الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

الشفافية مطلوبة في تحليل انتخابات الكنيست عربياً/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 06/05/19 09:43,  حُتلن: 15:41

أحمد حازم في مقاله: 

يتطرق خليفة في مقاله (وهنا المصيبة) إلى الحديث عما يسمى "لجنة الوفاق الوطني" بصورة إيجابية فيما يتعلق بفشل الأحزاب العربية، رغم أن اللجنة في حقيقة الأمر هي أساس الفشل

صحيح أن الإنتقاد البناء مطلوب يا سيد خالد وهو أمر صحي في المجتمع، لكن "مش كل ما دق الكوز بالجرة" لازم تهاجم الطيبي بسب أو بدون سبب. أنا مع خالد خليفة في إنتهاج الشفافية في تحليل ما أصاب لعرب في انتخابات الكنيست، وأنا معه في التحليل المنطقي العقلاني الشامل، لكني ليس معه في الهجوم الدائم على نفس الشخص لمجرد الهجوم

في الثاني من الشهر الحالي قرأت مقالاً في موقع "العرب" تحت عنوان: "حاجة ماسة من اجل عمل عربي سياسي ووحدوي" لكاتب اسمه خالد خليفة. أنا شخصياً مع الكاتب في الحاجة التي يدعو إليها، ولكني أختلف معه في أمور أخرى وردت في المقال. صحيح أننا نلمس ظاهرة الإكثار من التحليلات حول ما أسفرت عنه نتائج انتخابات الكنيست عربياً، وهذا أمر طبيعي وردّة فعل مشروعة، ومقال الكاتب خليفة يندرج في هذا السياق. البعض ذهبت به عبقريته لى طرح "فكرة إقامة لجنة تقصي حقائق محايدة في ظروف تفكيك المشتركة".. لكن المفروض أن نضع النقاط على الحروف بشفافية، وإعطاء صورة حقيقية (طبق الأصل) لما حدث.

يقول خالد خليفة في مقاله: " هنالك إجماع واسع النطاق على ان ما جرى كان فشلاُ سياسيا ذريعاً للنخبة السياسية العربية الحالية التي قادت كأحزاب الوسط العربي على مدى العشرين عاما الأخيرة". والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا فقط في الأعوام العشرين الأخيرة؟ مذا فعلت هذه الأحزاب للمجتمع العربي قبل تلك الأعوام؟ هل استطاعت مثلاً وقف هدم البيوت ووقف مصادرة الأراضي أو حتى العمل على بناء مدينة عربية كما كانوا يقولون دائماً؟ هل استطاعوا بناء جامعة عربية في منطقة الناصرة خصوصاً وأن المجتمع العربي بحاجة ماسة إلى مثل هذه الجامعة؟
ويتطرق خليفة في مقاله (وهنا المصيبة) إلى الحديث عما يسمى "لجنة الوفاق الوطني" بصورة إيجابية فيما يتعلق بفشل الأحزاب العربية، رغم أن اللجنة في حقيقة الأمر هي أساس الفشل. يقول خليفة: "لقد أوضح أعضاء لجنة الوفاق الوطني في وسائل الإعلام هذا الفشل الذريع من حيث عدم رغبة الأحزاب العربية في العمل والتقدم بإتجاه عمل سياسي منظم يخدم الأجيال القادمة".
صحيح أن من بقي في هذه اللجنة (لأنها تفرفطت) قد تحدثوا عن فشل الأحزاب العربية ووجهوا اتهامات خطيرة للأحزاب، العربية، لكن هؤلاء لم يتحدثوا عن فشل أعضاء اللجنة بالدرجة الأولى، وهم الذين لعبوا دوراً في شق المشتركة من خلال إدخال موضوع التناوب، الأمر الذي أحدث فيما بعد خلافات في تركيبة المشتركة وأسفرت عما آلت إليه من نتائج. بمعنى أوضح: " كل الناس تحكي ما عدا بقايا لجنة الوفاق" لأن السكوت أفضل لهم.
الصديق البروفسور أسعد غانم قالها بكل وضوح في مقال له في موقع "العرب" حول مسؤولية لجنة الوفاق في شق المشتركة نشر في السادس والعشرين من الشهر الماضي، إن أعضاء لجنة الوفاق يتهربون من مسؤولية فشل القائمة المشتركة ويحملونها للآخرين، وهناك "سبب مركزي في تفكك المشتركة هو الخلاف على التناوب، وهذا تم ترتيبه من قبل لجنة الوفاق، وهو شكل فشلا ذريعا ضمن اتفاق إقامة المشتركة"، ويتساءل البروفسور غانم في مقاله وبحق: "أين المسؤولية الأخلاقية في ذلك؟"
نقطة أخرى تطرق إليها الكاتب، ليست بجديدة طبعاً، وهي هجومه المستمر على الدكتور أحمد طيبي. أنا لست هنا في موقع الدفاع عن الطيبي فهو ليس بحاجة لمن يدافع عنه، وللمعلومة فقط،: أنا إعلامي مستقل لا أنتمي للحركة العربية للتغيير أو لأي حزب كان، وقضايا شعبي ومجتمعي العربي هي همي فقط. صحيح أن الإنتقاد البناء مطلوب يا سيد خالد وهو أمر صحي في المجتمع، لكن "مش كل ما دق الكوز بالجرة" لازم تهاجم الطيبي بسب أو بدون سبب. أنا مع خالد خليفة في إنتهاج الشفافية في تحليل ما أصاب لعرب في انتخابات الكنيست، وأنا معه في التحليل المنطقي العقلاني الشامل، لكني ليس معه في الهجوم الدائم على نفس الشخص لمجرد الهجوم.
وفي النهاية لا بد لي من الإشارة إلى أن خالد خليفة فاجأني في مقاله بمعلومة عنه كنت أجهلها وهي: "التنبؤ" على طريقة توقعات " ليلى عبد اللطيف" إذ يتوقع خليفة: "استمرار الخلافات والمناكفات بين أعضاء الكنيست في القائمتين العربيتين، وأن ضبابية ستسود في من يترأس قائمة الجبهه و التغيير". قولوا معي: شر البلية ما يضحك.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة