الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 07:02

أنا مُحمّد.. وأفتخر!

بقلم: بروفسور مُحمّد حُسين حُجيرات

بروفسور مُحمّد حُسين
نُشر: 17/06/19 18:26,  حُتلن: 07:42

بروفسور مُحمّد حُسين حُجيرات في مقاله:

أقول لكل شخص مريض نفسيًّا له مشكلة مع الاسم "مُحمّد"، إنني أعتز وأفتخر وأُفاخر بأن اسمي "محمّد". وأنا يهوديّ السيرة ومسيحيّ الروح ودرزيّ النخوة ومُسلم بالفطرة

منذ أسبوع والصحافة الإسرائيلية المقروءة والمرئيّة تتناول موضوعًا غريبًا... لوهلة، تشعر أنك في قرون الحقد والكراهيّة في عصر الظلمة.
تسمرّتُ أمام المرناة، وأنا استمع لآراء بعض مشجعي فريق كرة القدم "بيتار القدس"، وخاصةً، أمرأه تدعى "أفيغال شرعبي" التي تنقّلت من قناة إلى أخرى نهاية الأسبوع الفائت، وهي تعبر عن رأيها... حقيقةً قالت إنه لا مشكلة عندها بأن ينضم اللاعب الأسمر "مُحمّد عليّ".. لفريق كرة القدم المقدسيّ "بيتار القدس"، لأنّه لاعب ممتاز وسيشكل إضافة جيّدة، وسيساعد الفريق المقدسيّ على احتلال المرتبة الأولى في الدرجة العليا في الموسم القادم. ولكن هناك مشكلة في اسمه... "مُحمّد"!... ليس في تيدي!...، وتيدي هو اسم الملعب البلديّ في القدس وهو ملعب فريق كرة القدم "بيتار القدس"، وأردفت قائلة إننا سنبحث له عن كنيّة جيّدة لنصيح باسمه في جنبات ملعب تيدي... فمن غير المعقول ان نهتف باسم "مُحمّد" عندما نريد أن نحيي ونشجع اللاعب الجديد.

هاك سيّدتي الفاضلة بعض الكنايات "لمحمّد" ... يستطيع الجمهور أن يلهث بها خلال اللعبة في جنبات ملعب "تيدي" لكرة القدم في القدس ... "الأمين" ... "الصادق" ... "المصطفى" ... "الأميّ" ... والقائمة تطول ...
هل تعلمين سيّدتي الفاضلة أن اللاعب الأسمر الجميل "مُحمّد علي" هو مسيحيّ الدين، وهذا حتى لم يشفع له أمام عائلة الحقد المقدسيّة "لا فميليا"...
منذ احتلال القدس الشرقيّة والمؤسسة الإسرائيليّة تحاول جاهدة ضم سكان القدس الشرقيّة، ليكونوا جزءًا لا يتجزأ من القدس الكبرى. هل تعلم سيّدتي الفاضلة أن أكثر الأسماء شيوعًا في العالم قاطبةً، وفي القدس خاصةً هو الاسم "مُحمّد". هل ستعمل مع عائلة الحقد "لا فميليا" للبحث عن كنية لكلّ شخص في القدس اسمه "مُحمّد".

يُحكى سيّدتي الفاضلة أنه كان للنبي العربيّ "مُحمّد" (ص) جارًا يهوديًا تعوّد أن يراقب خروج النبيّ "مُحمّد" من بيته كلّ مرّة، ليقذف أمامه القاذورات، ليتأذّى ولتعلّق القاذورات بثوبه الطاهر وقد استمر الوضع لأسابيع ... ولكن فجأة، لاحظ النبيّ العربيّ "مُحمّد" ولمدة ثلاثة أيام اختفاء جاره اليهوديّ، فسأل عنه فقيل له إنه مريض وطريح الفراش، فما كان منه إلا أن أخذ هدية وذهب ليزوره في البيت ...
سيّدتي الفاضلة، أبي رحمه الله كان أُميًّا، وقد اهتم أن يُسمي بعضًا من ابنائه بأسماء الأنبياء، فابنه البكر يدعى "موسى" تيمّنًا بنبي اليهوديّة (موشيه) عليه السلام، وابنه الآخر باسم نبي المسيحيّة "عيسى" (عليه السلام) والآخر سمّاه مُحمّد (ص) فجمع المجد من أطرافه، سُؤدد اليهوديّة وروح المسيحيّة وعزة الإسلام.
سيّدتي الفاضلة، أنا البروفيسور محمّد بن الحسين حجيرات تعلّمت وتربيت وعملت وعلّمت في مؤسّسات يهوديّة وإسرائيليّة، ولم يبحثوا لي عن كنية، لكي لا يهتفوا باسمي "مُحمّد". صحيح أنني عانيت وما زلت أعاني حتى اليوم من تبعات اسمي "مُحمّد"، فكان هذا الاسم بالنسبة لي كفراشات "موليير"، ولكن ذلك لم يزدني إلا عزة وأنفة.

فأقول لكِ سيّدتي الفاضلة، ولكلّ مشجعي فريق كرة القدم "بيتار القدس"، ولكل شخص مريض نفسيًّا له مشكلة مع الاسم "مُحمّد"، إنني أعتز وأفتخر وأُفاخر بأن اسمي "محمّد". وأنا يهوديّ السيرة ومسيحيّ الروح ودرزيّ النخوة ومُسلم بالفطرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة