الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 07:02

من حق المواطن أن يُطالِب كما يُطالَب/بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 27/05/19 09:32,  حُتلن: 13:36

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

معبر المشاة هو نقطة تسمح للمشاة اجتياز الطريق من رصيف إلى آخر، ومن هنا تأتي أهميتها خصوصاً لطلاب المدارس وغيرهم أيضاً من المشاة. فلماذا لم يتم تجديد طلاء هذه الخطوط؟ سؤال مشروع: لماذا؟ فهل من جواب؟

يا عزيزي رئيس البلدية أبو ماهر: المواطن في كل بلدان العالم عليه واجبات، وله أيضاً حقوق. وكما (يطالَب) يحق له أن (يطالِب) ولذلك بما أنك المؤتمن الأول على هذه المدينة

المواطن الذي أعطاك الثقة بانتخابك رئيساً للبلدية، ينتظر بفارغ الصبر أن يأتي اليوم الذي تصدر فيه تعليماتك بتجديد طلاء الخطوط العريضة لممرات عبور المشاة

في العام 2005 وبالتحديد في شهر نيسان/ابريل قام وفد من نقابة الصحفيين الألمان في برلين (فيردي) بزيارة إلى البلاد لتفقد أوضاع المجتمع العربي. كان الوفد يضم تسعة مندوبين عن أهم الصحف اليومية والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، وكنت أنا شخصيا أحد أعضاء الوفد، وكانت مدينة الناصرة مقر إقامة الوفد الألماني ومنها يتم الإنطلاق إلى أماكن أخرى.

وذات يوم، وبينما كان الوفد يتجول في الناصرة، سألني أحد أعضاء الوفد: لماذا لا تهتم البلدية بالخطوط البيضاء لممرات المشاة؟، وسبب السؤال كان ملاحظة الزميل أن كافة الخطوط البيضاء لممرات المشاة التي مر الوفد عليها، كانت بالكاد واضحة حتى أنها لا تُرى. فشعرت بخجل كبير أمامه، ولم أجد جواباً منطقياً مقنعاً للرد على سؤاله. زميل آخر في الوفد شعر بأنه مضطر لقضاء حاجة وسألني عن مرحاض عام، ساعتئذ شعرت بخجل أكبر وإحراج أكثر من سؤاله لعدم وجود مراحيض عامة. كان هذا قبل 14 سنة وحتى الآن لم يتغير الوضع وعلى الأكثر لن يتغير.

في كافة المدن السياحية المشهورة عالمياً، تقوم بلديات هذه المدن بتوفير خدمات خاصة للسائحين من أجل راحتهم. وبما أن الناصرة تعتبر إحدى هذه المدن بفضل مكانتها التاريخية والدينية كان من المفروض ببلدية الناصرة الإهتمام بهذا الأمر وإدراجه في أولويات العمل، لكن ما نراه على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً.
بلدية الناصرة التي استلمت "الجبهة" إدارتها حوالي أربعين سنة، لم تبد أي إهتمام بالسائح، لأنها لم تقم بتوفير أقل المتطلبات له أي مراحيض عامة في منطقة وسط البلد والتي تعج بالسياح. فكيف يمكن لمدينة سياحية مثل الناصرة أن لا يكون فيها "مرحاض عام" واحد. أين المنطق في ذلك؟
ماذا يفعل السائح إذا أراد قضاء حاجة؟ وماذا يفعل أيضاً المواطن زائراً كان أم مقيماً، الذي يكون متواجداً في وسط البلد "إذا انحشر وبدو يريّح حالو" ؟ لماذا لم تفكر البلدية السابقة والحالية في هذا الأمر. أنا أستغرب كيف أن رئيس بلدية الناصرة "ابو ماهر" لم يركز على هذه النقطة، وهو نفسه يعرف أن عدم وجود مراحيض عامة كان واحداً من الإنتقادات الكثيرة للعهد الماضي، فلماذا وقع هو نفسه في هذا الخطأ؟

أمر مهم آخر لا بد من الإشارة إليه، وهو إهمال الخطوط العريضة البيضاء لعبور المشاة. لون هذه الخطوط "اكل الدهر عليه وشرب" إن لم تكن كلها فغالبيتها. معبر المشاة هو نقطة تسمح للمشاة اجتياز الطريق من رصيف إلى آخر، ومن هنا تأتي أهميتها خصوصاً لطلاب المدارس وغيرهم أيضاً من المشاة. فلماذا لم يتم تجديد طلاء هذه الخطوط؟ سؤال مشروع: لماذا؟ فهل من جواب؟
ممرات عبور المشاة تشير إلى أن للمشاة الأولوية في العبور، وقد تكون ممرات المشاة إلى جانب إشارات مرورية أخرى تتحكم بحركة المرور، لكن على الأقل يجب أن يكون اللون الأبيض لهذه الخطوط العريضة واضحاً وليس مخفياً وأن يتجدد باستمرار.
يا عزيزي رئيس البلدية أبو ماهر: المواطن في كل بلدان العالم عليه واجبات، وله أيضاً حقوق. وكما (يطالَب) يحق له أن (يطالِب) ولذلك بما أنك المؤتمن الأول على هذه المدينة، فإن المواطن الذي أعطاك الثقة بانتخابك رئيساً للبلدية، ينتظر بفارغ الصبر أن يأتي اليوم الذي تصدر فيه تعليماتك بتجديد طلاء الخطوط العريضة لممرات عبور المشاة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة