الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 17:02

المِصباحُ الذي لم ينطفئ/ بقلم: عطاف مناع صغير

عطاف مناع صغير
نُشر: 19/03/19 07:28,  حُتلن: 07:31

يا أُمي!
في عيدكِ من كلِّ سنةٍ
كانتْ تَحلو ليَّ الْكلمات
يَفيض وجداني زهوًا
أداعبُ حلوَ الألفاظ التَّعابير والحِكايات
أنثرُها على مسمعَيك وأُكثرُ من الأطْراء
ينتابُكِ الفرحُ وتُشرقُ عيناكِ
بالرضَا والهناء
أتدلَلُ من حولِك تَزدادين بالاحاديث والدُّعاء
أجالسُك وقتًا
تأخذني السَّكينة الى شوارعِ الراحةِ
تَشدنِي مَشاربُ الأحلام هنيهات
أصمتُ..... ! تسأليني عن شُرودي
تتفحصينَ مَكنونات صدرٍ
إتْكأَ على ذراعيك آلاف المرات
في مغيبِ يومٍ وإشْراق
يا امي!
في كل يومٍ كنتُ أسعى ابْتغي فيه رِضاكِ للحَظات
تِبْتسمُ ليَّ الأرضُ إزهاراً
السَّماء أنجمًا والقمُر نورًا والشَّمس ضِياءً
تتراقصُ حَباتُ المطرِ من حولِي سَعادةً
من فيضِ حبٍ واغْتباطِ
تَنبت السُّهولُ والمروجُ أعشابًا واخضرارًا
وشفقٌ يتلألأُ تفاؤلًا وآمالًا..
يا امي !
كُنتِ ليَّ سكينةُ الرُّوحِ في الصُعودِ
ونسيم البَرِّ والبَحْرِّ في الأنْحدارِ والهُبوطِ
ملأتِ قلبِي فرحًا أبتغِيهِ في سفرٍ ومَسيرٍ
ناوشَه الشؤم والإحباط
فاباتُ أَبحثُ عن ابتسامتِك
لأسيرَ اميالًا و خُطوات
يا امي!
انا ما زلتُ أقبعُ في زوايا حُزنِي أبكيكِ
في كلِّ يومٍ وطريق
الى كلِّ الصَّيدلياتِ تَوجهتُ
أبحث لأحزانِي عن مُسكنات
إلا عن حزني بسببكِ
أرفض..
كل الوصَفات والحِكايات
يا امي!
في عيدكِ من كلِّ سنةٍ ..
كُنتُ أرتادُ المَحلات
ابتاعُ لك هديةً لتقاليدٍ وَعادات
فيصيُبني الفَشلُ والأخفاقُ
أُتمتم بكلمات
حقيقةً أُماه..
لمْ تكنْ هدِيةٌ تُشفي مَكنوناتَ حُبي لك
بمقامِك تَليق!
يا أُمي!
أنتِ المِصباحُ الذي لمْ ينطفئ شُعاعُه
حتى بَعد رحيلٍ ومَمات
زيته يُنبوعُ نموٍ وحياة
عيدُكِ يا أُمي ذِكرى
لا تَرتَبطُ بتاريخٍ ميلادٍ او دَفترِ يَوميات
تَخرج عن حدودِ الزَّمان والأيام
هذا اعْترافٌ تقبليه هديةً مني يا أُمي
عَبرَ الِّسنين والأيام..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة