الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:02

قراءة في مستقبل التربية والتعليم في ظل حكومة نتنياهو بعد انتخابات الكنيست/ بقلم: د. سلام قدسي

د. سلام قدسي
نُشر: 16/03/19 10:06,  حُتلن: 13:36

د. سلام قدسي في مقاله:

لا نستطيع التوجه الى الاحزاب العربية المشغولة بلهثها وراء مقعد اضافي فهذا هو المؤشر الوحيد للأسف على نجاحها مع رصيد صفر من الانجازات الحقيقية

لا اعتقد ان احزابنا العربية تملك الجرأة على حل نفسها بل هي مصممة في سعيها خوض الانتخابات ببرنامجها القديم وبقاءها "شوكة في حلق الصهيونية والفاشية" على حد قول زعامتهم

يمكننا التغيير من خلال المشاركة في السلطة وعدم الجلوس على مقاعد المتفرجين او دكة الاحتياط.

مطلبنا واضح مستقبل افضل لأولادنا جميعا نقطة. فرص التطور للطفل اليهودي افضل من فرص التطور للطفل العربي من هنا نبدأ

حزب التربية والتعليم (ف. خ) الجديد سيحقق الانصاف في التربية والتعليم لأطفالنا وطلابنا في حكومة نتنياهو التي جلبتها علينا الاحزاب العربية من جديد.
على اعتاب الانتخابات نتفكر في احوالنا ونراجع تمثيلنا في الكنيست فنجد ان احزابنا العربية التي تمثل السواد الاكبر من جماهيرنا تحمل نفس الشعارات التي حملتها على مدار العقود الماضية. هذه المادة او السلعة الانتخابية القديمة اثبتت نفسها وجعلت جماهير واسعة تلتف حولها. الاحزاب تتغذى من البعد الوطني وتستخدمه كورقة الجوكر لتربح من خلاله اصوات ابناء شعبنا المتعطش للحرية والمساواة والعدل وغيرها من القيم التي يحلم بها منذ نكبته التي لم تنته ولن تنته ابدا.

بالمقابل نفس المادة التي تستخدمها هذه الاحزاب لاستجداء اصوات الاقلية الفلسطينية في البلاد يستخدمها اليمين لاستدرار مشاعر اليهود مظهرا العرب على انهم خطر محدق بأمن الدولة، فموضوع الامن مسالة حساسة لدى الشعب اليهودي لما خاضه في الماضي من هولوكوست وما يحيط به اليوم من اخطار فمسألة الامن دوما ستحقق للأحزاب اليهودية مكاسب، ورجال الامن والعسكر سيقدمون انفسهم في الانتخابات على انهم أبطال الامة ويحصدون الاصوات.

فكرة الكتلة المانعة للأحزاب العربية لحماية حكومة ممكنة لحزب الازرق والابيض (כחול לבן) الجديد بقيادة جانتس ولابيد حرقت الورقة وانقلب السحر على الساحر اذ استغلها اليمين لضرب هذ الحزب الجديد، والدليل استطلاعات الرأي الجديدة التي تشير الى تحول الغلبة لفئة اليمين وترجيح كفة بنيامين نتنياهو من جديد لتشكيل حكومة يمين. نعم هذا تحقق بفضل الاحزاب العربية. فهي من جهة تنادي بحقوق الاقلية الفلسطينية في اسرائيل ومن جهة ثانية تساهم في ضرب هذه الاقلية وحرمانها من حقها في ممارسة دورها وحقها في المشاركة بالسلطة بتعزيز فرص اليمين في تشكيل الحكومة الجديدة . هذا السلوك المتكرر من قبل الاحزاب العربية بوازع حصد المقاعد هو قلة مسؤولية تجاه الاقلية العربية ويجلب عليها الويلات.

هذه الوصفة السحرية ومعادلة الشد والرخو بين الاحزاب العربية التقليدية وبين الاحزاب اليمينية الصاعدة وغياب اليسار الاسرائيلي ستضمن بقاء مجتمعنا العربي في مكانه (مكانك سر) واستمرار استفراد اليمين الاسرائيلي بالسلطة.

لا نستطيع التوجه الى الاحزاب العربية المشغولة بلهثها وراء مقعد اضافي فهذا هو المؤشر الوحيد للأسف على نجاحها مع رصيد صفر من الانجازات الحقيقية متناسية ان مقابل كل كرسي كهذا سعت دون ادراكها الى ادخال 3 مقاعد لليمين المتطرف. هذا هو الخسران لا الانجاز لان العضو العربي سيبقى في الكنيست بينما العضو اليميني سيدخل في تركيبة الحكومة ويحصل على وزارة كوزارة التربية والتعليم والعدل والداخلية والرفاه والاقليات والتطوير وهي عينها الوزارات المعنية مباشرة بمستقبل الجماهير العربية ومفاتيح حلول مشاكله وتحدياته بين يديها كتفشي ظاهرة العنف والجريمة والتحصيل المتدني في المدارس ونقص الميزانيات في السلطات المحلية والبنى التحتية ومشاكل الاختناق السكاني والرفاه وغيرها.
على الجمهور العربي ادراك ما تجلبه عليه الاحزاب العربية من اضرار وابداع طرق جديدة لممارسة حقه الديمقراطي كأقلية مضطهدة تعاني التهميش من قبل الاغلبية الحاكمة.

قسم كبير من جمهور الناخبين العربي قرر مقاطعة الانتخابات القريبة. بينما ستستمر حتى الدقيقة الاخيرة محاولات الاحزاب المختلفة من اليسار واليمين الاستفادة من هذه الشريحة اليائسة والمحبطة التي تمثل بالأساس جمهور المخضرمين الذين جربوا الانتخابات اكثر من مرة وادركوا ان دور احزابهم العربية في ظل الانقسامات التحالفات العجيبة في ما بينها اصبح هامشيا. لقد فقدوا ثقتهم بقياداتهم التي امنوا خصوصا بعد سن قانون القومية ونقل السفارة الامريكية الى شرق القدس.
لا اعتقد ان احزابنا العربية تملك الجرأة على حل نفسها بل هي مصممة في سعيها خوض الانتخابات ببرنامجها القديم وبقاءها "شوكة في حلق الصهيونية والفاشية" على حد قول زعامتهم وهي مادة خطرة يستخدمها اليمين ليضاعف من قوته.
جماهيرنا غير جاهزة بأغلبيتها لحلول ابداعية للمشاركة في صناعة مصيرها كمواطنين اصحاب حق في التأثير والمشاركة في اتخاذ القرارات من مكان السلطة التنفيذية. بل تنجر بعاطفتها الشرقية المعهودة خلف شعارات رنانة خالية من الفحوى.
في نهاية المطاف سيدرك مجتمعنا مصلحته ويلفظ تلك الاحزاب التي نفذ تاريخ صلاحيتها. احزاب تجاوبت مع تطلعات مرحلة ماضية ولم تستطع ان تجدد برنامجها لتصبو الى تطلعات جيل المستقبل. التحولات في عصرنا الراهن سريعة ولن تعطي للأحزاب التقليدية بنظامها الداخلي وتوجهها الخارجي النفس الطويل لتستمر اكثر في بقاءها، وكان لها دروس في الانتخابات للسلطات المحلية الاخيرة لم تتعلم منها.
تحديات مجتمعنا الانية والمستقبلية هي نكبتنا الحقيقية واستمرارها وتفاقمها هي الشوكة الحقيقية في حلوقنا وحلوق ابناءنا.
ان الاوان لننهض من نكبتنا ونمارس حقنا كمواطنين بذكاء وحنكة ناظرين مستحضرين مستقبل ابناءنا وجيل الغد بين اعيننا نصونه لهم ونعبد الطريق امامهم.

يمكننا التغيير من خلال المشاركة في السلطة وعدم الجلوس على مقاعد المتفرجين او دكة الاحتياط.
مطلبنا واضح مستقبل افضل لأولادنا جميعا نقطة. فرص التطور للطفل اليهودي افضل من فرص التطور للطفل العربي من هنا نبدأ. المدرسة اليهودية افضل من المدرسة العربية. فرص الدراسة للطالب الجامعي اليهودي اكبر من الطالب الجامعي العربي. فرص العمل للخريج اليهودي اوسع من الخريج العربي. مشروعنا خطة اصلاح (ريفورما) تضمن للطفل والطالب والخريج العربي الانصاف. لتحقيق الانصاف لا نكتفي بالمساواة فهي غير كافية لتحقيقه بل التمييز لصالح الطفل والطالب العربي.
لم يستطع أي حزب عربي تحقيق هذا المطلب ولن يفعل بالمستقبل. فقط حزب متخصص بالتربية مع برنامج مهني واضح يستطيع تحقيق هذه الغاية. يضعها على طاولة المفاوضات في التركيبة الحكومية كشرط انضمام مهما كان توجه الحكومة.

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة