الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

الانشقاق العربيّ وآثاره التاريخيّة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 14/03/19 15:17,  حُتلن: 18:22

خالد خليفة في مقاله:
 
المفاوضات اللاخيرة بين كافة الأطراف والتي أدت إلى هذا الانهيار الكبير هي السبب في هذا الغزو للوسط العربي من قبل الأحزاب الصهيونيّة

جاء انشقاق احمد ألطيبي من القائمة المشتركة ومطالبته لرئاسة القائمة وتمثيل مناسب له يتماثل مع مصالحة، لمصلحة اليمين

الإسلامية والتجمع لم يفقها ما حدث ولم يتصرفا بالشكل الملائم لخطورة الحدث 

يبدو واضحا للعيان أن التزاوج بين الجبهة والعربيّة للتغيير يشوبه الضبابيّة، البلبلة وعدم الوضوح ، فلقد مرّت ثلاثة أسابيع على انطلاق القائمة الفريدة والغريبة من نوعها كما يسمّوها חד"ש תע"ל (الجبهة والعربيّة للتغيير) ،فعلى صعيد الشارع اليهودي ألغت لجنة الانتخابات ترشيح عوفير كاسيف في المكان الرابع في القائمة بسبب تفوّهاته ضد الوزيرة ايّيلت شاكيد والتي وصفها بأنها من النازيين الجدد . إن هذا الشطب والذي لا يعتبر عادلا ،وان تمّ ، فأنه سوف يضمن أربعة مقاعد لأحمد طيبي وأربعة مقاعد للجبهة في حال حصلوا على ثمانية مقاعد أي تساو للقوتين بينهما.

وعلى الرغم من أن المقالة يشتمُ منها رائحة من الانتقاد، ولكنّ الدكتور طيبي يرى في هذه السيناريوهات بأنها في النهاية تخدم مصالحة الانتخابّية والسياسيّة معا. إضافة إلى ذلك فإن هذه القائمة الغير المشتركة للجبهة والتغيير أحدثت حالة من الإحباط في صفوف كافة الكوادر الانتخابية للحزبين، فعلى الرغم من انه لم يبقى للانتخابات سوى ثلاثة أسابيع ، اي عدم وجود خطة عمل تنظيمية، إلا أن هناك حالة من السبات وعدم تخطيط لكيفيّة خوض المعركة ، الأمر الذي يمكن ان يؤثر على نتائج الانتخابات وبالتالي يمكن ان يقلب النتائج والاستطلاعات رأسا على عقب .كما انّ الإسلامية والتجمع لم يأخذوا بالحسبان الهجمة الشرسة التي اجتاحت هاتان الحركتان وتصرفوا بسذاجة سياسية . فلو انّ هذان الحزبان استمرّا في الوحدة كان من الصعب ان يفكر الجمهور والنظام الإسرائيلي في إمكانية شطب أو التهديد بشطب هاتان الحركتان، مهما يكن فأن الجمهور العربي ملزم عليه ان يفكر ويفتش عن الأسباب التي وصلنا إليها وأدت إلى انهيار القائمة المشتركة. حيث أن هذا الانهيار عمّق هجوم الأحزاب الصهيونيّة في الانتخابات للوسط العربي، ومن المتوقّع ان يزيد عدد المصوتين العرب لهذة الأحزاب على الرغم من تراجع ملحوظ للتصويت لهذه الاحزاب في السنوات الاخيرة .

ان المفاوضات اللاخيرة بين كافة الأطراف والتي أدت إلى هذا الانهيار الكبير هي السبب في هذا الغزو للوسط العربي من قبل الأحزاب الصهيونيّة . كمّا ان ذلك خلق وضعا ليس بالضرورة جديدا يقوده نتانياهو من حيث شرعنة الكهانيّة والفاشيّة في هذه الدولة فقبل أسبوع قالها نتانياهو وبالحرف الواحد أن وطن العرب الأصلي هو ليس هنا ولكن في 22 دولة التي تحيط بإسرائيل . كما أن نتانياهو يملك إستراتيجية تتمثل أيضا بإضعاف التمثيل العربي حيث أن 13-15مقعدا يهدد إقامة ائتلافه لذا فكان يسعى بالخفاء وبشكل غير مباشر إلى شق القائمة المشتركة. وقد جاء انشقاق احمد ألطيبي من القائمة المشتركة ومطالبته لرئاسة القائمة وتمثيل مناسب له يتماثل مع مصالحة، لمصلحة اليمين وهؤلاء الذين يريدون شقّ الصفّ العربي والقضاء على أي عمل وحدوي عربي.

كما أن الإسلامية والتجمع لم يفقها ما حدث ولم يتصرفا بالشكل الملائم لخطورة الحدث ، وقبل أن انهي مقالي بودّي أن انوه أن محمد بركة رئيس لجنة ألمتابعه ، وهي اللجنة التمثيلية الأكبر للجماهير العربيّة ، لم يقم بردة فعل حقيقية متوقّعه منه كرئيس لهذه اللجنة لرأب الصدع بين كافة الأحزاب ، حيث انه لم يعلم الجماهير العربيّة بخطورة الانشقاق هذا وخطورة تمزق الوحدة وأثار هذا الحدث تاريخيا على مستقبل الجماهير العربية في البلاد.
 

مقالات متعلقة