الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 20:01

صفقة القرن والاحتواء المزدوج/ بقلم : خالد خليفة

خالد خليفه
نُشر: 03/06/19 15:40,  حُتلن: 09:22

لقد حاولت إدارة ترامب إخفاء معالم ما يسمى بصفقة القرن، بحيث عرضت عناصرها من قبل الثلاثي كوشنير، فريدمان وجيسون جريمبلات. وهم يهود متشددين مقربين من إدارة ترامب. لقد كشفت مركبات هذه الصفقة إلى الإعلام فقط قبل عام ونصف. وقد فاجئ نتانياهو قبل سبعة أشهر هذه الإدارة بإعلانه انتخابات مبكرة، الأمر الذي أدى إلى عرقلة وتأخير عرض هذه الصفقة على الملأ. أما اليوم فان نتانياهو يحاول أن يلعب نفس الدور الذي لعبه قبل عام من حيث حل الإتلاف والإعلان عن انتخابات جديدة، الأمر الذي يؤخر بفترة إضافية عرض هذه الصفقة. ويمكن القول ان حالة إحباط كبيرة تسود هذه الإدارة الأمريكية بعد رفض الفلسطينيين المطلق للصفقة، وإتباع أساليب الحيل والخداع الذي ينتهجها نتانياهو.

ان هذا الوضع الجديد الذي نجم عن تقدم هذه الصفقة، إربك هذه الإدارة المنحازة وبشكل كامل لإسرائيل بحيث بدأت تفكر بعرض الصفقة على مراحل اقتصادية وسياسية. هذا وأعلن جيرارد كوشنير أن قمة المنامة في نهاية شهر يونيو، والتي ستستضيف الولايات المتحدة ومندوبي الدول العربية ستقيم ورشة اقتصادية تدعم حل القضية الفلسطينية وتكون بمثابة الشق الاقتصادي لصفقة القرن. وبذلك يكون حل القضية الفلسطينية من وجهة نظر الإدارة الأمريكية يتمثل بإقامة ورشة عمل، بمشاركة بعض الدول الخليجية وبدعم مالي من هذه الدول. ومن الصعب توقع نجاح هذا الشق الاقتصادي وهذه الورشة الخليجية. بحيث ان الفلسطينيين والعديد من الدول العربية والدول العظمى كروسيا والصين، سوف لن تشارك في هذه القمة حيث يعتبرونها قمة ذر الرماد بالعيون. وتجدر الاشارة الا ان الرفض الفلسطيني لهذه القمة، هو رفض قاطع وبلا هوادة . وكان ابو مازن وعريقات واخرين قد عللوا هذا الرفض بأن الإدارة الأمريكية والتي قطعت نهائيا كافة المساعدات المالية في العام الأخير عن الفلسطيننين والاونروا وفي نفس الوقت تقول للفلسطينيين بأنها تريد دعمهم الان بأموال خليجية، وهذا أمر مضحك للغاية. لقد كشفت الولايات المتحدة في هذه الصفقة عن تواطئها التام مع إسرائيل وعداء إدارتها للفلسطينيين.

ان سياسة ترامب الحالية في الشرق الاوسط والتي فشلت في العديد من الجبهات الدولية تتمثل بثلاث عناصر مركزية واستراتيجي: اولا العداء التام لإيران والعالم العربي، ثانيا النظر الى الارهاب كأحد التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط. أما العنصر الثالث فهو رؤية اسرائيل كحليف استراتيجي وشريك في مواجة التحديات النابعة من الخطر من ايران، الإرهاب والإسلام.

ان صفقة القرن تهدف الى تبييض سمعة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط والى اعطاء الانطباع بان الولايات المتحدة تتحرك في هذه المنطقة. حيث انها تستعمل نفس ادوات سياسة الاحتواء المزدوج (Double containment) والتتي خططت لها ادارة كلينتون في نهاية الثمنينات لمواجهة ايران والعراق انذاك، عسكريا واقتصاديا وفي نفس الوقت مقتراحات لحل القضية الفلسطينية. تكون في نهاية الامر لصالح اسرائيل. ان صفقة القرن هي ايضا تننتهج العناصر التي انتهجتها الادارات السابقة ولكنها تشدد اكثر واكثر على مصالح اسرائيل الحيوية والتحالف معها. بحيث تريد وتدعم هذه الادارة الاستمرار في الوضع الراهن لاحتلال اسرائيل لمناطق واسعة من الضفة الغربية، ومحاصرة غزة. وتعطي الانطباع للعالم العربي على انها تتحرك مع انه تحرك وهمي باتجاه حل للقضية ومواجهة ايران.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة