الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

رفات جندي إسرائيلي هدية بوتين لنتنياهو قبل الإنتخابات/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 08/04/19 09:17,  حُتلن: 09:19

أحمد حازم:

هذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها بوتين إخلاصه لإسرائيل ولصديقه نتنياهو. فقد أقدمت روسيا بوتين في الثامن من شهر يونيو/جزيران عام 2016

قبل موعد انتخابات الكنيست بأيام قليلة، تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من صديقه الرئيس الروسي بوتين، هدية لا تقدر بثمن كبرهان على الصداقة الحميمة بينهما بشكل خاص وبين روسيا وإسرائيل بشكل عام. ولم يكن نتنياهو يتوقع أن يكون إخلاص بوتين لإسرائيل بهذا الحجم. ولكن ما هي هذه الهدية ولماذا تمت في هذا الوقت بالذات.

في الحادي عشر من شهر يونيو/حزيران عام 1982 وأثناء الغزو الإسرائيلي للبنان، جرت معركة بين قوات سورية وإسرائيلية في بلدة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني، خسر فيها الجيش الإسرائيلي عدداً من الجنود والدبابات، وتقول المعلومات المتوفرة ان القوات الإسرائيلية فشلت في تدمير دبابتين معطلتين تركتهما خلفها، واستعادتها القوات السورية في اليوم التالي، وتعرض الآن واحدة في متحف بانوراما حرب تشرين في دمشق. أما الثانية فقد قدمتها سوريا فيما بعد لروسيا كهدية من القوات السورية.
وما زال هناك ثلاثة جنود إسرائيليين غير معروف مصيرهم.بينهم الجندي زاخريا بوميل، الذي عثرت القوات الروسية في سوريا على رفاته مؤخراً وسلمته بدون مقابل للسلطات الإسرائيلية في الثالث من الشهر الجاري. يا سلام عليك يا بوتين شو مخلص.

هذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها بوتين إخلاصه لإسرائيل ولصديقه نتنياهو. فقد أقدمت روسيا بوتين في الثامن من شهر يونيو/جزيران عام 2016، على تسليم إسرائيل الدبابة الإسرائيلية التي أهدتها سوريا لروسيا والتي كانت موجودة في متحف سلاح المدرعات في موسكو. فهل يوجد بعد هدايا من بوتين لنتنياهو فبل الإنتخابات؟
وكالة الصحافة الفرنسية"فرانس برس" ذكرت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قوله خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو، إن الجيشين الروسي والسوري عثرا على رفاة الجندي الإسرائيلي زاخاريا بوميل المفقود منذ حرب لبنان عام 1982. القناة الإسرائيلية الثالثة عشر ذكرت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن روسيا ساعدت إسرائيل على تحديد موقع جثة بوميل واستعادتها. أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فقد نقلت عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف قوله في شهر سبتمبر/أيلول العام الماضي، إن القوات الروسية في سوريا تساعد في عملية بحث خاصة عن رفات الجنود الإسرائيليين الذين فقدوا في معارك سابقة.
بوتين قدم رفات الجندي الإسرائيلي على طبق من ذهب لنتنياهو وبدون أي صفقة لصالح الفلسطينيين. رغم أن بوتين يعرف تمام المعرفة أن القضية الفلسطينية الآن في أزمة وبحاجة إلى تحريك ودعم خصوصاً بعد قرارات ترامب. لو كانت المصلحة الفلسطينية تهم بوتين، لترك هذا الأمر للفلسطينيين لمفاوضة إسرائيل حول إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل الرفات، لكن وكما يبدو فإن بوتين غير مهتم بالأسرى الفلسطينيين مثل اهتمامه بمصلحة إسرائيل وخصوصاً بصديقه نتنياهو، الذي نزلت عليه هدية بوتين من السماء كدعم في غاية الأهمية في انتخابات الكنيست، لأن استرجاع رفات الجندي زاخاريا يعتبر دعماً انتخابياً كبيراً لنتنياهو
القيادي في “الجبهة الشعبية – القيادة العامة” أنور رجا، القريب حداً من نظام الأسد، لا يريد الإعتراف بما حصل وغرد خارج السرب. فقد ادعى بأن مجموعات إرهابية في مخيم اليرموك هي التي سلمت رفات الجندي الإسرائيلي إلى تل أبيب عن طريق تركيا. وهذا يعني أن أنور رجال "يكذب عينك عينك" ولا يريد قول الحقيقة التي قالها الزعيم الروسي بوتين نفسه.
تاريخ روسيا يشهد على إخلاصها لإسرائيل منذ بداية تأسيسها، وليس فقط في عهد بوتين: فهي أول دولة اعترفت بها يعني قبل الأمريكان وبريطانيا، وهي التي سمحت بهجرة ملايين الروس البهود ‘لى إسرائيل. حتى أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أعلن في الحادي عشر من شهر فبراير/شباط الماضي في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية حرص بلاده على أمن إسرائيل.
يقول الباحث السياسي الروسي (من أصل لبناني) حسين سمور،" ان ما يجمع روسيا وإسرائيل هو الرابط الديموغرافي الذي جعل من تل أبيب أقرب لموسكو من خلال تواجد ملايين اليهود الروس في إسرائيل، حيث يشكل هؤلاء حوالي 13% من سكان إسرائيل حاليا، هذا عدا عن أن هذه النسبة بمجملها تتكون من رجال أعمال متمولين وسياسيين وأصحاب قرار في إسرائيل، إضافة إلى ذلك، يتكون المجتمع الروسي من نسبة غير قليلة من اليهود الروس الذين يتولون مناصب رفيعة وحساسة في الدولة، كما للمجتمع اليهودي حصة كبيرة في الاقتصاد الروسي من خلال رجال الأعمال والشركات والتدفقات المالية بين البلدين"
والسؤال المطروح الآن: هل العرب ما زالوا يعنبرون روسيا حليفاً قوياً بعد كل الذي فعلته روسيا لإسرائيل سابقاً وحالياً، وما الفرق بين روسيا والولايات المتحدة سياسياً تجاه العرب عامة والفلسطينيين خاصة، في ظل التسابق فيما بينهما لكسب ود إسرائيل ؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة