الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

لولا الحب-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 18/03/19 23:19,  حُتلن: 23:20

لولا الحب
لن تدع القلبَ يغصّ بحبٍ مُحتبسٍ
فستفتحُ عينيكَ على الأفق المفتوحْ
وستفتحُ قلبكَ للحُبِّ المتدفقِ
كالتيار الحازم في النهرِ الدافقْ
وستدركُ أن الحبَّ غذاءُ الروحْ
بعضُ الحبِّ يُخلِّف أحياناً
بعضَ جروحْ
لكن الحبَّ يداوي القلبَ
ويمحو آثار الجرحِ القاتلْ
فجراحُ القلبِ
إذا لم يُسعفُها الحبُّ
تصيرُ دَماملْ..
في ظلِّ الحبِّ يصيرُ القلبُ
كشتلةِ صبَّارٍ
إن قُطِعت ستعودُ سلاسلْ
ومع الحبِّ يصيرُ القلبُ
حديقةَ وردٍ
إن جفت ذاتَ شتاءٍ
ستعودُ خمائلْ
لولا الحبُّ لما عاشَ
على وجه الأرض بنو بَشرٍ
ولما ورثَ الصبحُ
من الليلِ مشاعلْ
لولا الحبُّ لما رَبَّت أمٌ
بنتاً أو ولداً
ولما صرنا أهلاً وعوائلْ
قد يُذكي الجشعُ الماكرُ
حرباً ونزاعاتٍ ممتدهْ
لكن الحبَّ يعيدُ السلمَ
إلى قلبِ مُقاتلْ
الحقدُ ييخبئُ في النفسِ
سمومَ اليأسْ
والحبُّ يعيدُ البأسَ
إلى قلب المُتفائِلْ
أنت ابنُ الحبِّ فهل تزرع
في الوديان بذورَ الأحقادْ؟
أم هل تزرع حبَّكَ في الأرضِ
لتجني أزهار إخاءٍ وودادْ
لولا الحبُّ لما كان لنا
في الدنيا أرضٌ وبلادْ
لولاهُ لما كان لنا مجدٌ نعتزّ بهِ
وورثناهُ عن الأجدادْ
لولا الحبُّ لما زَرعت أيدينا
زيتوناً كي يجني الزيتَ الأحفادْ
أنظرْ ما أجملَ هذي الدنيا
وقد ازدانت بصبايا وشبابْ!
لولا الحبُّ لما رُزِقت أمٌ
ببناتِ أو أولادْ
لولاهُ لما ظلَّت
خلفَ سَحابَتِنا
خُصلةُ نورٍ ذهبيٍّ
من شَعرِ الشمسْ
لولاهُ لما كان لنا
ليلى أو قيسْ
لولاهُ لما ظلَّ لنا خيطٌ
يربطُ بين الليلةِ والأمسْ
لولا الحبُّ لما ظلَّ لنا
جذرٌ حيٌ في أعماقِ القدسْ.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة