الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

ماذا لو كان توفيق زهر...

بقلم: ابتسام حنا المعلم

ابتسام حنا المعلم
نُشر: 16/05/19 19:00,  حُتلن: 22:45

ابتسام حنا المعلم في مقالها:

ماذا لو أن الضحية كان مواطنا اسرائيليا يهوديا، أكان قادما من تل ابيب ام من الناصرة العليا، هل كانت الشرطة والوزارة والحكومة ستتذرع بعدم تعاون السكان وبعدم تقديمهم معلومات لمساعدتها في القبض على المجرمين؟

يكفي ان تقول انك تسكن مدينة الناصرة حتى تتحول نظرة العالم لك الى نظرة تقدير واحترام خاصَين لا يتمتع بها الا القليل القليل من مدن العالم.

هذه المدينة التي استمدت أهميتها الأولى من كونها مدينة البشارة حيث بُشرت مريم العذراء بأنها ستكون أم المسيح.
هذه المدينة العربية الوحيدة التي بقي ابناؤها فيها عام 1948، بل استقبلت الاف الفلسطينيين المطرودين من قراهم فأصبحوا أبناء لها.
هذه المدينة التي كانت وما تزال رمزا لبقاء وصمود الفلسطينيين في ارضهم.
هذه المدينة التي ومنذ الفَي عام أصبحت محط أنظار وقبلة الملايين في العالم....
هذه المدينة، الناصرة هل أصبحت مخزنا للسلاح وملجأ للمجرمين ؟؟؟

لأن الناصرة هي مدينة البشارة، فشوارعها تعجُّ بالحجاج والسائحين الآجانب الذين يقصدونها بملايينهم من شتى أنحاء العالم , فماذا لو أن الرصاصة التي أصابت المرحوم توفيق زهر " بالخطأ " , ماذا لو أصابت سائحا أجنبيا في الشارع ؟ وماذا لو كان هذا السائح من دولة أجنبية "عظمى" كالولايات المتحدة مثلا ؟ هل كانت الشرطة ستتخاذل في القيام بدورها ومسؤوليتها في العثور على القاتل ومَن معه وتقديمهم للعدالة ؟ أم كانت ستهتز كل مؤسسات الدولة وتهرول في كل الاتجاهات للقبض على المجرمين ؟ ابتداء من الشرطة ووزارة الأمن الداخلي الى مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة السياحة ... أو ماذا لو أن الضحية كان مواطنا اسرائيليا يهوديا، أكان قادما من تل ابيب ام من الناصرة العليا، هل كانت الشرطة والوزارة والحكومة ستتذرع بعدم تعاون السكان وبعدم تقديمهم معلومات لمساعدتها في القبض على المجرمين؟

كيف يمكن ان يكون هذا هو وضع الناصرة والوسط العربي بأكمله؟ صحيح انه لم يعد هنالك مبرر للدهشة والاستغراب، فمع سنّ الكنيست للقوانين الأخيرة والتي تميّز بصراحة ووضوح بين مواطني الدولة ولا تعطي القيمة ذاتها لحياة اليهودي وغير اليهودي لم يعد مكان للاستهجان وللتساؤل.

ولكن ولكل مَن لا تهمه حياة الناس، ولمَن لا تهمه القيمة والمعاني الروحية لمدينة الناصرة ولا مكانتها الوطنية والاجتماعية ولا يهمه أمن المدينة وسكانها , فلا بدّ ان يهمه مصدر دخله ومعيشته , فالسياحة الدينية هي مصدر دخل هام لدولة اسرائيل ومصدر دخل لمئات العائلات في الناصرة، فالحفاظ على أمن المدينة وأمن سكانها وكل الوسط العربي، هو مصلحة للجميع.
أما قيمة حياتنا وحقنا فيها فنستمدهما من خالقنا الذي خلقنا، وقد خلقنا على هذه الأرض وفي هذه المدينة.

الناصرة في 16.5.2019

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com  

مقالات متعلقة