في مجموعته القصصية الجديدة، "غبار الثلج"، الصادرة هذا الأسبوع عن دار راية للنشر، يضيف الأديب الفلسطيني الكبير محمّد نفّاع لبنةً أخرى إلى معماره السرديّ المترامي الذي يشكّل نشيدًا جماليًا بالغ العذوبة لامتزاج البشر والطبيعة والطقوس في مكان محدّد ومحبّب هو الجليل.

وتشمل المجموعة الواقعة في 144 صفحة، 10 قصص قصيرة يقترب بعضها من حدود الرواية القصيرة؛ النوفيلا، مثل قصّة "غبار الثّلج" التي تحمل المجموعة القصصية اسمها، وهي تمثّل بعض أبرز ملامح أدب نفّاع خصوصًا لجهة احتفائه الغنائي الذي يقترب من حدود الملحمية بطبيعة الجليل الساحرة، وفي ترصيع سرده بمنتخبات من الشعر العربي القديم وأبيات الزجل والمأثورات، والتداعي والاستطراد والتنقل بين أكثر من زمن في اللحظة نفسها.

ويحضر حبُّ الصّبا والشباب، مُستعاداً ومحتفى به، في اندفاعاته وتبرّمه بالعادات والتقاليد الصارمة والحدود الاجتماعية، في أغلب قصص المجموعة، حتّى أمكن أن يقال بثقة إن "غبار الثلج" بأجوائها وشخوص قصصها وأحداثها تشكّل استعادات حكيمة لاشتعالات العاطفة المشبوبة لأمكنه ووجوه أليفة وأجساد نابضة بالحب والحياة، يستعيدها الكاتب بثقة من عاش وحلم، وبحكمة من رأى، وبتروّي من خبِرَ، متنقّلا بين عوالمها الممتدة على اكتر من نصف قرن من الزمن.

تجدر الإشارة إلى أنّ "غبار الثلج" هي المجموعة القصصيّة السادسة للكاتب، بعد مجموعات " أصيلة"، 1975/ "وُدّيّة"، 1976/ " ريح الشّمال"، 1978/ " كوشان" 1980/ "التفاحة النهريّة"، 2011.