سراج الأقصى لن ينطفئ الدم لن يتجمد في العروق :
على كل مسلم وعربيّ يجب أن يكون له كيانا ووجودا ليحس بأن له كرامه وشهامة وجذور على هذه الأرض.
هكذا كانت امتنا في عهد الإسلام وكذلك في الجاهلية. أعجبت وأعجبت.. وسررت وسررت.. وانشرح صدري لما رأيته في ليلة الجمعة قبل الأخيرة لجموع المصلين التي ملأت باحات  المسجد الأقصى حينما صلّيت المغرب بعد الإفطار والعشاء والتراويح وأتبعتها بصلاة فجر الجمعة ثم صلاة الجمعة الظهر.
 بعد المبيت في أحد الفنادق في القدس الشريف أنا وزوجتي في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل . وذلك من فضل الله علينا وهذا الفضل الذي عم الجميع والحمد لله .
وسررت أيضا لدروس المشايخ الأفاضل قبل الخطبة وكذلك لخطبتيّ الجمعة التي تحدث من خلالها المشايخ وخطيب الجمعة عن المفاوضات العبثية التي لا معنى لها ولا فائدة .
وكذلك خاطب الخطباء جموع الشرطة المحتشدة على بوابات الأقصى .
وكأن حشود الشرطة تحثُ المسلمين  على الصلاة في الأقصى ولن  تنال  هذه العصابة إلا الوقوف تحت وطأة الحر دون فائدة . بل كانت الفائدة للمسلمين بالرد على هذه الوقفة الصلاة والاعتكاف والمبيت في المسجد الأقصى المبارك .
تذكرت قول الله تعالى  : (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).
لن يهمّنا ما قدّمنا وما نقدم من شهداء وتضحيات في سبيل الأقصى وغيره من المقدسات الإسلامية والعربية  .
إننا  نصبر ونحتسب شهدائنا عند الله أحياء يرزقون وفرحين بإذنه تعالى . إن الصبر شعارنا والاحتساب غايتنا . (الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولائك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) .
نستشعر هبة الأقصى ونستذكر شهداء الأقصى ونرفض كل الرفض من كانوا شركاء في التضحيات في سبيل الوطن والمقدسات واليوم هم وسطاء في سبيل المفاوضات العبثية .
كمؤتمر  الخريف الذي وصفته في مقالات سابقة (مؤتمر خرا ريف) . وتارة (ساقط كأوراق الخريف).
نحن نحيّ مشايخ الأقصى الأفاضل. أتحفونا وفقهّونا دينيا واجتماعيا وسياسيا في تلك الجمعة المباركة بارك الله فيهم وجزاهم الله عنا وعنكم خير الجزاء .
وكيف تكون حال المفاوضات بين اللحم والسكين أو الضحية والجلاد؟ ...
 إن بعض القادة اليهود ومن الشعب أيضا يقرّون بأن هذه المفاوضات عبثيه ومضيعه للوقت .
فيا أيها العرب ويا قادة العرب لماذا لا تستعيدون ثقتكم بأنفسكم ؟ ولماذا لا تعيدون إلى  بما تسمّى الجامعة العربية حيويتها وقوتها ؟ ولماذا أيضا لن تستمدوا قوّتكم من شعوبكم المكبوتة ؟.
إن مقدساتنا الإسلامية والعربية هي جذورنا نستمد منها عقيدتنا فهي روحنا, راسخة في أذهاننا .
لا ولن ننسى شهدائنا رحمهم الله وأسكنهم أعلى الجنان بإذنه تعالى .
وكذلك نحي السجناء على صمودهم وعلى صبرهم لما قدموه من تضحيات وتوصيات للمصالحة الوطنية التي باتت مفقودة  للصف الفلسطيني وأبقته  ممزق والعياذ بالله .
  إن دم شهدائنا على عتبات الأقصى وفي قرانا ومدننا سطّر كلمات تقول سراجك يا أقصى لن ينطفئ . ونحن نقول دمنا لن يتجمد في العروق . نسأل الله أن يرزقنا في المسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والعربية صلاة غير خائفين ولا وجلين . آمين .. آمين ..