الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

نحو انتخابات الكنيست/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 28/03/19 07:42,  حُتلن: 10:23

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية في التاسع من نيسان المقبل ، تحتدم المعركة بين الأحزاب الصهيونية ، وخاصة بين حزبي الليكود بزعامة بيبي نتنياهو وحزب الجنرالات ازرق ابيض بزعامة غينتس ، وكل حزب يحاول قد الامكان اضفاء صفة الاستقامة على حزبه وتحيزه لمصالح الدولة ومواطنيها ، وبانه يمينيًا أكثر من الآخر ، للحصول على أصوات اليمينيين والفاشيين العنصريين ، لتحقيق الانتصار والفوز برئاسة الحكومة القادمة . وبهدف تحقيق مكسب انتخابي شن نتنياهو عدوانًا غاشمًا على قطاع غزة ، فيما يتلقى الدعم من صديقه الرئيس الأمريكي ترامب ، الذي أهداه السيادة على هضبة الجولان السورية . بينما حزب ميرتس فيحاول استعادة عافيته واقتناص أصوات العرب من خلال ترشيحه عضوين عربيين في مواقع متقدمة في قائمته .

أما في الناحية العربية فهذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها ، ولأول مرة تسود حالة من اللامبالاة والركود والخمول ، وهذا نابع من تفكك القائمة المشتركة ، ونتيجة خيبة الامل من قيادات الأحزاب العربية ، ومن ممارساتها ومسلكياتها عشية تشكيل القوائم الانتخابية .

وللأسف الشديد أن أحزابنا العربية لم تطرح أي برامج انتخابية مستقبلية ، بل رفعت شعار اسقاط اليمين الاسرائيلي ، وترهب الجماهير به كما يرهب شيوخ السلفية الناس بعذاب القبر ، وغدا هذا الشعار سمفونية ممجوجة مثيرة للسخرية واستخفاف بعقول ووعي الجماهير، فالجميع يدرك أن المجتمع الاسرائيلي أصبح بمجمله مجتمعًا يمينيًا واكثر تطرفًا وعنصرية وعدوانية ، ومثل هذا المجتمع لن يفرز سوى قوى وأحزاب على شاكلته ، وما كان يسمى بأحزاب صهيونية يسارية انتهى تاريخها ولم يعد بمقدورها الصمود أمام العدوانية الاحتلالية وغول التطرف ضد الجماهير الفلسطينية ، وهي تنافس اليمين العريق والمخضرم وتسوق نفسها على أنها أكثر كفاءة في التنكر للحق الفلسطيني وفي تصفية المشروع الوطني الفلسطيني . ولذلك فالنتيجة معروفة سلفًا ، وهي فوز اليمين الفاشي ، ومواصلة الترويج للشعار المستهلك لن يجدي نفعًا ولا يغطي عورات هذه الأحزاب وقياداتها .

وعلى ضوء التوقعات وقراءات المحللين للخريطة الانتخابية فإن اليمين المتطرف سيشكل الحكومة القادمة ، ولن يكون أي جسم مانع ، في حين أن الاحزاب العربية ستتلقى ضربة شديدة وموجعه هذه المرة ، بفعل طوفان المقاطعة ، وثمة قوائم وأحزاب لن تجتاز نسبة الحسم . ولعل ذلك يشكل ضوءً أحمر ودرسًا لهذه الاحزاب ، بأن تقوم بمكاشفة حقيقية ووقفة مع الذات واستخلاص العبر من الماضي . فالجماهير ليست منبع أصوات أو قطيع مواشي ، فهي تمهل ولا تهمل ، وستقول كلمتها الأولى والاخيرة في يوم الانتخابات الوشيك . 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة