الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

تسريبات جون بولتون الفاشلة/ بقلم: أحمد عارف لوباني

أحمد عارف لوباني
نُشر: 25/05/19 11:48,  حُتلن: 22:03

أحمد عارف لوباني في مقاله:

حاليا ما تقوم به الولايات المتحدة من عرضها العسكري امام إيران بدفع وترويج من بولتون متجاهلا فيما يتعلق بحسابات المكسب والخسارة من شن هذه الحرب على ضوء حقيقة واقع الردع المتبادل وقوة إيران التي زادت بكثير عن عام 2010

تجربة مستشار الامن القومي الأمريكي جون بولتون مع إيران شديدة المرارة، بولتون ذكر خلال خطابه امام الكونغرس الأمريكي أيام قليلة قبل قرار الرئيس الأمريكي ترامب ارسال حاملات طائرات لمجابهة إيران بانه حصل على معلومات مؤكدة بان إيران اوعزت لعملائها بضرب القواعد الامريكية والمصالح الامريكية داخل دول الخليج ودول صديقة ومتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مما دفع ترامب الى ارسال ترسانة عسكرية داخل مياه الخليج لمجابهة إيران. وما زالت الامدادات العسكرية مستمرة ومن ضمنها الاف الجنود الامريكان، مع ان التصريحات من قبل الإدارة الامريكية لا توحي بحرب وشيكة ولكن شهد لنا تاريخ الولايات المتحدة "الأفعال لا الكلمات تتحدث".

جون بولتون الذي عمل في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مساعدا لوزيرة الخارجية لشؤون الحد من التسلح. ثم سفيرا لبلاده للأمم المتحدة يعتبر من أكثر صقور المحافظين الجدد تشددا في الانحياز لإسرائيل من ناحية والعداء لكل ما يمكن ان يكون مصدرا لتهديدها وهو يتفاخر بكونه متطرفا لذلك. بولتون كان على رأس الفريق الذي تزعم الدعوة الى شن الحرب على العراق ومن مروجين تلك الأكذوبة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل متجاهل حقيقتين: الأولى، تقديم أدلة قاطعة تٌثبت هذه المزاعم مع انه وحتى أيامنا هذه لم يعثر في العراق على نوع من تلك الأسلحة بحسب ادعاء بولتون. الثانية، التجاوز الكامل لحقيقة تاريخية ثابتة ان بلاده الولايات المتحدة الامريكية الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح النووي على المدن اليابانية هيروشيما ونيكازاكي.

جون بولتون الذي قام بجهد كبير وقت كان مساعدا لوزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الحد من التسلح بإقناع دول المنطقة بخطورة مفاعل بوشهر النووية الإيرانية على دول الخليج وتورط حينها في محاولة اقناع إسرائيل بشن حرب على إيران تُدّمر فيها مفاعل بوشهر النووي قبل ان يتم شحنه بالوقود النووي وتشغيله ليصبح منشأة نووية رسمية، حدد بولتون 8 أيام كحد أقصى كي تستطيع إسرائيل ان تقوم بهذه المهمة. وإلا ستكون قد أضاعت فرصة تاريخية لن تُعوض كي تُدّمر هذه المفاعل التي سيستحيل تدميرها بعد تشغليها.

كان ذلك في شهر 8 عام 2010 وسمع العالم حينها عن استعدادات إسرائيل لمواجهة إيران وتدمير منشاتها النووية. بعد ان انقضت الأيام الثمانية من دون أن تشن إسرائيل حربها على إيران وعدم الاستجابة لدعوة بولتون وجد بولتون نفسه في مأزق نفسي شديد الحرج لانسياقه وراء عنصريته ضد إيران مثلما كان مع العراق سابقا.

حاليا ما تقوم به الولايات المتحدة من عرضها العسكري امام إيران بدفع وترويج من بولتون متجاهلا فيما يتعلق بحسابات المكسب والخسارة من شن هذه الحرب على ضوء حقيقة واقع الردع المتبادل وقوة إيران التي زادت بكثير عن عام 2010 على إصابة القواعد والمصالح الامريكية، هي سوف تكون خسائر تفوق ما سوق يتم تحقيقه من مكاسب إذا قامت أمريكا بشن الحرب وذلك حسب تحليلات خبراء عسكريين أكفاء. كل ما ذكرناه يؤكد خطأ حسابات بولتون الاستراتيجية ووقعه أسيرا لهواجسه ومعتقداته التي سوف تفسد عليه كل خبراته السابقة كدبلوماسي أمريكي كانت له مكانة. 

الناصرة‎

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com  

مقالات متعلقة