الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

عجوز البحر

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 27/05/19 19:23,  حُتلن: 08:24

في الشاطئ يدعوني الساحلُ
في الجهةِ الأخرى من هذا البحرْ
تأتي الموجةُ نحوي فأعانقُها
وأراها تتخبأُ في صدري
كي لا تتكسرْ
قالت لي الموجةُ:
تجمعُ أعضائي الريحُ لأمضي
كي ألمسَ رملَ الشاطئِ
ثم تجيء الريحُ لتقطعَ أوصالي
فيضيعُ البعضُ بلا رسمٍ للذكرى
والبعضُ الآخرُ تقضي الشمسُ
بأن يتبخرْ
أبكي حظَّ الموجةِ حيناً
ثم على حظي أتحسرْ
أخرجُ من هذا البحرِ لأمشي
وأنا مشتاقٌ للشطِّ الآخرْ
لي خلفَ البحرِ حكاياتٌ وأغانٍ
وشقائقُ نعمانٍ
نسجت ألوانَ البستانِ الأخضرْ
لي دُورٌ وشوارعُ للناسِ
وأولادٌ وبناتٌ
أرقبهم طولَ اليومِ
ولا أتضجرْ
***
في الشاطئِ أنظرُ
خلفَ البحرِ الجبارْ
أمواجٌ تأتي وتعودُ
وتأتي ثانيةً
لا يُتعِبها المشوارْ
وأنا مشتاقٌ للشطِّ الآخرْ
أحيانا يُغريني عزمُ الموجةِ
أن أسبحَ ضد التيارْ
أحلمُ أن تحملَني الأمواجُ
إلى شاطئ يافا
لأزورَ عجوزَ البحرِ
لكي تحكي لي عن أمجادِ
البيارةِ والبحارْ ..
كي أسمعها تروي قصصاً
تكشفُ ستراً
عن محجوب الأسرارْ
أسمعُها تهمسُ في أذني:
لا تنسى أبداً
كان الراعي منتدباً
لكن الراعي مكارٌ غدارْ..
عنقُ البيارةِ بيعَ بدون مزادْ
لكن البائعَ سمسارٌ
والشاري سمسارْ
أسألُها والدمعةُ في عيني:
أين ترى سكنت صاحبةُ الدارْ؟
قالت: صبراً يا ولدي
بعد الليلِ يجيءُ نهارْ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة