الرافضين لهذه الصفقة، وكان غير متوقع بالنسبة لواضعي هذه الصفقة، لأنهم راهنوا على السياسيين وليس على الشعوب الذين لا يخضعوا لأي إغراءات، وما يحملوه من قناعة تامة بأن فلسطين عربية والقدس عاصمتها.

من حضر ورشة المنامة عاد أدراجه بخُفي حُنين ونسي أو تناسى إرادة الشعوب التي هي أقوى من أي إرادة كانت، وتحديداً إرادة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال بالسلاح الأبيض، والتهديد الحقيقي للوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وأي انتفاضة إن حصلت في فلسطين سيكون لها اثر سلبي وكبير على هذا الكيان الغاصب.

أما بالنسبة لواضعي هذه الصفقة ومصالح الصهاينة لم تحقق في هذه الورشة أو أي ورشة أو مؤتمر كان من اجل فلسطين، سيكون رفض الشعوب العربية وأحرار العالم أقوى من أي اجتماع أو ورشة من اجل إنهاء حل القضية الفلسطينية، وهذا الوضع كما أوضحنا في بعض مقالاتنا السابقة أنهم سيرجعون إلى المربع الأول وهو حل الدولتين.

الشعوب العربية قامت بإنجاز كبير وهائل ومتوقع بالنسبة لعروبتهم، وغير متوقع بالنسبة لواضعي صفقة القرن؛ والعرب برغم الأوضاع السياسية التي يعيشونها سواء كانت من ربيع عربي أو اضطرابات داخلية، تبقى قضية فلسطين هي بوصلتهم، يضعوا خلافاتهم جانباً ويتصالحوا من اجل فلسطين والقدس عاصمتها، ولو أدرك واضعو صفقة القرن هذه المعادلة لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من فشل ذريع في تطبيق هذه الصفقة التي لن ولم تطبق على وطن عربي همه الأوحد فلسطين محررة والقدس عاصمتها.

صفقة القرن أعادت للشعوب العربية هيبتها ومكانتها بين دول العالم، وبدأت القناعات عند المتآمرين على الشعوب العربية، بأن هناك شعباً عربياً لا يمكن إخضاعه أو شراؤه بحفنة مليارات من اجل التنازل عن قضية ما، وتحديداً القضية الفلسطينية التي هي تعتبر القضية المحورية عند العرب والمسلمين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

 

مقالات متعلقة