الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

وماذا بعد المقاطعة!!/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 12/03/19 13:47,  حُتلن: 15:25

غسان عبدالله:

نحن اليوم امام واقع سياسي جديد وامام خارطة حزبية جديدة وامام تحد كبير

اسابيع قليله تفصلنا عن الرابع من نيسان/ ابريل ، يوم الانتخابات للكنيست الـ21 ، تابعت وما زلت باهتمام كبير كل ما يدور على الساحة الحزبية والسياسية من نقاشات وتحليلات ووجهات نظر وخاصة بعد ان وضعت المفاوضات والتحالفات وزرها وبعد ان استقر كل حزب مكانه.

بلا شك تجربة القائمة المشتركة كانت فريده من نوعها وان كان لها الكثير من الاخفاقات تبقى هي النموذج الامثل والافضل لنا الجماهير العربية في هذه البلاد وتحديدا في ظل هذه الظروف الصعبه التي تمر فيها. كان الاجدر بنا كقيادات واحزاب ان نحافظ عليها بكل ثمن ومهما كانت التضحيات وان نرممها ونعيد هيكلتها لنعيد ثقة الناخب تجاهها. ولكن لم يحصل ذلك ولا عودة الى الوراء. نحن اليوم امام واقع سياسي جديد وامام خارطة حزبية جديدة وامام تحد كبير.

الواجب الوطني والمسؤولية الجمعية تحتم علينا ان نتعامل مع هذا الواقع الجديد بكل مسؤولية وانتماء ، وكفانا بكاء على الاطلال ، ولنترفع عن اسقاطات الماضي ولنتوقف عن هذا الاسلوب من التخوين والتجريح الذي لا يسمن ولا يغني من جوع بل يزيد من تشرذم مجتمعنا ويساهم في بث البغيضة والحقد بين ابناء المجتمع الواحد. امامنا اليوم خيارا واحد ووحيدا ولا بديلا له ، وهو الالتفات الى الامام فقط ووضع كل ترسبات الماضي جانبا.

نحن الاقلية الفلسطينية في هذه البلاد نمر في مرحلة مفصلية وقد تكون تاريخية، فلنكف عن جلد الذات وعن هذا التراشق والاتهامات، للنظر الى انفسنا اولا ولنقدم ما علينا قبل ان نطالب ما لنا. لقد ثبت قطعا عبر التاريخ ان كل حكومات اسرائيل "مستكلبة" بعنصريتها وعنجهيتها وفكرها الكولونيالي والصهيوني على هويتنا ووجودنا.

المرحلة تتطلب منا ان نتصرف بحكمة ودراية وبمسؤولية وطنية، وبقوة اعظم، وان نستجمع كل الطاقات والجهود ونشحذ الهمم ونرص الصفوف ، فامامنا تحديات جسام.
ان العمل البرلماني هو مساحة هامة جدا واليه للنضال ولا تنازل عنها وهو استمرار للنضال الجماهيري والشعبي.
العمل البرلماني هو اداة قوية لكبح جماح المؤسسة الحاكمة والتصدي لمحاولاتها بسن مزيدا من القوانين العنصرية ضد شعبنا ولفضحها امام الرأي العام المحلي والعالمي وبموازاة مع النضال الشعبي والعمل الجماهيري .

والى المنادين بالمقاطعة بحجة ان البديل هو النضال الشعبي !! ومن هي الجهات اصلا التي تقود النضال الشعبي !؟ ومن هي الجهات التي تقوم بتعبئة الجماهير في كل المناسبات الوطنية ؟؟ ومن الذي يقف اما متصديا بوجه جرافات الهدم في النقب وفي كل قرانا العربية؟؟ ومن الذي يقف متصديا بوجه الاعتداء على الاقصى والمقابر والمقدسات الاسلامية والمسيحية؟؟ اليست هي الاحزاب والحركات السياسيه الفاعله على الساحة الوطنية وفي كل الميادين ؟؟
اليس هم نوابنا العرب الذين يقفون بمقدمة النضال الشعبي ؟؟ فلا داعي للمزاودات فنحن وانتم جميعا نقف سدا منيعا بوجه الفاشة. فلنحترم عقول الناس ولا نجعل هذا التشاؤم هو المهيمن على خطابنا السياسي ، ولا ننسج من الاوهام والافتراءات شائعات وخزعبلات فيسبوكيه مزيفه لا تخدم مصلحة جماهيرنا. لنكف عن بث روح الاحباط والاستياء ، فلا تزر وازرة وزر اخرى ، كفاكم غرقا باوهامكم عبر صفحات التواصل الاجتماعي. اما هذا الادعاء ان المشاركة بالانتخابات هو لتجميل صورة الديمقراطية الاسرائيلية، فهذا ادعاء هش ولا صحة له وفقط يخدم الاحزاب اليمينية.

ان طرح المقاطعة وعدم المشاركة بالانتخابات ليلبي رغبة ايتام كهانا واليمين المتطرف ويسهل عليه في سن قوانين ما بعد قانون القومية ويحقق رغبتهم في اخلاء الكنيست من النواب العرب توطئة لاخلاء البلاد من العرب.
ولماذا هذه المقاطعة ترفع رأسها فقط في موسم الانتخابات! وكان باقي الامور في هذه المؤسسة على ما يرام ولا تستحق المقاطعة!! لماذا لا تنادي هذه الاصوات بمقاطعة انتخابات الحكم المحلي ؟! والتي تصل نسبة التصويت بها الى اكثر من 90% !
اليست هي ايضا مرتبطة ومباشرة بوزارة الداخلية وبكل مؤسسات الدولة! ام ان التعامل مع باقي الوزارات والمؤسسات لا يعطي الشرعنه لها ،واما الانتخابات للكنيست هي شرعنه لها !!؟؟
واذا كان لا بد من الاستفاضه حول هذا الموضوع ، فما هو البديل الذي يطرح خيارات جديده ، اليس من المفروض ان يصاغ خطاب مقاطعة تحاوب مع اجندات شعبنا ؟
اليس من المفروض ان يكون شموليه لهذا الطرح ولهذه المقاطعه من منطلق شرعنه او عدم شرعنه لمؤسسات هذه الدوله وقد نصل لمرحلة العصيان المدني !!
وهل هذا ما يخدم شعبنا وما نصبوا اليه !!
المرحله تتطلب منا صحوة جماهيرية وتكون محفزة مستنفرة، وقد يكون الواقع الحزبي الجديد هو الافضل لاحتواء واستقطاب الناخب العربي ، وما الضير في وجود قائمتين عربيتين؟

ان وجود اكبر عدد من النواب العرب بالكنيست وان كان تاثيرهم جزئي من عملية صنع القرار يبقى وحودهم في بعض المفترقات له تأثير وموقف واداء ورقم ، فلنعزز موقفهم بدل الردح والندب وليكن هدفنا هو الوصول باكبر عدد من النواب العرب وليبقوا شوكة في حلوقهم ، ولكي لا نحقق مأرب ليبرمان ونتنياهو وزعران كهانا واليمين .
لننطلق في التاسع من نيسان بخطى واثقه نحو ما يمليه علينا الواجب الوطني. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

 

مقالات متعلقة