الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

ما نسينا أصل القضيَّة -بقلم: الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلاميَّة

الشَّيخ حمَّاد أبو
نُشر: 07/03/19 21:38,  حُتلن: 23:46

الشَّيخ حمَّاد أبو دعابس :

أخي ، إن كنت أقوى منِّي فبك سأقوى ، وإن كنت أضعف منِّي فدعني أُسندك . إن اختلفتَ عنِّي تكمِّلني ، وإن اختلفتُ عنك فلعلِّي يوماً أنفعك . ولكنَّك أبداً لست عدوِّي ، ولن أخاصمك

الأصل أنَّنا أمَّةٌ واحدةٌ ، وأعراقٌ شتَّى . نشكِّل قريباً من ربع سكَّان المعمورة ، إسمنا أُمَّة الإسلام ، وكنيتنا أُمَّة محمَّد ( صلَّى الله عليه وسلَّم ) . وفي ذلك تأكيدٌ للدِّين الَّذي يجمعنا ، والنَّبيِّ الَّذي يقودنا . ترك لنا من بعده أصلين عظيمين ، لن نضلَّ أبداً ما إن تمسَّكنا بهما ، هما كتاب الله وسنَّة نبيه المعصوم صلوات ربِّي وسلامه عليه .
الشَّرق لبُّ أوطاننا ، والحَرَمان الشَّريفان مع الأقصى المبارك ، أقدس مقدَّساتنا ، والعروبة شرفٌ وفخار ، وبلاد الشَّام تاج الدِّيار ، والقدس عنوان الكرامة ، والأقصى درَّة التَّاج وعين البركة ؛
وحيثما ذكر اسم الله في بلدٍ
عددت أرجاءه من لبِّ أوطاني .

نكبتنا قديمة
عدى الغُزاة على وطننا الكبير ، فمزَّقوا شملنا ، وقطَّعوا أوصالنا . رحلوا بأجسادهم عن بعض ديارنا ، ولكنهم استخلفوا فينا عبيداً لهم سوَّدوهم علينا ، فقسَّمونا سُنَّةً وشيعة ، عرباً وأعاجم ، مللاً ونحلاً وطوائف . كنَّا نبكي "إستعماراً" يقاتلنا في الجبهات ، ولنا شرف المواجهة مجتمعين . فجاءنا وكلاء الإستعمار ، يقتلوننا قهراً وذلَّاً ، ويخنقوننا فقراً وظلماً . سجونهم أكثر ، سياطهم أوجع ، ومحاكمهم أظلم . تعدَّدت وسائل التَّعذيب على مذبح كراسيِّهم ، والموت واحدٌ وإن تعدَّدت وسائله ........ هذا قمع ثورةٍ ، وذاك موتٌ بطيءٌ في الزَّنازين ، هنا إعداماتٌ بالجملة ، وهناك حصارٌ وتجويعٌ ، وغرق في بحار الظُّلمات لمن يحاول الفرار من قَدَرِه .

في بلادي شعبٌ أبيٌّ مرابط
هنا لبُّ القضيَّة ، هنا الألم الأكبر ، فردوسٌ مفقودٌ ، أقصى أسيرٌ ، قدسٌ جريحةٌ ، وغزَّة محاصَرةٌ . الشَّعب الحرُّ الأبيُّ يرزخ في الأغلال ، والظُّلم يموج موجاً تحت جنازير الإحتلال . في داخلنا الفلسطينيِّ ، منازل تُهدم ، عنفٌ يتمادى وعنصريَّةٌ تتفشَّى . وكلُّ ذلك يهون إلى جانب الخطر الحقيقيِّ الَّذي يتهدَّد مسجدنا الأقصى المبارك . إستفزازاتٌ دائمةٌ ، إبعاداتٌ ظالمةٌ ، محاكم عبثيَّةٌ وعصاباتٌ تتوعَّد .
ولكنَّنا أبداً لم نستسلم ، وحتماً لغير الله لن نُسلِم . نناضل مجتمعين ، ولو تنوَّعت راياتنا . نصطفُّ في وجه الظُّلم والعنصريَّة متحالفين ، ولو اختلفت نبراتنا .

إجتهاداتٌ تتكامل لا تتقاتل
أمام واقع الأُمَّة المعقَّد ، تبرز في حياتنا العامَّة إجتهاداتٌ ، وأطيافٌ سياسيَّةٌ وفكريَّةٌ شتَّى .هذا أخضرٌ وهذا أحمر ، هذا بينهما وذاك عن يمينهما وآخر في أقصى اليسار . ولكنَّنا معاً، نكون شبه إعصار، يشعل الأرض تحت أقدام الغاصب جمرة غضبٍ ونار .
أخي ، إن كنت أقوى منِّي فبك سأقوى ، وإن كنت أضعف منِّي فدعني أُسندك . إن اختلفتَ عنِّي تكمِّلني ، وإن اختلفتُ عنك فلعلِّي يوماً أنفعك . ولكنَّك أبداً لست عدوِّي ، ولن أخاصمك . بل البوصلة واضحةٌ ، كلُّنا مستهدَفون ، تعاوُنُنا يخفِّف الخطر عنَّا ، وتخاصمنا ينكي جراح عدوِّنا فينا ، أليس في ذلك ما يكفينا ؟ .
أنا أعلم أنَّ اجتهادي لن يحرِّر الأوطان وحده ، ولن يقلب موازين الأرض عنوة ، ولكن لعلَّه ثمَّ لعلَّه ثمَّ لعلَّه :
يسعف جريحاً ، ينصر مظلوماً ، يفرِّج كربةً ، ينصر مستضعفاً أو يغيث ملهوفاً .
إنَّ لنا مكتسباتٍ لا بدَّ أن نحفظها ، وحقوقاً نسعى لتحصيلها ، وتَحومُ حولنا أخطار ٌ نحاول أن ندرأها .
وسنقول كلمة الحقِّ في وجه السُّلطان الجائر ، سمعها أم لم يسمعها ، لنقيم الحُجَّة ونُعذر أمام شعبنا ........ ومع ذلك كلِّه لن نفرِّط قيد أُنمُلةٍ في ثوابت شعبنا ووطننا وأُمَّتنا .
سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي
وأموت مبتسماً ليحيى ديني
سأظلُّ للإخوان جسراً يُعبرُ
حتَّى أُوَسَّد في التُّراب وأُقبرُ
" والله غالبٌ على أمره ، ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون " .
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة