الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 07:01

ليس عيباً أن تكون سياسياً مستقلاً/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 18/06/19 10:16,  حُتلن: 14:43

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

برافو. كنت أتوقع من "الرفيق" بركة أن يسلط الضوء فقط على الهدف المعقود من أجله المؤتمر، لكنه انحاز عن ذلك وشن هجوماً على المستقلين ونعتهم بصفات غير مستحبة

كان المفروض بمحمد بركة أن لا يلعب بالنار كي لا تحترق أصابعه. هل يعرف أبو السعيد أن التاريخ الفلسطيني القديم والحديث يحمل أسماءً لامعة كانوا من المستقلين؟ وفي هذه الحالة لم أتوقع أبداً أن يكون لدى بركة هذا الحقد على المستقلين وتجاهل دورهم قصداً

بأي حق يرفض بركة مشاركة مستقلين؟ وبأي حق يطلب منهم التأطير الحزبي؟ هذا الأمر يتعلق بهم شخصياً

أعرف الصديق محمد بركة (أبو السعيد) منذ سنوات طويلة جداً، وتجمعني به علاقة ود واحترام بالرغم من اختلافات في وجهات النظر السياسية، بمعنى أتعامل معه على أساس الاختلاف في الرأي لا يفسد الود. هذه وجهة نظري، لكن معرفتي القوية بنمط تفكير القادة الشيوعيين ، تؤكد لي أنهم لا يتقبلون الرأي الآخر، وإن لم يكونوا كلهم بشكل عام فأكثريتهم كذلك. لكني أعترف بأنهم "خبراء" في توزيع شهادات في الوطنية من خلال تفييمهم للناس. فهم يعرفون ـــ ما شاء الله عليهم ـــ من هو الوطني ومن هو غير الوطني (؟!).

أذكر، اني التقيت أبو السعيد في مناسبة ما في شفاعمرو، ودار حديث بيننا حول انتخابه رئيساً للجنة المتابعة. فسألته ماذا يستطيع أن يفعل ليعيد الهيبة والنشاط للجنة المتابعة، وهل يستطيع فعلاً ؟إنقاذ الزير من البير"، فأفهمني بأن لديه برنامجا متكاملاً لذلك، وسيعمل على تحقيقه. ولغاية الآن لم يتم تحقيق أي شيء باستثناء تصريح هنا وهناك وإصدار بيانات ولقاءات في رام الله وتلبية دعوات. فليس مهماً ان يتم تحقيق أي شيء بل الأهم أن تتولى "الجبهة" رئاسة المتابعة.
عندما تلقيت دعوة للمشاركة في مؤتمر الطيبة حول االقدرات البشرية، قلت في نفسي: وأخيراً استفاق أبو السعيد ليسجل حدثاً للجنة المتابعة. برافو. كنت أتوقع من "الرفيق" بركة أن يسلط الضوء فقط على الهدف المعقود من أجله المؤتمر، لكنه انحاز عن ذلك وشن هجوماً على المستقلين ونعتهم بصفات غير مستحبة، وأعلن صراحة أنه لا يعترف بوجوهم كسياسيين ما لم يتأطروا في أحزاب. وبالرغم من وجود مستقلين معروفين محلياً وعربيا ودوليا ومن الظلم مقارنة بركة بهم، إلا أن "الرفيق" رئيس لجنة المتابعة يرفض قبولهم كمرشحين (مستفلين) في "المشتركة.

يقول بركة في كلمته التي افتتح بها مؤتمر القدرات البشرية، بمبادرة لجنة المتابعة، "أن التداول الحاصل في حياتنا السياسية حول ما يسمى بفكرة المستقلين او فكرة اللا حزبية هو شكل من اشكال الايهام بأن ثمة حياد في جهنم. هذه أوهام قاتلة " وبما أني أومن بالآية الكريمة "فذكّر إن نفعت الذكرى" اريد أن ألقت نظر أبو السعيد بأن جهنم أقرب إلى حزبه الشيوعي من المستقلين كون نارها حمراء اللون. وأريد أيضاً أن أذكّر محمد بركة بأن "الجبهة" دعمت الراحل ابراهيم نمر حسين (أبو حاتم) لرئاسة بلدية شفاعمرو رغم أن "ابو حاتم" كان مستقلاً. كيف ذلك يا أبو السعيد ؟ فهل كانت لكم مصلحة سياسية وقتها أم لماذا؟ يا ريت تفهمنا.

كان المفروض بمحمد بركة أن لا يلعب بالنار كي لا تحترق أصابعه. هل يعرف أبو السعيد أن التاريخ الفلسطيني القديم والحديث يحمل أسماءً لامعة كانوا من المستقلين؟ وفي هذه الحالة لم أتوقع أبداً أن يكون لدى بركة هذا الحقد على المستقلين وتجاهل دورهم قصداً. وإذا كان أبو السعيد يعرف تاريخ هؤلاء على الصعيد الفلسطيني ويتجاهلهم فهذه مصيبة، وإن كان لا يعرف فالمصيبة أكبر. ولذلك أنصح أبو السعيد أن يسأل معلمه ورئيسه الداعم له دائماً محمود عباس عن عدد أسماء القادة الفلسطينيين المستقلين الذين ساهموا في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يطلب منهم أن يؤسسوا أحزابا أو ينضموا إلى أحزاب. ومن حقنا في الداخل الفلسطيني أن يكون لدينا سياسيين مستقلين بأفكار متنورة وعقول منفتحة، خير من سياسيين حزبيين يبتزون المواطن لمصالح سياسية معينة. فليس عيبا أن تكون سياسيا مستقلاً تخدم مصالح الشعب بل العيب أن تستغل الشعب لمآرب حزبية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: بأي حق يرفض بركة مشاركة مستقلين؟ وبأي حق يطلب منهم التأطير الحزبي؟ هذا الأمر يتعلق بهم شخصياً. في كل دول العالم يوجد سياسيون مستقلون إلاّ "الرفيق" محمد بركة يرفض ذلك. وما دام الشيء بالشيء يذكر، فهناك نقطة أخرى يجب أن يعرفها القراء، وهي أن محمد بركة رفض قبول عضوية أحزاب عربية جديدة في لجنة المتابعة بدون سبب رغم حصولها على ترخيص رسمي من وزارة الداخلية. فبأي حق يفعل ذلك أبو السعيد؟ أسئلة مشروعة بحاجة إلى أجوبة مقنعة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة