الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 03:02

اسلامفوبيا من حيفا إلى العالم


نُشر: 07/10/08 07:21

قبل أشهر شاركت في إحدى جلسات الوعظ الديني التي تقيمها مؤسسة القلم في جامعة حيفا بدافع الإصلاح الاجتماعي, أقيمت هذه الجلسة التي تكون أقصى مدتها نصف ساعة في فناء سكن الطلبة "اللوبي", وقبل خمس دقائق من انتهاء الدرس توجه إلينا أمن الجامعة لتفريقنا بحجة أننا ننشر أفكارا ومضامينا تتعارض وتوجه الجامعة, لا أعرف من أين لهم ترجمة هذه المضامين ليتوجهوا إلينا بهذه الطريقة الاستفزازية رغم أنه لعددنا القليل لا يمكن تعريفنا قانونا "تجمع" وأنه كان بإمكانهم تفريقنا بمجرد الإدعاء بأننا نزعج النزلاء إلا أنهم آثروا استفزازنا وإبداء ما تخفي أنفسهم من تخوف جراء المد الإسلامي في جامعات إسرائيل.
في منتصف تموز بدأت فترة إلتحاق طلاب من خارج البلاد بجامعتنا, وألحق إلى سكني هناك طالبان من الشرق الأقصى, بعد أيام أفاجأ بأحدهم ينهال عليّ بوابل من الاسئلة: متى أتى العرب إلى إسرائيل؟! لماذا سلب العرب أراضي اليهود وإقتصوها؟! لماذا تركوا العالم كله وأتوا ليقاسموا إسرائيل أرضها الصغيرة؟!, في البداية اعتقدت أنه يخطئ بتصريف الانجليزية والفاعل والمفعول به, إلى أن حدثني بأفلام شاهدها خلال محاضرة ألقيت أمام الطلاب الأجانب الملتحقين بالتعليم الصيفي, عن تاريخ إسرائيل في هذه الأرض ومعاناتها مع العرب وما تتكبده من خسائر في الأرواح جراء مواجهتها الإرهاب الإسلامي الذي يمتهنه العرب في هذه المنطقة وعن الحرب النفسية التي يشنها الفلسطينيون على المواطن الإسرائيلي في بيته.
قبل أيام وتزامنا مع عرض فيلم "فتنه" الهولندي في القدس, قدِم إليّ زميلي وفي حاسوبه النقال عرض على محرك الشرائح  بدعوة صريحة لمحاربة الإسلام, عرض لرسوم وصور حول ممارسات لمجتمعات إسلاميه من صور لإحياء الشيعة إستشهاد الحسين (ع) إلى إعدام مفكرين في إيران, إلى ذبح الأسرى الأجانب في العراق, إلى صور أطفال بالكوفية الفلسطينية يحملون السلاح, وقد حصل على هذا العرض من الطلاب الأجانب, ورغم انه في اليوم التالي كان لدي امتحان سنوي في علم النفس إلا أن ما تعلمته لم يسعفني تلك الليلة في الاسترخاء والانقطاع عن التفكير في ظاهرة الترهيب من الإسلام والتنفير عن كل ما هو مسلم.
هذا الإبداع في تصوير الدين الإسلامي كدين إرهاب وعنف, كمنظومة فكريه تعبث بحقوق الإنسان وحريته, كمضطهد للمرأة  يعدمها رميا بالرصاص لمجرد أنها خرجت من بيتها دون حجاب. مستغلين بذلك جهل هؤلاء القادمين عبر أعالي البحار, لينفثوا في عقولهم الجوفاء سم إعلامهم, ليدفعوهم إلى التحيّز والتحامل على الإسلام, ليروجوا أن حربهم على الشعب الفلسطيني الأعزل ما هي إلا جزء من محاربة الإرهاب العالمي, ليزرع كل طالب منهم عند عودته إلى دياره سم أفكار الصهيونية بأن الإسلام هو الخطر الداهم الذي يهدد أمنهم وحضارتهم. تتفنّن إسرائيل بإلباس الإسلام عباءة الهمجية والبدائية مستندة إلى ممارساتنا الخاطئة كمجتمع ذو تقاليد محليه ( الشعوذة والثأر و..) وخلطها بالإسلام كعقيدة تحوي هذه الجاهليات, ترسمه بأقبح ألوان الراديكالية تنسج من خيالها سيناريوهات وحشية عن وجودنا في إسرائيل لمنح انتهاكها المقدسات وحقوق مواطنيها العرب مصداقية الضرورة الأمنيه. 
وأتساءل عن دور لنا في مجابهة هذا التعميم والتضليل في خلط الإرهاب والجهاد المشروع ضد أشكال الاحتلال العسكري والفكري من اجل حق تقرير المصير باعتباره حقا مقدسا غير قابل للتفاوض وفق منهج السياسة الغربية (نقاط ويلسون).
إن الوضع في العالم وبحكم كل الديانات السماوية ما هو إلا حرب بين اليهود والمسلمين يكون ميدانها ارض المحشر, ولذلك يعد اليهود عدتهم لهذه الحرب ويحشدون أجنادهم وينفخون بأبواق الموقف الحاسم, ابتداء من مسخ الهوية الإسلاميه ومحو معالمها من خلال الحرب العشواء على الحجاب والتجمعات الإسلامية. وهنا أرى أن قمة جهادنا وإسلامنا هو مكافحة إنتشار النظرة الدونية للإسلام, وذلك من خلال الإعتصام بعروته والإستسقاء من منابع سننه والمحافظة على هويتنا كخلفاء الله على الأرض وكشهداء على الناس بأخلاقنا وتعاملاتنا, فلو أن بناتنا إحتجبن بالزيّ الشرعي وقبله بعفاف الإسلام  لكان هذا دحرٌ فكري وعملي لإنتشار عقدة رُهاب الإسلام ومطاردة المعالم الإسلامية وهتك عفة الأمة المسلمه.
 فقد قامت جامعة بئر السبع ووزارة الخارجية الاسرائيليه بإنشاء موقع "قرآنت" لتفسير القرآن الكريم وفق معايير العالم الجديد وترسيخه تربويا, ولو كانت إسرائيل تسعى لترسيخ الديانات تربويا لكان الأحرى بها إن تنشأ موقعا لتفسير التوراة, لكن " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر" يسعون لتشويه معاني الإسلام وآياته الأسمى, وعلى سبيل الخطوة العملية لا التنظير لا بد لنا من حفظ القرآن والتدبر في تفسير علمائنا الثقة حرصا منا على عدم تذويب هويتنا وفق معاييرهم الجديدة, كي لا نكون من حيث لا نعلم سيفا بأيديهم على نحرنا " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق".
وقامت السلطات بإغلاق مقر مؤسسة الأقصى لتستمر في انتهاكها حرمة أولى القبلتين  لتضرب عرض الحائط مشاعر المسلمين وتكسر شوكتهم بعد يوم من مهرجان "الأقصى في خطر" وبعد كشف الحركة الاسلاميه الخرائط الاسرائيليه للجسور عبر باب النبي  "حارة المغاربة", وأرى في هذه المحنه الحالكة أنه واجب علينا أن نكون تبنة في لبنة من لبنات بيت المقدس, أن نوهّج مشاعل قوافل البراق إلى إعماره وفي هذا مكافحة للتحامل على الإسلام ونشر الترهيب والتنفير منه.
وفي الأسبوع الماضي تم عرض فيلم "فتنه" الهولندي الذي يطعن بالإسلام برعاية برلمانيين إسرائيليين وأوروبيين الذين أعلنوا في ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقدوه في القدس تحت عنوان "لنواجه الجهاد" عن إقامة تحالف دفاعي من اجل الحيلولة دون إنتشار الإسلام في العالم. وأكتفي بهذا من تصريح وحث على كره الإسلام. فقد ينفد المداد والورق في وصف الهجمة العشواء على الإسلام في المجتمع الدولي ودور الصهيونية وإسرائيل في إنتاج وتفعيل فكر رُهاب الإسلام. ما كنت أروم إليه هو دعوة للتمسك بإسلامنا  وحرماتنا وأقصانا الحبيب لنبقى مصابرين فيه مرابطين على هذه الأرض قاهرين لأعدائنا لا يضرنا من خذلنا حتى يأتي أمر الله.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.05
EUR
4.71
GBP
242936.74
BTC
0.52
CNY