الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 18:01

عرب جيّدون في انتخابات الكنيست/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 15/04/19 09:48,  حُتلن: 16:12

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

هناك هزة من نوع آخر أصابت المجتمع العربي في البلاد، وهي ليست جيولوجية إنما هزة انتخاببة مخيفة، دفعت بالدكتور ثابت أبو رأس إلى نشر مقال له في" موقع العرب" بعنوان "الزلزال"

إذا كانت الهزة الأرضية القوية تترك وراءها ضحايا ودمار، فإن زلزال انتخابات الكنيست الـ21 أسفر أيضاً عن دمار ليس في الأبنية بل في السياسة

أجمع علماء الجيولوجيا على أن الزِّلْزال المعروف شعبياً بــ"هزة أرضية"هو عبارة عن إهتزاز ارتجاجي لسطح الأرض أو مجموعة من إهتزازات إرتجاجية متتالية، ويحدث الزلزال نتيجة لأنشطة البراكين أو لوجود انزلاقات في طبقات القشرة الأرضية. وقوة الزلازل متفاوتة تصل إلى 12 درجة حسب مقياس ريختر علماً بأن درجات الدمار وسقوط ضحايا تبدأ من ست درجات، هذا على ذمة العلماء.

لكن هناك هزة من نوع آخر أصابت المجتمع العربي في البلاد، وهي ليست جيولوجية إنما هزة انتخاببة مخيفة، دفعت بالدكتور ثابت أبو رأس إلى نشر مقال له في" موقع العرب" بعنوان "الزلزال". وإذا كانت الهزة الأرضية القوية تترك وراءها ضحايا ودمار، فإن زلزال انتخابات الكنيست الـ21 أسفر أيضاً عن دمار ليس في الأبنية بل في السياسة. أليس فقدان 3 مقاعد في الكنيست ومقاطعة الإنتخابات بشكل احتجاجي وتدفق عشرات آلاف أصوات العرب للأحزاب الصهيونية هو دمار سياسي؟
وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي وجود الفئة اجتماعية تقاطع إنتخابات الكنيست منذ فترة طويلة من ناحية مبدئية لأن موقفها من الكنيست موقف مبدئي لا تتخلى عنه. لكن الذين قاطعوا اتتخابات الكنيست هذه المرة فإنهم فعلوا ذلك إحتجاجاً على سلوكيات تواب المشتركة واختلافاتهم حول المقاعد والتي أدت إلى تفكك المشتركة. هذا الأمر هو الذي أثار غضب الشارع العربي، أنا أتفق مع الدكتور أبو راس في أمور وردت في مقاله ولا أوافقه الرأي في أمور أخرى. فأنا اتفق معه "في الحاجة الى اقامة لجنة تحقيق محايده لهذا الزلزال السياسي" ولكن كيف؟ هل برأيك يا دكتور أن تشكيل مثل هذه اللجنة سيؤدي إلى نتيجة؟ وهل أصحاب العلاقة أنفسهم يوافقون على المساءلة؟ لا أعتقد ذلك لأن التحقيق ليس رسمياً. وإذا كان المقصود بالتحقيق تقديم دراسة عما حصل فأنا أعرف منذ الآن رد هؤلاء على الدراسة: "خليهن ينقعوها ويشربو ميتها".
النقطة التي إختلف حولها مع الدكتور ثابت، قوله: إن ضرب لجنة الوفاق وتهميشها على يد بعض القيادات أساء جدا للعمل الحزبي العربي في البلاد. ولجنة الوفاق كان لها دورا تاريخيا بإقامة المشتركة في العام 2015 لا يمكن القفز عنه.
قبل كل شيء علينا تبني المنطق في أي تحليل. الواقع يقول أن ما يسمى "لجنة الوفاق" فرضت نفسها على المشتركة ولم يكن تأسيسها إرادة جماهيرية أو بطلب من أي جهة سياسية، وهذا ما أكده لي عضو فيها، وهذه اللجنة لم تكن عادلة في إختيار تركيبة المشتركة السابقة وبشهادة بعض النواب. كما أن أعضاء اللجنة لم يكونوا مستقلين وكانوا على خلاف فيما بينهم وانسحب البعض منها ، وليس سراً أن إثنين فقط منها كانوا مرجعية لها. وأكتفي هنا فيما يتعلق بلجنة الوفاق، لأن المخفي أعظم. قد يكون لهذه اللجنة دوراً تاريخيا، لكن في زرع الخلاف بين بعض مركباتها.
الزلزال بالمفهوم العام يحدث فجأة، لكن زلزال انتخابات الكنيست الــ21 كان الجميع من ناخبين ومرشحين على علم بحدوثه يوم التاسع من هذا الشهر، لأن كافة المؤشرات كانت متوفرة، كان من المفروض بالمرشحين تفادي وقوع هذا الزلزال لو كانت النوايا سليمة ، ولو كان هناك "شوية" تنازل من البعض لأجل المصلحة العامة التي طالما ينادون بها. التحذيرات من العواقب كانت من كل حدب وصوب والتهديدات بالمقاطعة كانت تسمع ليل نهار، ولا حياة لمن تنادي. فكانت النتيجة مساء التاسع من الشهر الحالي بمثابة فاجعة بشكل عام للمواطن العربي.
لكن من جهة ثانية هناك وجه آخر معيب للناخب العربي. بالله عليكم أليس أمراً مخزياً أن يذهب حوالي 130 ألف صوت من الأصوات العربية للأحزاب الصهيونية بما فيها أحزاب يمينية تعمل علانية ضد العرب مثل "الليكود" و "يسرائيل بتينو" واتحاد "أحزاب اليمين" و"اليمين الجديد" وغيرهم. وهؤلاء عشرات الآلاف الذين أهدوا أصواتهم إلى نتنياهو وليبرمان يستحقوا أن يكتب عنهم الباحث والمؤرخ الإسرائيلي د. هيلل كوهين الجزء الثاني من كتاب "عرب جيدون".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

 

مقالات متعلقة