الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

يا بيبي...يا طيبي وحملات التحريض الانتخابية ضد العرب/ بقلم أحمد حازم

بقلم: أحمد حازم
نُشر: 12/03/19 10:29,  حُتلن: 14:20

أحمد حازم:

يرى محللون سياسيون أن خطوة نتنياهو تستهدف تحصين نفسه سياسياً من الملاحقة القضائية وضمان مكاسب سياسية محدودة للغاية

ويبدو واضحاً أن نتنياهو أراد من وراء هذه الدعاية الإنتخابية ضرب عصفورين في حجر واحد: أولهما تخويف الناخب اليهودي من التصويت لقائمة غانتس ولابيد

طار عقل نتنياهو وفقد أعصابه بعدما ذكرت استطلاعات إسرائيلية في العشرين من الشهر الماضي أن ممثلي الوسط واليسار سيحصلون على 61 مقعدا مقابل 59 لمعسكره اليميني في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في التاسع من الشهر المقبل. هذا الإستطلاع دفع برئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الإسراع في تشكيل تحالفات يمينية متطرفة واسعة ظناً منه أنه بهذه التحالفات يستطيع كسب المعركة حول منصب رئيس الحكومة والبقاء أربع سنوات أخرى في الحكم.

ويبدو أن نتنياهو، الذي يواجه مشاكل قضائية في المحاكم تتعلق بالفساد والرشوات ولا سيما في الأسابيع الأخيرة قبل موعد انتخابات الكنيست، الأمر الذي يؤثر سلباً على سمعته لدى الناخب اليهودي، يحاول بأي ثمن خلق قوة يمينية كبيرة حتى ولو كان بينها مجموعات متطرفة جداً قد تساعده، حسب اعتقاده، في البقاء في منصبه. ولذلك أقدم زعيم حزب الليكود نتنياهو على تحالف انتخابي مع حزب "البيت اليهودي" المتطرف وكذلك مع حزب “عوتصماه يهوديت” المعروف أيضاً بتطرفه اليميني

وقد استغرب بعض المعلقين السياسيين الإٍسرائيليين إقدام نتنياهو على العمل من أجل تمثيل حركة “عوتصماه يهوديت” في الكنيست المقبل، وهي الحركة التي تقول المعلومات أنه تم تشكيلها من قيادات سابقة في حركة “كاخ” الإرهابية اليهودية، ويمارس قادتها العنف ضد الفلسطينيين، إلى جانب تأييدهم للعمليات التي تنفذها منظمة “شارة ثمن” الإرهابية.

ويرى محللون سياسيون أن خطوة نتنياهو تستهدف تحصين نفسه سياسياً من الملاحقة القضائية وضمان مكاسب سياسية محدودة للغاية، ولا سيما من خلال محاولته توفير شرعية لأحزاب يمينية متطرفة من خلال إشراكها رسمياً في العملية السياسية الإسرائيلية، علماً بأن قادة هذه الأحزاب كثيراً ما أعلنوا جهاراً تأييدهم للمجزرة التي نفّذها الإرهابي باروخ غولدشتاين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، في 25 فبراير/شباط 1994
نتنياهو لم يتوقف عند هذا الأمر فقط. فقد أصدر الليكود بيانا حذر فيه أن “الخيار واضح، إما حكومة يسارية بين لابيد وغانتس تدعمها الأحزاب العربية، وإما حكومة يمينية بقيادة نتنياهو”. والمراقب للحملة الدعائية الإنتخابية التي يقوم بها حزب الليكود يرى، أن نتنياهو يحاول كسب الصوت اليهودي من خلال بث روح العداء والكراهية للعرب ولا سيما للدكتور أحمد طيبي. فهناك دعاية تبث حالياً في وسائل إعلام عبرية تقول:" يا بيبي .... يا طيبي". وهذه الدعاية بمضمونها تحذر الناخب اليهودي من انتخاب تحالف غانتس ولابيد، على أعتبار أن لا فرق بين هذا التحالف والطيبي.

ويبدو واضحاً أن نتنياهو أراد من وراء هذه الدعاية الإنتخابية ضرب عصفورين في حجر واحد: أولهما تخويف الناخب اليهودي من التصويت لقائمة غانتس ولابيد، على اعتبار أن قادة هذه القائمة لا يعملون لمصلحة إسرائيل، وثانيهما تجديد إحياء العدائية للعرب في ذاكرة الناخب اليهودي من خلال التذكير بالمرشح أحمد طيبي، الذي يزعج قادة اليمين بشكل عام ونتنياهو بشكل خاص بسبب مواقفه الوطنية. ولذلك تم اختيار الطيبي والتركيز عليه سلباً.
على كل حال، هناك نقطة لا يجوز الإغفال عنها، وهي ان الأحزاب الصهيونية اليمينية بشكل خاص، تتنافس فيما بينها على إقناع الناخب اليهودي بمدى كره هذا الحزب أو ذاك للفلسطيني في إسرالئيل وفي الضفة الغربية وغزة، اعتقاداً منهم بأن هذا الأسلوب الدعائي يجلب لهم أصواتاً انتخابية كثيرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة