الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

المقاطعَــة فاجِعَــة سياسيّــة/ بقلم: مارون سامي عزّام

مارون سامي عزّام
نُشر: 08/04/19 13:54,  حُتلن: 17:23

مارون سامي عزّام في مقاله: 

لذا لا نريد لهذه المقاطعة القاطعة لجذورنا السّياسيّة، أن تؤثّر على الجيل الجديد من النّاخبين غير المنفتّحين سياسيًّا على السّياسة المحليّة الدّاخليّة لعرب إسرائيل

أيّها المرشّحون العرب، أطالبكم بإزالة دعاياتكم الانتخابية من مدننا وقرانا العربية، لا نريد رؤية صوركم مُعلّقة في الشوارع والأماكن العامّة، لإبراز وجوهكم المألوفة لنا، فإنّها على ما يبدو لم تعُد تُجدي بعد اليوم

الصوت العربي يرعب اليمين وخاصّة مدير تلفزيون ليكود تي في، نتنياهو، وهذا يعني أنّ صوتنا ما زال وسيبقى قوة مؤثرة، لذلك المقاطعة تعزز الرجعية السياسية

أيّها النوّاب العرب المرشّحون لانتخابات الكنيست الحادية والعشرين، توقّفوا عن حملاتكم الانتخابية الرّقميّة، التي تبثّونها عبر موقع الفيسبوك، كي تتواصلوا مع ناخبيكم... توقّفوا عن نشر دعاياتكم الانتخابيّة عبر الصّحف ومواقع الإنترنت، لتؤثّروا على الجيل الجديد من النّاخبين، لأن إعصار المقاطعة المتوقّع في التاسع من نيسان، سيجتاحكم، وسيقتلع مقاعدكم التمثيلية من البرلمان الإسرائيلي! وذلك إرضاءً لبعض المروّجين لهذه المقاطعة المرفوضة، التي ستعود على المواطن العربي بمزيدٍ من الويلات التشريعيّة السّياسيّة.
عشيّة انتخابات 1996 والتي جاءت في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين، هناك من نادى بمقاطعة الانتخابات العامّة، احتجاجًا على مجزرة قانا، خلال احتلال إسرائيل لجنوب لبنان، ولكنها لم تلقَ تجاوبًا حقيقيًّا، لأن الإعلام العنكبوتي المتمثّل بالإنترنت، لم يكن قائمًا، كما هو اليوم، إذ كان حينها يحبو على أرض التّطوّر التّقني، أمّا اليوم، فإن انتخابات المجالس المحليّة والكنيست، جعلت المرشّحين ينقلون معاركهم من الشّارع التقليدي، إلى باحات الفيسبوك الإلكترونيّة الحديثة، التي باتت بُؤر تفاعليّة فعّالة جدًّا، تؤثّر على عقول الشّبان الذين سيصوّتون لأول مرّة.
لذا لا نريد لهذه المقاطعة القاطعة لجذورنا السّياسيّة، أن تؤثّر على الجيل الجديد من النّاخبين غير المنفتّحين سياسيًّا على السّياسة المحليّة الدّاخليّة لعرب إسرائيل، فهذا الجيل الذي يجهل حتّى تاريخ بلاده، لا نريده أن يجهل أيضًا أهميّة التّصويت... أن نحرمه من ممارسة حقّه الأساسي في بلورة وعيه السّياسي الأوّلي الذي سيفتح أمامه بوّابة التعرّف على هويّته السياسيّة العربية المحليّة.
تشير الأبحاث الأخيرة أن الذين يصوّتون أول مرّة، مُعرّضون أكثر لموجات التأثُّر بما يدور حولهم من أحداث، عندها ستكون عجينة تفَهمهم للأوضاع السّائدة، معجونة بالتّطرف الأيديولوجي غير المحمود. التصويت الأوّل، أعتبره بداية مراسِم النضوج الفكري... لذلك لا نريد لهذا الجيل من النّاخبين أن يشارك في مراسِم مقاطعة انتخابات الكنيست، الذي يدعو له بعض المنتفعين. رغم كل المساوئ التشريعيّة لهذا المقر التشريعي الإسرائيلي المحشو ببطانة العداء للعرب المخفيّة في جيوب النوّاب الإسرائيليين الحاقدين، فإنّي أناشدكم أن تصوِّتوا، فالمقاطعة فاجعة.
أيّها المرشّحون العرب، أطالبكم بإزالة دعاياتكم الانتخابية من مدننا وقرانا العربية، لا نريد رؤية صوركم مُعلّقة في الشوارع والأماكن العامّة، لإبراز وجوهكم المألوفة لنا، فإنّها على ما يبدو لم تعُد تُجدي بعد اليوم، لأن حِبال المقاطعة تشُد ببعض المواطنين نحوها، كي تمنعكم من الوصول إلى عقر دار الشرعية!! فساعتئذٍ ستقعون في فخ اليمين الذي ينصبه لكم موسميًّا، لذا عليكم أن تكثّفوا جهودكم الدّعائيّة بين المواطنين، أن تنزلوا بكثافة إلى الشّارع، من أجل التقرّب من مفاهيم الجماهير المعبّأة بالآراء المسبقة عنكم، لتمنعوا وقوع هذه الفاجعة السياسية المسمّاة بـ "المقاطعة"!!
الصوت العربي يرعب اليمين وخاصّة مدير تلفزيون ليكود تي في، نتنياهو، وهذا يعني أنّ صوتنا ما زال وسيبقى قوة مؤثرة، لذلك المقاطعة تعزز الرجعية السياسية، تساعد على انتشار وباء التحريض المُعادي للعرب، في المجتمع الإسرائيلي، وسأقول لكم كما قال عرّاب المحرّضين نتنياهو، إنّما بصيغة أخرى: هيّا تدافعوا وهرولوا في 9/4/2019 نحو صناديق الاقتراع... ولا تفسحوا المجال للمنادين بمقاطعة الانتخابات، أن ينالوا مرادهم السياسي البغيض، والذي سيسد على النوّاب العرب آخر متنفّسٍ لنا في أجواء هذه الدّولة الخانقة بالتمييز، وأقولها ثانيةً، المقاطعة فاجعة سياسيّة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة