الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 06:02

التقصير من الشرطة والعيب فينا/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 20/05/19 10:14,  حُتلن: 14:17

( تعقيبا على مقال حول مقتل توفيق زهر)

أحمد حازم في مقاله: 

ماذا لو كان توفيق زهر يهودياً أو سائحاً أميركيا أو أوروبياً؟ أنا أقول لك: لو كان يهودياً لقامت الدنيا ولم تقعد حتى يتبين الجاني

نحن متفقون على أن الشرطة مقصرة بحق أمن وأمان المواطن العربي، وما دام الأمر يتعلق بالعرب ( فخّار يكسّر بعضو) لكن الأمر المخزي أن العيب كل العيب فينا أي في المجتمع النصراوي

لا يمكن التصديق أن الجهات المعنية المسؤولة عن مدينة الناصرة لا تعرف من يقف وراء الأعمال الإجرامية التي تحدث في المدينة

يوجد في العاصمة الألمانية برلين حي سكني كبير يطلق عليه (فيدينغ)، وأحد شوارع هذا الحي يحمل اسم (شارع الناصرة) نسبة إلى كنيسة تاريخية تسمى (كنيسة الناصري) مقامة على ساحة ملاصقة للشارع. لكن هذه الكنيسة ليست وحدها التي تحمل اسم الناصرة، فهناك حوالي عشر كنائس أخرى في مدن ألمانية تحمل نفس الإسم.
السيدة ابتسام حنا المعلم، تقول في مقال لها تحت عنوان (ماذا لو كان توفيق زهر...) نشره موقع "العرب" في السادس عشر من الشهر الحالي: "يكفي أن تقول انك تسكن مدينة الناصرة حتى تتحول نظرة العالم لك الى نظرة تقدير واحترام خاصَين لا يتمتع بهما الا القليل القليل من مدن العالم". نعم، هذا صحيح، لكن هذا الإحترام وللأسف غير موجود كما يجب في الناصرة نفسها أي بين أبنائها. الناس في العالم تحترم وتقدر مدينة الناصرة، نظراً لمكانتها التاريخية. لكن ما تعيشه هذه المدينة من (زعرنات ومافيات وعمليات إطلاق نار) يدفعنا إلى القول: "الغير يحترم مدينتنا ونحن نسيء إليها" وتقول السيدة ابتسام في مقالها: "هذه المدينة ومنذ الفَي عام أصبحت محط أنظار وقبلة الملايين في العالم" وتتساءل في نفس الوقت: "هل أصبحت الناصرة مخزنا للسلاح وملجأ للمجرمين؟"

المشكلة سيدة ابتسام، أن (الكل) يتحدث عن وضع الناصرة وما يحدث فيها، لكن هذا (الكل) عاجز عن إيجاد حل، أو أن (بعض الكل صاحب الكلمة الفصل) لا يريد أي حل لإعتبارات علاقاتية. تعالوا نتصارح بكل شفافية: عندما يقع في الناصرة حادث إطلاق نار على شخص ويصاب بجروح أو يلقى حتفه، فالمواطن العادي وعلى براءته يقوم بتحليل فوري لسبب ما حدث. والغريب في الأمر أن الشرطة الإسرائيلية في أغلب الأحيان لا تعرف شيئاً، أي (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ). بمعنى أنهم طرشان عن سماع الحق وخرسان لا يتفوهون به ، ومصابون بالعمى لرؤية حقيقة ما يجري.
وهنا أتفق مع السيدة ابتسام بما قالته: ماذا لو كان توفيق زهر يهودياً أو سائحاً أميركيا أو أوروبياً؟ أنا أقول لك: لو كان يهودياً لقامت الدنيا ولم تقعد حتى يتبين الجاني، ولكانت الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار مثل خلية نحل للكشف عن حالة مقتل "اليهودي" وكأن اليهودي في إسرائيل خلق من طينة غير تلك التي خلق منها العربي في البلاد، أو أن اليهودي يجري دم في عروقه بينما العربي يجري ماء في عروق جسمه. أمّا لو كان المقتول سائحاً أميركياً، فبدون شك سيكون الحدث بمثابة هزة أرضية بقوة 7 درجات، لأن المقتول إنسان هو بنظرهم بنآدم "فوق العادة" كونه أميركياً، ولو كان أوروبيا لعشنا نفس المشهد.
المعروف في كل دول العالم أن موضوع السلاح هو من مسؤولية الدولة، بمعنى أن الأجهزة المختصة من المفترض نظرياً وعملياً أن تكون على معرفة بكل قطعة سلاح موجودة في المجتمع، حتى لو كانت هناك أسلحة فردية تباع في السوق السوداء أو تدخل البلاد عن طريق التهريب، فإن تلك الأجهزة تملك خيوطاً معينة تمكنها من معرفة كل صغيرة وكبيرة تحدث في المجتمع. هذا من الناحية المنطقية، ولكن أين المنطق في تعامل الشرطة الإسرائيلية مع أي حدث يتعلق بالمواطن العربي؟
ولذلك، نحن متفقون على أن الشرطة مقصرة بحق أمن وأمان المواطن العربي، وما دام الأمر يتعلق بالعرب ( فخّار يكسّر بعضو) لكن الأمر المخزي أن العيب كل العيب فينا أي في المجتمع النصراوي. فلا يمكن التصديق أن الجهات المعنية المسؤولة عن مدينة الناصرة لا تعرف من يقف وراء الأعمال الإجرامية التي تحدث في المدينة. وعلى ما يبدو فإن المصالح المشتركة هي التي تتحكم برقاب العباد والمواطن هو الضحية.
قال لي صديق، انه يودع زوجته من باب المداعبة كلما ذهب إلى الحلاق أو الفرن أو حتى إلى محل خضار لأنه يمكن أن يتعرض لرصاصة (بالغلط!!؟) ويموت. نعم، لقد وصلنا إلى هذه الحالة التي لا تطاق. فهل من منقذ لهذا الوضع يا ترى، أم أن علينا أن نتعايش مع هذا الوضع على أساس" اللي بنقتل الله يرحمو والبقية في حياتكو"؟ ولا أحد يدري في أي محل تجاري ستحدث الجريمة القادمة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة